الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> فتوحُك رَدَّتْ بَهجة َ المُلكِ سَرمَدا >>
قصائدالسري الرفاء
فتوحُك رَدَّتْ بَهجة َ المُلكِ سَرمَدا
السري الرفاء
- فتوحُك رَدَّتْ بَهجة َ المُلكِ سَرمَدا
- و أنتَ حُسامُ اللّهِ فَلَّ بِكَ العِدا
- يُحدِّثُ عنكَ المَشرَفيُّ مجرَّداً
- و يُثني عليك السَّمهريُّ مُسَدَّداً
- أعادَ وأبدى الفتحُ منك مُعوَّداً
- قِراعَ العِدا جارٍ على ما تعوَّدا
- و مُمطرُ أرضِ الرُّومِ من دَمِ أهلِها
- سَحاباًإذا رَوَّى الثَّرى منه أحمدَا
- تخالفَ فعلُ الغَيثِ منهفكلَّما
- بَدا العُودُ مُخْضرّاً ثناه مُوَرَدَّا
- سَرى مُخلِقاً في اللّهِ دِيباجَ وجهِه
- فذبَّ عن الإسلامِ حتى تجدَّدا
- يُفلِّقُ بالضَّربِ التَّريكَ وما حَوى
- و يَخرُقُ بالطَّعْنِ الدِّلاصَ المُسرَّدا
- فيا لكَ من يومٍ أحرَّ عليهِمُ
- و أندَى على الدِّينِ الحنيفِ وأبرَدا
- و ربَّ مُحلًّى بالكواكبِ شاخصٍ
- شَخَصْتَ إليهفانمحى وتأبَّدا
- فأعطاك ما تَهوى وقَلَّدَ أمرَه
- نجومَ قَناً أضحى بهنَّ مُقلَّدا
- مثَلْتَ له في مِثلِ أركانِ طَوْدِهِ
- و أسطَرْتَ فيه الجَلْمَدَ الصَّلْدَ جَلمَدا
- و صَدْرٍ وراءَ السَّابريِّ خَرَقْتَه
- فكان ثِقافَ الرُّمحِ لمَّا تأوَّدا
- و أبيضَ رَقراقِ السَّوابغِ أرهجَتْ
- سَنابكُه حتى ثَنا الجوَّ أَربدا
- تَتابعَ يَهفُو فوقَه كلُّ طائرٍ
- إذا صافَحَتْه راحة ُ الرَّاحِ غرَّدا
- و أشرقَ في رَأْدِ الضُّحى فكأنما
- تُلاعِبُ منه الشَّمسُ صَرْحاً ممرَّدا
- يَزُفُّ نجوماً ليسَ يمنعُ ضوءَها
- تكاشفُ ليلِ النَّقْعِ أن يتوقَّدا
- إذا ما رأتْهُنَّ البَطارقُ أنحُساً
- رآهنَّ مُجْتاحُ البطارِقِ أسعُدا
- صَدَعْتَ ببرقِ البيض صَدرَ عَجاجَة ٍ
- و قد أبرقَ المِقدارُ فيه وأرعَدا
- و أُبتَ وقد أشرَبْتَ ساحتَه دماً
- كأنك أشرقْتَ الأَسِنَّة َ عَسْجَدا
- لقد لَبسَ الإسلامُ شَرقاً ومغرِباً
- بسيفِ ابنِ عبدِ اللّهِ ظِلاًّ مُمدّدا
- ثَنى الخَيلَ عن ماءِ الفُراتِ صَوادراً
- فكان لها وِردُ الخَليجَيْنِ مَوْرِدا
- يَطيرُ على أرباضِ خَرْشنة ٍ بها
- لوافحُ يَهتِكْنَ المُنيفَ المشيَّدا
- حَريقاً يُغَشِّي الجُدْرَ حتَّى كأنما
- لبِسْنَ حَبيرَ الوَشْيِ مَثْنى ً ومَوحِدا
- إذا الغَرَضُ المنصوبُ باتَ مُعَصفراً
- بطائرِ سهمٍ منه أصبحَ أسوَدا
- فباتَ على البُرجِ المُطِلِّكأنَّما
- يُلاحِظُ منه فَرْقداً ثمَّ فرقدا
- و بثَّ السَّرايا حولها فتفرَّقَتْ
- كما بثَّتِ الرِّيحُ الحَيا فتبدَّدا
- فباتَ مُغِذّاً في السِّلاحِو مُوجِفاً
- مُغيراً عليهم في البلادو مُنجداً
- يؤانِسُ منهم كلَّ ليثِ حَفيظَة ٍ
- على الطَّرفِ وحشيِّ الشَّمائلِ أغيَدا
- كأنَّ رماحَ الخَطِّ حولَ بيوتِهِم
- على صَهَواتِ الخيلِ دُرّاً مُبَدَّدا
- عَرَضْتَ على البِيضِ الرِّقاقِ أُسُودَهم
- و سُقْتَ المَها حُوّاً إليها وسُهَّدا
- و قوَّمتَ منهم جانباً لظُهورِهم
- و أشرَفْتَهم بالمشرفيَّة ِ مُنشِدا
- و أوردْتَ حَدَّ السَّيفِ قِمَّة َ لاوُنٍ
- لتمزُجَ فيه سُورة َ البأسِ بالنَّدى
- أتاكَ يَهُزُّ الرَّوعُ أعضاءَ جِسمِه
- كما هزَّ بالأمسِ الحُسامَ المُهنَّدا
- يَغُضُّ لدَيكَ الرُّعْبُ أجفانَ عَيْنِه
- فإنْ هَمَّ أن يستغرِقَ اللّحظَ أرعدَا
- و ربَّ حديدِ اللَّفظِ واللَّحظِ منهمُ
- مَثَلْتَ له فارتدَّ أخرسَ أرمَدا
- ذَعَرْتَهُمُ غَزواً دِراكاًفأصبحوا
- على البُعْدِ خَفَّاقَ الحشا ومُسهَّدا
- يَظُنُّونَ غَربِيَّ السَّحابِ كتيبة ً
- تُشَرِّقُو البرقَ الشآميَّ مِطْرَدا
- إذا الدولة ُ الغَرَّاءُ سمَّتْكَ سيفَها
- لتُبْهَجَسمَّاكَ الهُدى ناصرَ الهُدى
- ليَهْنِكَ أنَّ الرومَ ذَلَّ عزيزُها
- فصارتْ مواليها بِعزِّكَ أعبُدا
- إذا قيلَ سيفُ الدولة ِ اهتزَّ عرشُها
- و خَرَّتْ رُكوعاً عندَ ذاكَ وسُجَّدا
المزيد...
العصور الأدبيه