الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> طَلَعتْ شموسُ الخِدْرِ كَيْمَا تَغْرُبا >>
قصائدالسري الرفاء
طَلَعتْ شموسُ الخِدْرِ كَيْمَا تَغْرُبا
السري الرفاء
- طَلَعتْ شموسُ الخِدْرِ كَيْمَا تَغْرُبا
- و بدَتْ مَحاسنُها لِكَيْ تتغيَّبا
- فكَفاه أن يَصِفَ الصَّبابة َ ناطقاً
- دَمعٌإذا وصفَ الصَّبابة َ أطنَبا
- يا حَبَّذا شمسٌ جلَتْ عنها النَّوى
- فجلَتْ على الصَّبِّ الشَّنيبِ الأشنَبا
- و تعمَّدَتْه بِلَحظَة ٍ لو أنَّها
- سَهمٌ لَجازَ عن الشَّغافِ مُخضَّبا
- قامَتْ تُمّيِّلُ للعِناقِ مُقوَّماً
- كالخُوطِ أَبدعَ في الثِّمارِ وأَغرَبا
- حملَتْ ذُراهُ الأُقْحُوَانَ مُفَضَّضاً
- يَسقي المُدامة َ والشَّقيقَ مُذَهَّبا
- و أَبَتْ وقد أخذ النِّقابُ جَمالَها
- حركاتُ غصنِ البانِ أن تَتَنَقَّبا
- ما كنتِ إلا البدرَ فارقَ حُجْبَه
- حتى إذا شِمْناه عادَ مُججَّبا
- فغدَوْتُ لا أدري أكان له الحِمى
- لَمَّا تغيَّبَ مَشرِقاًأو مَغرِبا
- فإذا الحَيا أعطى الرِّياحَ قِيادَه
- فانقادَ تَجْنُبُهُ الجَنوبُ أو الصَّبا
- فسقَى محلاًّ بالعَقيقِ وخُلَّة ً
- و رُبى ً بأطرافِ الغَميمِ ورَبرَبا
- ما لي رأيتُ الدَّهرَ وكَّلَ صَرْفَه
- بالقُلَّبيِّ الشَّهْمِ كيفَ تَقلَّبا
- ساويت جِدّاً في مَخيلَة ِ لاعبٍ
- و النَّدبُ ليسَ يَجِدُّ حتى يَلعَبا
- و مُعرِّضٍ لي بالطِّرادِ خَسَأتُه
- و متى رأيتَ اللَّيثَ طاردَ ثعلبَا
- فَلْيَثْوِ في رَمْسِ الخُمولِفإنني
- نارٌ تضرَّمُ في ذُؤابَة ِ كبكبا
- هيهاتَ جانبْتُ السَّفاهَ وأهلَه
- حَدَثاًفكيف أرى السَّفاهة َ أشيَبا
- و أَحلَّني عِزُّ الأميرِ مَحلَّة ً
- لو رامَني فيها الزَّمانُ تهيَّبا
- عُدْنا بمُبْيَضِّ الصَّنائعِ راضياً
- منهو مُحمرِّ العَواملِ مُغضَبا
- غَمْرِ المَواهبِ لا يُساجِلُ مُرغِباً
- في المكرماتِ ولا يُطاولُ مُرهِبا
- و مُمنَّعٍ يُردي العدوَّ إذا ارتدَى
- بالسَّيفِ أو يحبُو الوليَّ إذا احتَبا
- و أَغَرَّ لو نَطَقَتْ رِحابُ مَحَلِّه
- قالَتْ لطُلاَّبِ المَكارمِمَرحَبا
- ناضلْتُ منه بذي السَّدادِ فما هَفَا
- و ضربْتُ منه بذي الفَقارِفما نَبا
- و صَحِبتُ أيامَ المَشيبِ بِجُودِه
- مُبْيضَّة ًفذمَمتُ أيامَ الصِّبا
- بَشَرٌ كمِصباحِ الحَيا وخَلائِقٌ
- تَخبو لبَهْجَتِها مصابيحُ الرُّبا
- و مُناسِبٌ حازَ الفضيلة َ أعجَماً
- فيناكما حازَ الفضيلَة َ مُعرِبا
- إن شاءَ عُدَّ من الشُّعوبِ أجلَّها
- أو شاءَ عَدَّ من القبائلِ تَغلِبا
- يرتاحُ ما غَنَّى الحديدُ إلى الوغَى
- فيخوضُ مَوجاً منه أكدرَ مُجلِبا
- و يَكُرُّ مَطرودَ السِّنانِ كأنه
- قمرٌ يطارِدُ في العَجاجة ِ كَوكَبا
- أَأَشيمُ بارقة َ الغَمامو قد غدَتْ
- يُمنَى أبي الحَسَنِ الغمامَ الصيِّبا
- قاظَ الزَّمانُ فكنتَ ظِلاًّ سَجْسَجاً
- و نأى الربيعُ فكنتَ رَوْضاً مُعْشِبا
- تَرَكَ القصائدَ قصَّرَت عن عَدِّ ما
- يُسدِيو من يُحصي الحَصَى والأثْلَبا
- و الطالبيّون انْتَحتكَ وفودُهُم
- فرأَوا نَداكَ الغَمْرَ قرَّبَ مطلَبا
- لاحظْتَهمو الفكرُ يَصرِفُ عنهم
- لحْظَ النَّواظرِ بِغضة ً وتجنُّبا
- فنظمْتَهم جمعاً وقد نَشَرَتْهُمُ
- أيدي الزَّمانِ فَفُرِّقُوا أيدي سَبا
- أَحْبَبْتَ ذا القُربىو ليس يُحِبُّه
- إلا امْرُؤٌ رفَضَ الغريبَ الأَجنَبا
- أمَّا الصِّيامُ فقد أجبْتَ دُعاءَهُ
- و رأيْتَه فِعلاً أغرَّ مُهذَّبا
- شهرٌ وصلْتَ صِيامَه بِقِيامِه
- فَنضَوْتَهُ نِضْوَ الجَوانحِ مُتعبَا
- فأجِبْ دُعاءَ الفِطرِ مُصْطَبِحاًفقدْ
- ناداك حَيَّ على الصَّباحِ فثوَّبا
- و تَمَلَّها بِكْراًفلستُ مُزوِّجاً
- شَرَفَ الشريفِ من المدائحِ ثَيِّبا
- حمْداً أمَرَّ الفِكرُ سِلْكَ نِظامِه
- فأصاب دُرّاً من عُلاكَ مثقَّبا
- إن حَلَّ أوطنَ في صُدورِ رُواتِه
- أو سارَ شَرَّقَ في البلادِ وغرَّبا
المزيد...
العصور الأدبيه