الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> عُوجا على ذاك الكثيبِ من كَثَبْ >>
قصائدالسري الرفاء
عُوجا على ذاك الكثيبِ من كَثَبْ
السري الرفاء
- عُوجا على ذاك الكثيبِ من كَثَبْ
- فَكَمْ لنا في رَبْوَتَيْهِ من أَرَبْ
- ما عَنَّ للعينِ به سِرْبُ مَهًا
- إلا جرى من جَفنِها دمعٌ سَرَبْ
- سِرْنَ فقد عُوِّضَ قلبي طَرَباً
- للحُزنِ من فَرْطِ السرورِ والطَّرَبْ
- و احتجبَتْ في كِلَلِ الرَّقْمِ دمًى
- تَأنَقُ أثناءَ الحِجالِ والحُجُبْ
- جُدْنَ بأجيادٍ تحلِّيها النَّوى
- فرائداً من دمعِ عينٍ مُنسَكِبْ
- صواعدُ الأنفاسِ أَبْقَتْ نَفَساً
- في صُعُدٍ منا ودمعاً في حَبَبْ
- و مُخطَفٍ يهتزُّ من ماءِ الصِّبا
- كأنما يهتزُّ عن ماءِ العِنَبْ
- قامَ وسُوقُ اللَّهوِ قد قامَ به
- يَنخُبُ أقداحَ النَّدامى بالنُّخَبْ
- و يمزُجُ الكأسَ بعَذْبٍ ريقُه
- حتى تبدَّى الصُّبحُ مُبيضَّ العَذَبْ
- وَجْدِي به وَجْدُ الأميرِ أحمدٍ
- بجَمْعِ حَمْدٍأو بتقريقِ نَشَبْ
- أغرُّ رَدَّ الجُودَ وَعْداً صادقاً
- من بعدِ ما كان غُروراً وكَذِبْ
- يستمطرُ البِيضَ دماًو تارة ً
- يُمْطِرُ راجيه ذِهاباً من ذَهَب
- كالعارضِ انهلَّ رَواءً ديمة ً
- و بَرقُهُ بادي الحريقِ مُلتهِبْ
- مُغرى ً بسمرِ الخَطِّ لا سُمرِ المَها
- بأساًو بِيضِ الهِندِ لا بِيضِ العَرَبْ
- يُريه أعلى الرأيِ حَزْمٌ كامنٌ
- فيه كُمونَ الموتِ في حَدِّ القُضُبْ
- حَسْبُ بني حمدانَ مجْداً أنهم
- أبناءُ محمودِ السَّماحِ والحَسَبْ
- أُسْدٌ إذا ما سلَبَت أُسْدَ الوَغى
- أنفسَهاعاقت نَفيساتِ السَّلَبْ
- كم حاسدٍ رَحْبِ الفِناءِ ضَيَّقَتْ
- عليه أسيافُ الأميرِ ما رَحُبْ
- و حامدٍ يسحَبُ ذيلَ نِعمَة ٍ
- أعمَّ من ذيلِ السَّحابِ المُنسَحِبْ
- حنَّ إلى أرضِ العِراقِ فامتطَى
- مطيّة ً تسبَحُ في اللُّجِّ اللَّجِبْ
- ناحية ً تَرجو النَّجاة َ تارة ً
- بِسَيْرِهاو تارة ً تخشى العَطَبْ
- إذا المطايا قَوَّمَتْ رؤوسَها
- لتهتدي قَوَّمَ هاديها الذَّنَبْ
- ركائبٌ إن عرَّستْ لم تسترحْ
- و إن سرَت لم تشكُ إفراطَ التَّعَب
- كأنما في الماءِ ظمآنٌفلا
- ينقَع رقراقُ السَّرابِ المُنسرب
- كأنما نَحُلُّ منها أوطُناً
- و نحْنُ للسيرِ الحثيثِ في دَأَب
- و لم يزُرْ بغدادَ حتى إنَّها
- بحرُ ندى ً يحيا به روضُ الأَدب
- كأنَّنالما بدَتْ رِباعُها
- أسْرَى أحسُّوا بفِكاكٍ مُقتَرِب
- عُدْنا بمُبْيضِّ الصِّلاتِ في الرَّضا
- منه ومُحمَرِّ الظُّباة ِ في الغَضَب
- أثْرى من المجدِفأبقى سعيُه
- مآثراً تبقَى على مَرِّ الحِقَب
- فراحَ راجيهو قد نالَ المُنى
- بنائلٍ فلَّلَ أنياب النُّوَب
- و راح من وشْي الثَّناءِ كاسياً
- يخطِرُ في أثناءِ أبرادٍ قُشُب
المزيد...
العصور الأدبيه