الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> عفاءٌ على اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ >>
قصائدالسري الرفاء
عفاءٌ على اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ
السري الرفاء
- عفاءٌ على اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ
- فقد عُطِّلَتْ منه حِسانُ المَجالِسِ
- جَلا حُرَّ وَجْهٍ قد أضاءَ بثوبِه
- كأنَّ سَناها فيه شُعلَة ُ قَابِسِ
- تُكَسَّرُ أصنافُ المَعازِفِ بَعدَها
- كما عُقِرَ الأفراسُ بعدَ الفوارِسِ
- مضى حسَبُ الزَّفْنِ التَّليدِو أصبحَتْ
- رسومُ المَلاهي كالرسومِ الدَّوارِسِ
- نعيمٌ رَمَتْه الحادثاتُ بفادِحٍ
- فزالَو سَعْدٌ أردَفَتْهُ بناحِسِ
- و مُختَلَسٌ من حَومَة ِ اللَّهوِ لم تَنَلْ
- مَقاتِلَه أيدي الحِمامِ المُخالِسِ
- تَسلَّبَ رَوْضُ الياسِريَّة ِ بعدَه
- و كانَ جديدَ الحَلْيِغَضَّ المَلابِسِ
- و جَنَّتْ ثِمارُ الرَّنْدِ وَرْداًو طالما
- تَصدَّعْنَ رَيَّاً في رِطابٍ مَوائِسِ
- يُرَدِّدُ في غَرْسِ البَطالَة ِبعدَه
- عيوناً تَراه مُقشَعِرَّ المَغارِسِ
- فما للتُّقى عارٍ به مَشهَدُ الصِّبا
- و كادَ المُنى كَيدَ العدوِّ المُنافِسِ
- و ما بالُ أعناقِ الكؤوسِ عَواطِلاً
- و كانَتْ به في مثلِ حَلْيِ العَرائِسِ
- و ما بالُ حاناتِ العِراقِ تنكَّرَتْ
- فأصبحَ منها مُوحِشاً كلُّ آنِسِ
- أرى وَرْدَها ما بين مُودٍ وذابلٍ
- و ريحانَها ما بين ذاوٍ ويابِسِ
- فَدَتْكَ نَفيساتُ النُّفوسِ مِنَ الرَّدَى
- و مثلُكَ يُفْدى بالنُّفوسِ النَّفائِسِ
- نَسَكْتَفلا ليلُ الغَبوقِ بِمُقْمِرٍ
- عليناو لا يَومُ الصَّبوحِ بِشامِسِ
- كأنَّك لم تَحْدُ الكُؤوسَو قد حَدَتْ
- طليعَة ُ ضَوْءِ الصّبحِ غيرَ الحَنادِسِ
- و لم تؤنِسِ الشَّربَ الكِرامَ بمُخطَفٍ
- من الزَّنجِ حَنَّانِ الغُدُوِّ مُؤانِسِ
- و قد فَتَقَ الإِصباحُ رفق جفونِهِم
- و قارعَ طيبَ الغُمْضِ قَرْعُ النَّواقِسِ
- هوى ً دَرَسَتْ أعلامُه فكأنما
- تَرامَتْ به أيدي الرِّياحِ الرَّوامِسِ
- و رَبْعٌ شَكا من فُرقَة ِ اللَّهوِ ما شَكَتْ
- رُبوعُ التَّصابي من فِراقِ الأَوانِسِ
- فليسَ هَزارُ الشَّدْوِ فيه بناطِقٍ
- و ليسَ قَضيبُ الرَّقصِ فيهِ بمائِسِ
- أَأَرغَبُ في اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ
- و قد رُمِيَتْ من نُسكِهِ بالدَّهارسِ
- فتبّاً لهاإذ تابَ من نَقْرِ دُفِّهِ
- و لا سُقِيَت صَوبَ الغُيوثِ الرَّواجِسِ
المزيد...
العصور الأدبيه