الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> فَرَّقْتُ بينَ جُفونِه ورُقادِه >>
قصائدالسري الرفاء
فَرَّقْتُ بينَ جُفونِه ورُقادِه
السري الرفاء
- فَرَّقْتُ بينَ جُفونِه ورُقادِه
- و جمعْتُ بينَ غَرامِه وفُؤادِه
- و أبثُّ في ثِنْيَيْ حَشاه صَبابة ً
- باتَت لها الأشجانُ بينَ وِسادِه
- للّهِ أيامُ الكثيبِفقد مَضَتْ
- بمُرادِه الغَضِّ الهَوى ومُرادِه
- أيامَ للعُذَّالِ عِزُّ جِماحِه
- شَغَفاًو للأحبابِ ذِلُّ قِيادِه
- غَفَلاتُ دَهْرٍ غَيُّهُ وضَلالُه
- أَولى بنا من هَدْيِهِ ورَشادِه
- و دُجى ً بذاتِ الطَّلْحِ يَبيَضُّ الهَوى
- لأخي الصَّبابَة ِ في ارتكامِ سَوادِه
- و ثَرى ً كأنَّ رُباه تَنشُرُ حَلْيَها
- ما بينَ حُرِّ تِلاعِه ووِهادِه
- عُطْرٌ تَمرُّ به الرِّياحُ فتنكسي
- عُطرَين من أَجسادِها وجِسادِه
- ما صانَ قُرْبَ العيشِ فيه مَدامعي
- حتى أُزيلَ مَصُونُها لبِعادِه
- و إذا الصَّبا أضحَى عِتادَ مُتيَّمٍ
- فنَفادُها يَهواه عندَ نَفادِه
- و الدَّهْرُ كالنَّشوانِ في إصلاحِه
- ما راحَ يُصلِحُه وفي إفسادِه
- راعٍ لنا يَجتاحُ دَثْرَ سَوامِه ؛
- و أبٌ لنا يسطو على أولادِه
- فَفَعالُهُ المحمودُ عندَ بخيلِه
- و فَعالُه المَذْمومُ عندَ جَوادِه
- و لو اقتدى فينا بأحمدَ لارتَدَى
- بُردَيْنِ من تَوفيقِه وسَدادِه
- خِرْقٌ تَخرَّقَ في سَماحٍ لم يَزَلْ
- غَمْرُ السَّماحِ يَقِلُّ عندَ ثِمادِه
- مُرتادُ حَمْدٍ لاتَزالُ خوافقاً
- راياتُ أنعُمِه على مُرتادِه
- إن كنتَ مُطَّرَدَ الجِوارِفَعُذْ بِهِ
- أو كنتَ مُمتَحَنَ الزَّمانِ فَنادِه
- يُعطِيكَ ما يُعطيه غَرْبُ حُسامِه
- و شَبا أسنَّتِهو كرُّ جَوادِه
- مازالَ يَصعَدُ بينَ بِيضِ سُيوفِه
- قُلَلَ الفَخارِو بينَ سُمرِ صِعَادِه
- تَعِبُ الجَوانحِ يَشتري قَضَضَ العُلى
- أبداًبراحتِه ولِينِ مِهاده
- قد قلتُ للجاري على آثارِه
- أنتَ الجَوادُو لستَ من أندادِه
- ذهبَتْ سِجالُكَ عند جَرْيِ جَوادِه
- و خَبا ضِرامُكَ عندَ وَرْيِ زِنادِه
- و إذا امرؤٌ أعيَتْ عليكَ سُهولُه
- فاغضُضْ جفونَك عن ذُرَى أطوادِه
- شَرَفٌإذا ما اختالَ فيهرأيتَه
- في تاجِ تُبَّعِه وحُلَّة ِ عادِه
- بيتٌ لتُبَّعَ تلتقي عَمَدَ العُلى
- في ملتقى أطنابه وعِمادِه
- هذاو مُعتَرَكٌإذا عرَكَ القَنا
- فيه الشُّجاعُ مضى طريدَ طِرادِه
- خلَطَ العَجاجة َ بالدِّماءِكأنَّما
- نُشِرَتْ مَجاسِدُه خِلالَ جِيادِه
- أوفى عليَّفما انجلَتْ غَمَراتُه
- إلا بِصِدْقِ كِفاحِه وجِلادِه
- رحلَ الصِّيامُو قد أعدَّ من التُّقى
- و النُّسْكِ فيهِ عُدّة ً لمَعادِه
- متمسِّكاً بالصِّدقِ في مَوعودِه
- متمسِّكاً بالعَفوِ في إيعادِه
- قَبِلَ الإلهُ صِيامَه في شَهْرِهِ
- و أعادَ ما يَهواه من أعيادِه
المزيد...
العصور الأدبيه