الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> قسمتَ قلبيَ بينَ الهمِّ والكَمَدِ >>
قصائدالسري الرفاء
قسمتَ قلبيَ بينَ الهمِّ والكَمَدِ
السري الرفاء
- قسمتَ قلبيَ بينَ الهمِّ والكَمَدِ
- و مُقلتي بين فَيْضِ الدَّمعِ والسَّهَدِ
- و رُحْتَ في الحُسْنِ أشكالاً مُقَسَّمة ً
- بينَ الهِلالِ وبين الغُصنِ والعُقَدِ
- أرينَني مطَراً يَنهَلُّ ساكبُه
- من الجُفونِ وبَرْقاً لاحَ من بَرَدِ
- ووجنة ً لا يُروِّي ماؤها ظمأ
- بُخلاً وقد لَذَعَتْ نيرانُها كَبِدي
- فكيفَ أُبْقي على ماءِ الشُّؤونِو ما
- أبقَى الغَرامُ على صبري ولا جَلَدي
- جَرى ابنُ فَهْدٍفلم يُدْرَكْ له أَمَدٌ
- و كلُّ ذي سُؤدُدٍ يجري إلى أَمَدِ
- و حَنَّ للجُودِ مُهْتَزّاً ومُنتَصِباً
- كالرُّمحِ لم يُؤْتَ من مَيلٍ ولا أَوَدِ
- وعلَّمَ الدَّهْرَ من أخلاقِهِ خُلُقاً
- أذكى من الوَرْدِ أو أَحْلَى من الشَّهْدِ
- فالمجدُ منه عُلا مقرونة ٌ بعُلًى
- و الجُودُ منه يدٌ موصولة ٌ بيدِ
- فَضلانِ ما زالَ مَحسوداً بنَيْلِهما
- والبأسُ والجودُ مَقرونانِ بالحَسَدِ
- أغرُّ لا صَلَفٌ يُزري بسُؤدُدِه
- بينَ الملوكِو لا كِبْرٌ على أحدِ
- يُريكَ من رِقَّة ِ الألفاظِ مَنطِقُه
- دُرَّ العُقودِغدَتْ محلولة َ العُقَدِ
- جعلتُه جُنَّة ً من كلِّ نائبة ٍ
- و رُحْتُ من جُودِه في جَنَّة ِ الخُلدِ
- أبا الفوارسِ أحييتَ السَّماحَ لنا
- و قُمْتَ فيه قِيامَ الروحِ للجَسَدِ
- ما رُمْتُ إحصاء َما أوليتَ من حَسَنٍ
- إلا وزادَ على الإحصاءِ والعَدَدِ
- آثرْتَ في الصَّومِ تَقوى اللّهِ مُجتهداً
- على هواكَ وبِعتَ الغَيَّ بالرَّشَدِ
- فاسْعَدْ بِعِيدٍ أعادَ اللَّهوَ في سَعَة ٍ
- و اليُمْنَ في دَعَة ٍ والعيشَ في رَغَدِ
- تَقدَّمَتْ مِدْحَة ٌ زَهراءُ مُشرِقَة ٌ
- كالرَّوْضِ يَضْحَكُ عن نُوَّارَة ِ الخَضَدِ
- و جاشَ بَحْرِي فلم أقْنَعْ بواحدة ٍ
- حتى أتيتُ بها مُشتدَّة َ العَضُدِ
- قِلادَة ٌ جالَ فيها الفِكْرُ فانتظَمَتْ
- نظْمَ القلائدِ لم تَنْقُص ولم تَزِدِ
المزيد...
العصور الأدبيه