الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> على غَيرِ عَتْبٍ ما طَوَيْتُ عِتابَها >>
قصائدالسري الرفاء
على غَيرِ عَتْبٍ ما طَوَيْتُ عِتابَها
السري الرفاء
- على غَيرِ عَتْبٍ ما طَوَيْتُ عِتابَها
- و آثرْتُ من بعدِ الوِصالِ احتسابَها
- وقَفْنا فظلَّ الشَّوقُ يَسألُ دارَها
- و تُجعَلُ أسرابُ الدموعِ جوابَها
- فلا بَرِحَتْ ريحُ الجَنوبِ حَفِيَّة ً
- تَخُصُّ بألطافِ السحابِ جِنَابَها
- لوامعُ بَرْقٍ لا تَمَسُّ أراكَها
- و أنفاسُ ريحٍ لا تروعُ تُرابَها
- و مَجدولَة ٍ جَدْلَ العِنانِ منحتُها
- عِناني فأضحَتْ رِحلة ُ الهجرِ دابَها
- إذا برزَتْ كان العَفافُ حِجابَها
- و إن سفرَتْ كانَ الحياءُ نِقابَها
- و مِن دونِها نَيْلُ الغَمامِإذا سرَتْ
- نُجومُ القَنا الخَطِّيِّ تُزْجي قِبابَها
- حمَتْنا اللّياليبعدَ ساكنة ِ الحِمى
- مشارِبَ يهوى كلُّ طامٍ شَرَابَها
- ألاحظُها لَحْظَ الطَّريدِ مَحلَّه
- و أذكُرُها ذِكْرَ البَغيِّ شبابَها
- و أَنشُدُهاو القُربُ بيني وبينَها
- و لو آبَ حِلمي ما رجوْتُ إيابَها
- تخيَّرتُ أفوافَ المديحِفلم أُنِخْ
- ببابِ بني العّباسِ إلا لُبابَها
- قَوافٍلو أنَّ الأخيليَّة َ عايَنَتْ
- محاسنَها زانَتْ بهنّ سِخابَها
- أغرُّيداه مُزْنة ٌ مُستَهلَّة ٌ
- إذا شامَ راجٍ بالشآمِ سَحابَها
- و لو لم يُثِبْها الهاشميُّ لأَصبَحَتْ
- مآثرُهُ اللاتي حَوَيْنَ ثَوابَها
- يَعُدُّ الجِبالَ من قريشٍ أُبوَّة ً
- إذا عَدَّ ذو فَخْرٍ سِواها هِضابَها
- إذا انتَسَبَتْ بينَ الخلائقِ ألحقَتْ
- أواصرَها بالمُصطفى وانتسابَها
- و إن حَمَلَتْ سُمْرَ الرِّماحِ لمَشْهَدٍ
- رأيْتَ أُسُودَ الغابِ تَحمِلُ غابَها
- و سالَت بهم تِلكَ البِطاحُ كأنما
- أسالوا عليها بالحديدِ سَرابَها
- بِهِمْ عَرَفَتْ زُرْقُ الأَسِنَّة ِ رَيَّها
- كما عَرَفَتْ بِيضُ السيوفِ خِضابَها
- أبا أحمدٍ أصبَحْتَ شَمْسَ مَكارمٍ
- تُضيءو مِصباحَ العُلى وشِهابَها
- أبوك الذي سقَّى الحَجيجَو لم يَزَلْ
- بمكَّة َ يَروي رَكْبَها ورِكابَها
- و لمَّا أقامَ المَحْلُ بينَ بيوتِهم
- دعا اللّهَ فيه دعوة ًفأجابَها
- و لم يَثْنِ طَرْفَ العينِ حتى تَهَلَّلَتْ
- مَدامعُ مُزْنٍ لا تَمَلُّ انسكابَها
- فأعتَبَتِ الأرضُ السماءَ بجاهِهِ
- غَداة َ تولَّى عن قريشٍ عتابَها
- بني هاشمٍ أعطاكمُ الحقُّ رُتبة ً
- يُقَصِّرُ عنها مَنْ يُريدُ اغتصابَها
- فأشرقَ منها في القلوبِ ضياؤكم
- فأذهبَ عن تلك النُّفوسِ ارتيابَها
- منعتُم بني مَروانَ حَوْزَتَها بكم
- و حُزتُم على رَغمِ الأُنوفِ نِهابَها
- و آثرتُمُ فَكَّ العُناة ِو إنما
- يُمَلِّكُكُم عِتْقُ الرِّقابِ رِقابَها
- و مَنْ يَنْأَ عن إرْثِ النُّبوَّة ِ والهُدى
- فأنتُم وَرثتُم هَدْيَها وكِتابَها
- و هل يتحلَّى بالخِلافَة ِ غيرُكم
- و أنتم سلَبْتُم عبدَ شمسٍ ثيابَها
المزيد...
العصور الأدبيه