الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> عنديإذا ما الروضُ أصبحَ ذابلاً >>
قصائدالسري الرفاء
عنديإذا ما الروضُ أصبحَ ذابلاً
السري الرفاء
- عنديإذا ما الروضُ أصبحَ ذابلاً
- تُحَفُ أغضُ من الرِّياضِ شمائِلا
- خُرسٌ تُحدِّثُ آخراً عن أوَّلٍ
- بعجائبٍ سلَفتْو لسْنَ أوائِلا
- سُقِيَتْ بأطرافِ اليَراعِ ظُهورُها
- وبطونُها طَلاًّ أَجمَّ ووابِلا
- تلقاكَ في حُمرِ الثِّيابِ وسُودِها
- فَتَخَالُهُنَّ عرائساً وثَواكِلا
- و تُريكَ ما قَد فاتَ من دَهرٍ مضَى
- حتى تَراه بعينِ فِكرِك ماثِلا
- و إذا خلوتَ بهنَّ ظَمآنَ الحَشا
- مَنَحتكَ من صَوبِ العُقولِ مَناهلا
- و لَها إذا حُلَّت نِتاجُ غرائبٍ
- يَمكُثنَ ما زَرَّت بِهنَّ حَواملا
- يَلبَسنَ أردية َ الأَديمِ كأنّما
- رَقْرَقتَ فيهن الخَلوقَ السَّائِلا
- فإذا مَددتَ لها يمينَكَ فاتحاً
- عَبِقَت يمينُكَ راحة ً وأنامِلا
- نشَرت حدائقُها على أمثالِها
- حُللاً مدبَّجة ً وحَلْياً كَامِلا
- روضٌ تُزَخرِفُه العقولُ ورَوضة ٌ
- باتَت تُزخرِفَها الغُيوثُ هَواطِلا
- و كَتِيبَتا زَنْجٍ ورومٍ أَذْكَتَا
- حَرباً يَسُلُّ بها الذَّكاءُ مَناصِلا
- في مَعْرَكِ قَسَمَ النِّزالُ بِقاعَه
- بينُ الكُماة ِ المُعلَمينمنَازِلا
- لم تسفَحا فيه دماًو كأنَّما
- رَشَحا الدِّماءَ أعالياً وأسافِلا
- يُبدي لعيِنيككلَّما عاينتَه
- قِرنَين جَالاَ مُقدِماً وَ مُحَاولا
- فكأنَّ ذا صاحٍ يَسيرُ مُقَوَّماً ؛
- و كأنَّ ذا نَشْوَانُ يَخطِرُ مائِلا
- أَعجِبْ بها حرباً تُثِيرُإذا التظَت
- فَضلَ الرِّجالو لا تُثِيرُ قساطِلا
- و مُحكَّمانِ على النُفوسِو ربَّما
- لم يَحكُما فيهنَّ حُكماً عادِلا
- أخَوَانِ قد وَسَما على مَتْنَيْهِما
- سِمة ً تَحُثُّ على البَلِيدِ غَوائِلا
- يلقاهما المسعودُ سَعداً طالعاً
- و يراهما المَنحوسُ سعداً آفِلا
- فإذا هما اصطحَبا على كَفِّ الفَتى
- ضَرَّاهأو مَنحَاه نَفعاً عاجلا
- و صُنوفُ أَنبِذَة ٍإذا عاينتَها
- عاينتَ أفراحَ النُفوسِ كَوامِلا
- مثلُ العَرائسِ ما اختُلِعنَ رَوائحاً
- وقلائداً لما اخْتَلَفْنَ غَلائِلا
- و أغنُّ قَدَّحَ عارضاهُ فلوذَا
- و اخضَرَّ شاربُهفسار مقابِلا
- من مَعشرٍ صاغَت حُلى أجسامِهم
- خُضراًإذا الأجسامُ كنَّ عَواطِلا
- مُبيضَّ أيامِ العُقوبة ِ صابراً
- مُحمرَّ أيامِ الشَّطارة ِ صائلا
- يتذاكرُ الفِتيانُ كيفَ يُحرِّموا
- فمضَوا قتيلاً لا يُعابُ وَ قاتِلا
- و لقَد تأمَّلتُ الشَّطارة َ قَبلَه
- فَوَجَدْتُها حقّاً يُسمَّى باطِلا
- فابْكُرْ أبا بَكْرٍ فقد بَكَرَ الهَوَى
- طَلْقاً لَدَيَّ وكان جَهْماً بَاسِلا
- و أَجِبْ إلى شُربِ الشَّمولِفإِنّها
- تُهدي بقُربِك لي سُروراً شَامِلا
- و كفاكَ بي خُلاًّ تَسُرُّ خِلالُه ؛
- و كفَى بمثلِك مُسعِداً ومُواصِلا
المزيد...
العصور الأدبيه