الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> عُفْرُ الظِّباءِ لدَى الكثيب الأَعفَرِ >>
قصائدالسري الرفاء
عُفْرُ الظِّباءِ لدَى الكثيب الأَعفَرِ
السري الرفاء
- عُفْرُ الظِّباءِ لدَى الكثيب الأَعفَرِ
- سَفَحَتْ دموعُكَ يومَ سفحِ مُحَجَّرِ
- أقبلْتَ بين مُعَرِّضٍ بكَ مُعْرِضٍ
- حَذَرَ الوُشاة ِو ضاحكٍ مُستعبِرِ
- يلطِمْنَ بالبَرَدِ العقيقَو إنما
- يَقتصُّ من وَرْدِ الخُدودِ الأحمرِ
- و إذا الفِراقُ أساءَ في أفعالِهِ
- كانت إساءتُه بأحسنِ مَنْظَرِ
- سَفَرَت فشِمْتُ لها بوارِقَ شيمَة ٍ
- وَثِقَ الهَوى منها بِحَظٍّ مُسْفِرِ
- ثم اكتسَتْ خَفَرَ الحَياءِفخبَّرَتْ
- وَجَناتُها عن ذِمَّة ٍ لم تُخْفَرِ
- لا تُنْكري جَزَعَ الشَّجيِّفإنَّه
- لم يأتِ يومَ الجِزعِ منهُ بمُنكرِ
- نَفَرَ الكَرى عن مُقْلَتَيْهِ وأحدَقَتْ
- بفؤادِهِ حَدَقَ الظِّباءِ النُّفَّرِ
- و لربَّما أغضَتْو في أحشائِه
- ما شاءَ من جَمْرِ الغَضا المُتسعِّرِ
- فعَلى اللَّيالي الغُرِّ يأسي أَم على
- ما فاتَ من عَيْشٍ أَغَرَّ مُشَهَّرِ
- لا بدَّ من شُعُثٍ تُطالِعُ مَوْهِناً
- أرضَ الشآمِ بكلِّ أشعثُ أَغْبَرِ
- ما كنتُ آمَنُ في المَقامِ منيَّتي
- فأخافَها بين القِلاصِ الضُمَّرِ
- لَمَّا بدَتْ راياتُ صُبْحٍ مُقْبلٍ
- يَخفُقْنَ في أعجازِ ليلٍ مُدبرِ
- و تقطَّرَتْ خَيْلُ السَّحابِ بمنزِلٍ
- رَكَضَ الصَّبا فيه فلم يتقطَّرِ
- مِلْنا فعفَّرْنا الوجوهَديانة ً
- في التُّربِ بينَ مُحلَّقٍ ومُقَصِّرِ
- متوشِّحينَ بكلِّ أبيَضَ مُرْهَفٍ
- نِيطَتْ حَمائلُهُ بأبيضَ أزهَرِ
- نَطوي على المَدحِ الصُّدورَو إنما
- تُطْوى على أمثالِ يُمْنَة ِ عَبْقَرِ
- تَلْقَى الأميرَ إلى السَّماحِ مشوقة ً
- شوقَ الرِّياضِ إلى السَّحابِ المُمْطِرِ
- مَلِكٌ ثَنا الآمالَ صفوُ نواله
- عن كلِّ مطروقِ النَّوالِ مُكَدَّرِ
- يأتيك عن فَهْمِ الثَّناءِ نوالُه
- عفواًو تلك سَجِيَّة ُ المستبصِرِ
- كَرَمٌ تكشَّفَ عن حلَى آدابِهِ
- كالبحرِ يكشِفُ غَمْرُه عن جَوهَرِ
- فكأنَّ أيدي الشُّكرِإذ عَبَثَتْ به
- أيدي الصَّبا عَبَثَتْ بمِسْكٍ أذفَرِ
- لمعَتْ بوارِقُهفكُنَّ سَحائباً
- في معشرٍو صَواعِقاً في معشَرِ
- و غَدَتْ ملوكُ الأرضِ تخطُبُ سِلمَه
- من مُنجدٍ نائي المحلِّ ومُغوِرِ
- حلاَّهُمُ مِنناًفحلُّوا باسمِهِ
- يومَ العَروبَة ِ كلَّ ذُروَة ِ مِنْبَرِ
- و رأَوهُ شمساً في غَمامة ِ نائلٍ
- تَهميو بدراً في دُجُنَّة ِ عِثْيَرِ
- عَمَّ السَّباسِبَ بالكتائبِ والقَنا
- ببَنانِهِ في كلِّ قاعٍ مُقفرِ
- و أقامَ يقظانَ العزيمة ِ ساهراً
- بالثَّغرِ يكلأُ نائماً لم يَسهَرِ
- مُوفٍ على قِمَمِ المكارمِمُوقِدٌ
- نيرانَها للطارقِ المتحيِّرِ
- ما شَمَّرَ الأعداءُ إلا راعَهم
- بنُهوضِ أروعَ للِّقاءِ مُشمِّرِ
- سَالوا فسالَ عليهمُ مطرُ الرَّدَى
- من كلِّ أجردَ سابحٍ مُتمَطِّرِ
- و دَنَوافلم تَنُبِ القَنا عن جُنَّة ٍ
- منهمو لا نَبَتِ الظُّبا عن مِغفَرِ
- حتى انثَنى والخيلُ تسحَبُ فوقَهم
- بالرَّكْضِأردية َ العَجاجِ الأكدَرِ
- لو أنَّ مُصْطَلَماً بَكَتْهُ رِمَّة ٌ
- لبكَتْهمُ في التُّربِ رِمَّة ُ قَيصَرِ
- أَعلى لا زالَتْ عُلاكَ سَوافراً
- تختالُ بينَ مثقَّفٍ ومُذَكَّرِ
- فلقَد جريْتَ أمامَ تَغلِبَ سافِراً
- جَرْيَ السِّنانِ أمامَ لَدْنِ الأَسمَرِ
- شرَفاً تَبينُ قِبابُه مضروبة ً
- في كلِّ مبدى ً للفَخارِ ومَحْضَرِ
- و مَكارِماً يسعَى إليهنَّ المُنى
- سعيَ الحجيجِ إلى الصَّفا والمَشْعَرِ
- موصولة ً بشمائلِ الأدبِ التي
- إن فاخَرَتْ جاءَتْ بأفضلِ مَفْخَرِ
- إنَّ السَّماحَ مواردٌ مخصوصَة ٌ
- بالحمدِ بينَ ورودِها والمَصدَرِ
- وَ أَعَلُّها ما كان عذباً سائغاً
- حُفَّت مناهلُه بروضٍ أخضَرِ
- آليتُ لا أُهدي كرائمَ مَنْطِقي
- إلا إلى المَلِكِ الكريمِ العُنْصُرِ
- من كلِّ مُشرِقَة ِ النِّظامِ تلأَلأَتْ
- فحَكَتْ نِظامَ اللُّؤلُؤِ المتخيَّرِ
- عَبِقَتْو قد فَصَّلْتُها بخِلالِهِ
- حتى كأنَّ فصولَها من عَنْبَرِ
- و دَعَتْ ينابيعَ النَّدى فتفجَّرَتْ
- كَرَماً على ينبوعِها المتفجِّرِ
- كَثُرَتْ محاسِنُهاو قلَّ كلامُها
- فأتتْكَ تُخْبِرُ عن مُقِلٍّ مُكْثِرِ
المزيد...
العصور الأدبيه