الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> غَصبانُ ينسانيو أذكرُه >>
قصائدالسري الرفاء
- غَصبانُ ينسانيو أذكرُه
- و يَنامُ عن ليليو أسهرُه
- و بِجَوْرِه ما صارَ مُورِقُه
- حظِّيو حظُّ سوايَ مُثمِرُه
- و كفَى الهَوى لو كان مُكتَفياً
- ما رحتُ أُضْمِرُهُ وأُظْهِرُه
- لم يقتسِم في العاشقين أسى ً
- إلاَّ وقِسمي منه أوفرُه
- فأَطيحُ في نَفَسٍ أُصعِّدُه
- و أعومُ في دَمْعٍ أُحدِّرُه
- و سميرِ نجمٍ لا بَراحَ له
- و كأنَّما مَلِكٌ يُسَمِّرُه
- و مهفهَفٍ هفَتِ العقولُ به
- شَغَفاًتخيَّرَهُنَّ أحورُه
- إن لم يكن وهبَ الغزالُ له
- لَحَظاتِ مُقلتِه فجُؤذُرُه
- وافَى بخَمرَتِه وناظرِه
- بالفَتْرِ يُسكِرُها وتُسكِرُه
- حمراءَ كالياقوتِ صافية ً
- و معظِّمُ الياقوتِ أحمرُه
- فهي التي عَصَرَتْ لقَاطِفِها
- عُنقودَها من قبلُ يَعْصِرُه
- في كأسِه كسرى يقابِلُه
- من خَلْفِ سِترِ الرَّاحِ قَيصَرُه
- فكأنَّها نارٌ هُما حِصَبٌ
- لحريقِها العالي يُسَعِّرُه
- أصلَى لها هذا تَمَجُّسُه
- و أَحَلَّها هذا تَنصُّرُه
- في زاهرِ عَبِقٍ تَضوُّعُه
- فكأنّ عطّاراً يُعَطِّرُه
- ضاهَى ممسَّكَه مُعَنبَرُه
- و حكى مُدَرهمَه مُدَنَّرُه
- و حكى غديراً غادرَتْه لنا
- خُضْرُ النباتِ يرُفُّ أخضرُه
- صافٍ تمُدُّ الرِّيحُ خُطوتَها
- و يَفيضُ فيهفلا تكدِّرُه
- مثلُ الرِّداءِ يُكَفُّصانِعُه
- يَطويهِ أحياناً ويَنشُرُه
- شادَ الأميرُ بناءَ مَكرُمَة ٍ
- لا يستطيعُ النَّجمُ يَعْشِرُه
- وَسَمَاؤه الكرَمُ الذي شَرُقه
- فيه أسِرَّتُه ومِنبَرُه
- و كأنَّ قُدْساًأو مَتالِعَه
- وهبَ الوَقارَ له يوَقُّرُه
- و مَغيمُ يومِ السُّخطِ مُظلِمُه
- و مُضيءُ ليلِ البِشْرِ مُقْمِرُه
- و كأنَّه في الغَيْبِ مُطَّلِعٌ
- للأمْرِ يُورِدُهَ ويُصْدِرُه
- و إذا الأنامِلُ أُرْعِشَتْ حذَراً
- فشِفاءُ من عَلِقَتْهُ خِنصَرُه
- و إذا تَلَجلَجَ قائلٌ حَصَراً
- و أماتَ حجَّتَه تَحَيُّرُه
- فَتَقَ المَسامِعَ بالصَّوابِو لم
- تُنْجِدْ بَديهتَه تَفَكُّرُه
- من حيث لا معنى ً يُعَقِّدُه
- عَيّاًو لا لفظٌ يُكدِّرُه
- فمَتى أرادَ الجَحْدَ حاسِدُه
- شَهِدَتْ غَمائمُهُ وأبحرُه
- و إذا طَمَى في البَرِّ بحرُ وغى ً
- لا شَيءَإلا السَّيفَمَعبَرُه
- أبصرْتَ عسكرَ نجدة ٍ تحَياً
- منهإذا ما شامَ عَسكَرُه
- حيثُ الظُّبا بالهامِ عاثرَة ٌ
- و الصُّبحُ مثلُ اللَّيلِ غِثيرُه
- يُرْدي العِدا بالضَّرْبِ أبيضُه
- و يُبيدُهُم بالطَّعْنِ أسمرُه
- سِربُ الحَديثة ِ راضيين به
- في مأمنٍ ممَّن يُنفِّرُه
- إن زادَ عنها ما يُرَوِّعُها
- فالغابُ يدفعُ عنه قَسْوَرُه
- فَلْيَحْيَ في ظَفَرٍ وعاشَ له
- في نَعمَة ٍ أبداً مُظفَّرُه
- ولَدٌ علَتْ بَركاتُ مَولِدِه
- سَعْداًو طهَّرَه مُطَهِّرُه
- ضاهى أباه سماحة ً وحِجًى
- و حكاه مَرآه ومَخبَرُه
- أَأَبا شجاعٍ يا عَقيدَ ندى ً
- كَرُمَتْ أَرومَتُه وعُنصرُه
- اللّهُ يعلمُ كيفَ أحمَدُ ما
- أولَيْتَنيهو كيفَ أشكرُه
- و نَداكَ لا تُنسى مَواعِدُه
- كَرَماًفما أحتاجُ أذكُرُه
- لكنَّ إحساناً تُقدِّمُه
- أَولى به ممّا تؤخِّرُه
- و مَدَاكَ إن جادَ المَداءُ بهِ
- غَمْرَ الثناءِنداكَ يغمُرُه
المزيد...
العصور الأدبيه