الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> كَمَلْنَ فأطلَعْنَ البُدورَ كَوامِلا >>
قصائدالسري الرفاء
كَمَلْنَ فأطلَعْنَ البُدورَ كَوامِلا
السري الرفاء
- كَمَلْنَ فأطلَعْنَ البُدورَ كَوامِلا
- و مِلْن فأبدَين الغصونَ مَوائِلا
- غَدَونَ لنا بالوَصل أُنساً نَواضِراً
- و كنَّ مِن الهِجران وَحشاً خَواذِلا
- يُحرِّكن أعطافَ العَليلِ صَبابة ً
- إذا حرَّكَتْ أعطافُهنّ الغَلائِلا
- نَوَين نوى ً لم يَنوِ نَقصَ عُهودِنا
- فغادَرنَ أنواعَ الدُّموعِ هَوامِلا
- وقَفْنا لتوديعِ الأحبَّة ِ مَوقِفاً
- يطولُ علينا أن نَرى منه طَائِلا
- وسلَّت ظُبا أسيافِها مُقَلَ الظِّبا
- فلستَ تَرى إلا قتيلاًوقاتِلا
- و أغيَدَ مُهتزِّ القَوامِ كأنّما
- يَهُزُّ قَضِيباً حين يَهتزُّ مائِلا
- حَباني بطَيفٍ كان عارفَة َ الهَوى
- فعرَّفني شُغلاً عن النَّومِ شاغِلا
- فإنْ لا أَرَى الإلفَ الذي كان آلِفاً
- هوايَو لا الشَّملَ الذي كان شامِلا
- فكمْ ليلة ٍ شمَرتُ للرَّاح رائحاً
- و بتُّ لغِزلان الصَّريمِ مُغازِلا
- وَ حلَّيتُ كأسي والسماءُ بِحَلْيِها
- فما عُطِّلَت حتَّى بدا الأفقُ عاطِلا
- هيَ البيدُ عاداتُ الرِّكابِ يَبيدُها
- إذا وَصلَت فيها الضُّحى والأَصائِلا
- إلى مَعْقِلِ الجُودِ الذي جُعِلَتْ له
- صُدورُ العوالي والسيوفُ مَعاقِلا
- تَبسَّمَ برقُ الجوِّ فاختالَ لامِعاً
- و حلَّ عُقودَ الغَيثِ فارفَضَّ هامِلا
- فقُلت عليٌّ منك أعلَى صَنائعاً
- إذا ما رجَوناهو أَرجَى مَخائِلا
- ربيعٌ تولَّى عن ديارِ ربيعة ٍ
- و قد ألبسَ النَّورَ الرُّبا والخمائِلا
- فخيَّمَ في أوطانِ بَكرِ بنِ وائلٍ
- يقابلُ بالنَّعماءِ بَكراً ووائِلا
- فكُنتَ سِناناًحينَ شَمَّرْتَماضياً ؛
- و كانت عَدِيٌّ كلُّها لك عامِلا
- فأوحشْتَ رَبعاً منهُمُ كانَ آنساً ؛
- و خلَّيتَ فَجّاً منهُمُ كان آهِلا
- و أجرَيتَ بالتَّلِّ الدِّماءَ فلو جرَت
- به الخَيْلُ حولاَ ما أَثَرنَ القساطِلا
- لقد أَمِنَ الأَيَّامَ من كانَ خائفاً
- و نالَ عُرى الآمالِ من كان آمِلا
- بمُشتمِلٍ بالعَدلِ سُلَّت سيوفُه
- على الدَّهرِحتى عادَ في الحُكمِ عادِلا
- تَحرَّجَ أن يَظْمَا القَنافأعادَه
- برُغمِ الأعادي قانيءَ اللَّونِ ناهِلا
- إذا حاولَ الأقرانُ في الرَّوعِ خَتلَه
- أبرَّ عليهِم مٌقدِماً لا مُخاتِلا
- فلَو نَطقَ الدهرُ الذي ليسَ ناطقاً
- تَنصَّلَإذ هَزَّت يداه المَناصِلا
- سأشكُرُ إِنعامَ الأميرِ وفضلَه
- فقد ألبساني أنعُماً وفَضائِلا
- غدوتُ وآمالي الظِّماءُ تقودُني
- إلى جُودِ كفَّيهِ فعادَت نواهِلا
- و حلَّيتُ أبكارَ القصائِد باسمِه
- و لولاه أضحَت ثَيِّباتٍ عَواطِلا
المزيد...
العصور الأدبيه