الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> ما سَرَّهُ أن زَاعَ من أسرارِه >>
قصائدالسري الرفاء
ما سَرَّهُ أن زَاعَ من أسرارِه
السري الرفاء
- ما سَرَّهُ أن زَاعَ من أسرارِه
- ما غَيَّبَ الكِتمانُ في إضمارِه
- تأبى العبارة ُ عن هواه فينبري
- جفنٌ يعبِّرُ عنه في استعبارِه
- أَخفاه بين ضلوعِه فجَفَت به
- حُرَقٌ تُظاهِرُه على إظهارِه
- أَنَّى يكونُ القصْدُ شيمة َ وَجْدِه
- يومَ النَّوىو الجَورُ شيمة ُ جارِه
- هل يُنْجِدَنَّ فريقُ نجدٍ بعدما
- غارَتْ نجومُ الحُسنِ في أغوارِه
- نُهدي التحيَّة َ منهمُ لمحجَّبٍ
- عَبَراتُنا أبداً تَحيَّة ُ دارِه
- و ضعيفِ عَقدِ الخَصرِ رابٍ ردفُهُ
- ظَلَمَ الجمالَ نِطاقُه لإِزارِه
- و مُوَدِّعٍ ظَفِرَتْ يَداه بمهجتي
- فمضَى ونَضْحُ دمي على أظفارِه
- أقصرْتُ عن ذِكْرِ السُّلُوِّو قصَّرَت
- هِمَمُ العذولِفَعَادَ في إقصارِه
- و غَنِيتُ بالساقي الأَغَنِّ لأنه
- وِزْرٌ يَزيدُ الصبَّ من أَوزارِه
- ظَفِرَتْ يَداهُ بمُهجَة ِ الدَّنِّ الذي
- غَبَرَتْ وديعة ُ صدرِه وصِدارِه
- فصباحُها من ليلِهو نسيمُها
- من تُربِهو عقيقُها من قارِه
- قلْ للعذولِ إليكَ عن ذي عُدَّة ٍ
- ما ثارَ إلا نالَ أبعدَ ثارِه
- صِلّ إذَا ما افتر عنْ أَنْيَابه
- من سُمِّه قَطَرَتْ على أشفارِه
- لو أنَّه جارى عتيقَي طَيِّءٍ
- في الحلْبَتَيْنِ تَبرقَعا بغُبارِه
- مازالَ يُنجِدُهُ ابنُ فَهدٍ ناصراً
- حتى أعادَ الدَّهرَ من أنصارِه
- جاورْتُ منه غَزيرَ جَمَّاتِ النَّدى
- و البحرُ يُغْني جارَه بجِوارِه
- و أغرَّ ما طَلَعَتْ أسِرَّة ُ وَجْهِه
- إلا استسرَّ البدرُ قبلَ سَرارِه
- مثلَ الشِّهابِ محرِّقاً أو كاسفاً
- ظُلَمَ الخُطوبِ بنُورِه أو نارِه
- أو كالحُسامِإذا مضَى في مَشهَدٍ
- شَهِدَتْ مَضارِبُه بعُتْقِ نِجارِه
- أو كالرَّبيعِ الطَّلْقِ واجهَ قَطْرُه
- وجهَ الثَّرى فاخضرَّ من أقطارِه
- خُلْقٌسهولُ المَكرُماتِ سهولُه
- و توعُّرُ الأيَّامِ من أوعارِه
- إن لاحَفهو الصُّبحُ في أثوابِه ؛
- أو فاحَفهوَ الرَّوضُ في نُوَّارِه
- نَزَلَتْ على حُكْمِ القَنا أعداؤُهُ
- لمَّا أشارَ إليهمِ بِشَرارِه
- و ارتدَّ مَنْ جَاراه مُضمِرَ حسرة ٍ
- لمَّا جَرى للمَجدِ في مِضْمارِه
- عَزْمٌ يَذُبُّ عن العُلا بذُبابِهِ
- أبداًو يَحمي عِزَّها بغِرارِه
- و مكارِمٌتُعْلي ذُرى أطوادِه
- في الأزدِأو تُذكي سَنا أقمارِه
- يا خِيرة َ المجدِ الذي وَرِثَ العُلى
- من فَهْدٍ الأدنىو من مُختارِه
- بَكَرَ الثَّناءُ عليكفاخلَعْ عُونَه
- و البَسْ جديدَ الحَلْيِ من أبكارِه
- و اسلَمْفقد سَلِمَتْ خِلالُكَ كلُّها
- من عُرِّ أخلاقِ اللئيمِ وعارِه
- و تَحلَّها من عائذٍ بكواثقٍ
- دهراًسهامُ الظُّلمِ في أوتارِه
- ألبَسْتَه بُرْدَ الغِنىو سَلَلْتَه
- من عُدْمِهفانسلَّ من أَطمارِه
- قد كان هِيضَ جَناحُهفجَبَرْتَه
- بنَداكَحتّى طارَ في أوطارِه
- فجفَى المَواطِنَ والأحِبَّة َ ناسياً
- مَنْ لا يُفيقُالدَّهْرَمن تَذْكارِه
- لولا ربيعُ نَوالِكَ الغَمرِ النَّدى
- ما كانَ يَذهَلُ عن ربيعِ ديارِه
- نشرَ الثناءَفكانَ من إعلانِه
- و طوَى الودادَفكان من أَسرارِه
- كالنَّخلِ يُبْدي الطَّلْعَ من أثمارِه
- حيناً ويُخفي الغَضَّ من جُمَّارِه
المزيد...
العصور الأدبيه