الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> قضَى بوقوفِ الرَّكْبِ حَقَّ المواقِفِ >>
قصائدالسري الرفاء
قضَى بوقوفِ الرَّكْبِ حَقَّ المواقِفِ
السري الرفاء
- قضَى بوقوفِ الرَّكْبِ حَقَّ المواقِفِ
- فروَّى صَداها بالدُّموعِ الذَّوارِفِ
- رسومٌ كأنَّ الطَّرْفَ يَقرأُكلَّما
- تأمَّلَهاآيَ الهَوى من صَحائفِ
- أباري بها دَمْعَ الحَياو هو ذَارِفٌ
- و أخلُفُه في رَبْعِها غيرَ ذارِفِ
- و أَعْرِفُها لولا الذي فَعَلَ البِلَى
- و أُنْكِرُها لولا نَسيمُ المَعارِفِ
- سقاكَ الهَوى صوبَ الدموعِ مُلاطِفاً
- و أيُّ هوًى يَلقاكَ غيرَ مُلاطِفِ
- فلم تُنسِني الأيَّامُ فيكو قد دَجَت
- سَوالفَ أيامٍ مَضَتْ كالسَّوالفِ
- و أخضرَ من وَشْي الحَدائقِ مُعْلَمٍ
- تَجُرُّ عليه السُّحْبُ وَشْيَ المَطارِفِ
- إذا انصاتَ في قَرْنٍ من الشَّمْسِ ضاحكٍ
- تَمايلَ في دَمْعٍ من المُزْنِ واكفِ
- و لابِسَة ٍ في كأسِها ثوبَ آمنٍ
- جلاها علينا الماءُ في ثَوبِ خائفِ
- إذا رَعَفَتْ منها الأباريقُ خَيَّلَتْ
- لأَعيُنِنا سِربَ الظِّباءِ الرَّواعفِ
- تمسَّكْتُ بالإنجيلِ لمَّا أباحَها
- و خالفْتُ فيها نصَّ ما في المَصاحفِ
- أُرَدِّدُ لَحْظَ العَيْنِ بينَ شَمامسٍ
- مُصَوَّرَة ٍ في كأسِها وأساقفِ
- فمِنْ بَيْنِ عارٍ لم يَنَلْ من ثيابِها
- و مُلتَحِفٍ منها بحُمْرِ المَلاحفِ
- أَ أَطلُبُ إسعافَ الزَّمانِو قد ثَنى
- إلى العاجزِ المأفونِ عَطْفَ مُساعفِ
- و آمُلُ أن يَجلو لذي اللُّبِّ بعدَما
- ترَشَّفَهُ ذو الجَهْلِ حُلْوَ المَراشفِ
- إذا لم يكن للنَّقْصِ يَوماً بمُنْكِرٍ
- فما هو للفَضْلِ المُبينِ بعَارِفِ
- سأمنَحُ حَلْيَ الشِّعْرِ صائِغَ حَلْيِه
- و إن لم يَصُغْهُ لارتيادِ العَوارفِ
- ثناءًكأفوافِ الرِّياضِ يَشوبُه
- عتابٌكأنفاسِ الرِّياحِ الضَّعائفِ
- تَرقرَقَ ماءُ الطَّبعِ في وَجَناتِه
- تَرَقرُقَ إِفرِنْدِ السّيوفِ الرَّهائفِ
- أبا حسَنٍإنَّ المَكارِمَ جَمَّة ٌ
- و أحسنُها إنصافُ خِلٍّ مُناصِفِ
- تناسَيْتَ وُدِّي من قديمٍ وحادِثٍ
- و أغفَلْتَ شُكْري من تَليدٍ وطارفِ
- و أهملتَنيحتَّى تحيَّفَني العِدا
- و كم ذُدْتَ عنّي الحَيْفَ من كلِّ حائفِ
- عصائبُ رَقَّ السِّترُ بيني وبينَهم
- فمن ساترٍ ما في الضَّميرِ وكاشِفِ
- يَدِبُّونَ في لَيْلِ النِّفاقِ كأنَّهم
- عَقارِبُ دَبَّتْ في دُجًى مُتَكاثِفِ
- إذا نَسَمَتْ ريحُ الصديقِ عليهِمُ
- أَهَبُّوا عليها كلَّ نَكْباءَ عَاصِفِ
- و ما نَقَمُوا إلا مَقالَة َ مُعْلِنٍ
- بأنَّ أبا السِّبْطَينِ خَيْرُ الخَلائفِ
- إذا شِئْتَ أن تُهدي لِغِلِّ صدورِهِمْ
- فأَغْضِبْهُمُ يَبْدو كُمونُ الكثائفِ
- أَلستَ تَراهمإنْ رأَوا لك نِعمة ً
- يَفيضونَ غَيْظاً من صدورٍ لواهفِ
- تَرى أَوجُهاً تَصفَرُّ حِقْداًكأنَّما
- يُدافُ على أَبشارِها وَرْسُ رائفِ
- و خُزْرَ عُيونٍ لم تكنْ لَحَظاتُها
- لتصدُرَ إلا عن قُلوبٍ رَواجفِ
- أَلَم تَرَنِي أقصرتُ غيرَ مُقَصِّرٍ
- و أَعرَضْتُ عن أعراضِهِمْ غيرَ خائفِ
- و كيفَ يَبيعُ الحُرُّ عِرْضَ ابنِ حُرَّة ٍ
- بأعراضِ أبناءِ الإِماءِ المَقارفِ
- أغَرَّكَ منهم ذو لسانٍ مُلاطِفٍ
- و قلبٍلإفراطِ الغليلِمُسايفِ
- فأعطيتَهم مَدْحاً كزاهِرَة ِ الرُّبا
- و وُدّاً كإيماضِ البروقِ الخَواطفِ
- و كنتَ جديراً أن تَحُثَّ إليهِمُ
- قَواصِفَ لَفْظٍ كالرُّعودِ القَواصِفِ
- و تَسلَمَ عن أعراضِهِمْ بشوارِدٍ
- مسوَّمَة ٍتُوهي صَفاة َ المُقارفِ
- فليسَ يكونُ المرءُ سِلْمَ صَديقِهِ
- إذا لم يكنْ حربَ العدوِّ المُخالفِ
المزيد...
العصور الأدبيه