الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> شَفاه قُرباً وقد أشفَى على العطَبِ >>
قصائدالسري الرفاء
شَفاه قُرباً وقد أشفَى على العطَبِ
السري الرفاء
- شَفاه قُرباً وقد أشفَى على العطَبِ
- خيَالُ نائية ٍ حيَّاهُ من كَثَبِ
- ألمَّ يُتحِفُهُ بالوَرْدِ من خَفَرٍ
- في وجنتَيْهِو بالصَّهباءِ من شَنَبِ
- فباتَ عذبَ الرِّضا والظَّلمِ ليلتَه
- و ربما باتَ مُرَّ الظُّلمِ والغَضَبِ
- إذا تجلَّى جلا الخدَّينِ في خَفَرٍ
- و إن تثنَّى ثَنى العِطْفَينِ من تَعَبِ
- و كيفَ بالجِدِّ منهاو هي لاعبة ٌ
- تُهدي إلى الصبِّ جِدَّ الشوقِ في اللَّعِبِ
- تعرَّضَت ليَ في بيضِ السوالفِ لا
- يُسلِفنَ وعداًو لا يُقْرَفْنَ بالرِّيَبِ
- من بارزٍبحِجابِ الصَّونِ مُحتَجِبٍ
- و سافرٍ بنِقابِ الوَرْدِ مُنتَقِبِ
- حتى كأنَّ سُجُوفَ الرَّقْمِ ضاحية ً
- تكشَّفَت عن دُمًى منهن أو لُعَبِ
- هلاّ ونحنُ على كُثْبِ اللِّوى اعترَضَت
- تلك المحاسنُ من قُضبٍ ومن كُثُبِ
- أيامَ لي في الهَوى العُذريِّ مأرُبة ً
- و ليسَ لي في هوى العُذَّالِ من أَرَبِ
- سقى الغمامُ رُباهَا دمعَ مُبتَسمٍ
- و كم سقاها التَّصابي دمعَ مُكتَئِبِ
- و لو حَمدْتُ بها الأيامَ قلتُسقَى
- ربوعَها أحمدُ المحمودُ في النُّوَبِ
- سأبعثُ الحمدَ مَوشِيّاً سبايبُه
- إلى الأميرِ صحيحاً غيرَ مُؤتَشِبِ
- إنَّ المدائحَ لا تُهدى لناقِدها
- إلا وألفاظُها أصفى من الذَّهَبِ
- كم رُضتُ بالفِكْرِ منها روضة ً أُنُفاً
- تفتَّحَ الزَّهْرُ منها عن جَنَى الأدبِ
- إذا الرجا هَزَّ أرواحَ الكلامِ بها
- أتتك أحسنَ من مُهتزَّة ِ القَصَبِ
- لَفظٌ يروحُ له الرَّيحانُ مُطَّرِحاً
- إذا جعلناه رَيحاناً على النُّخَبِ
- أما تَراه أبا العَبَّاسِ مُعتَرِضاً
- على السُّها ويَدي تجنيهِ من قُرُبِ
- خُطى المكارمِ فردُ الحسنِ مُغترباً
- يلوذُ منه بفَردِ الجودِ مُقترِبِ
- مُقسَّمٌ بين نَفْسٍ حُرَّة ٍ ويَدٍ
- مقابلٌ بينَ أمٍّ بَرَّة ٍ وأبِ
- مِصباحُ خَطبٍ له في كُلِّ مُظلِمَة ٍ
- صُبحٌ من العِزِّ أو صبحٌ من الحسَبِ
- إذا بلَوْنا عَدِيّاً يومَ عادية ٍ
- كانت ضرائبُها أحلى من الضَّربِ
- قَومٌ همُ البيضُ أفعالاًإذا اطَّرَدَتْ
- جداوِلُ البِيضِ في غابِ القَنا الأشِبِ
- راحَ الصِّيامُفولَّى عنك مُنقَضِباً
- ورحتَ عنه بأجرٍ غيرِ مُنقَضِبِ
- فعادَ فِطرُكَ في نَعماءَ سابغة ٍ
- و في سُعودٍ إليها ساقة ُ الحِقَبِ
- أتاكَ والجوُّ يُجلى في مُمَسَّكة ٍ
- و الأرضُ تختالُ في أبرادِها القُشُبِ
- إذا ألحَّ حُسامُ البَرقِ مُؤتَلِقاً
- في الرَّوضِ جَدَّ خطيبُ الرَّعدِ في الخُطَبِ
- فللخمائلِ بُسطٌ غيرُ زائلة ٍ
- و للسَّحائبِ ظِلٌّ غيرُ مُستَلَبِ
- تَمَلَّها يا ابْنَ نَصرٍفهي سيفُ وغى ً
- ماضي الظُّبا وشِهابٌ ساطعُ اللَّهَبِ
- تَسريفتخفُقُ أحشاءُ العدوِّ لها
- كأنها راية ٌ خفّاقة ُ العَذَبِ
- تكادُ تَبرُقُ لو أن الثناءَ له
- كتيبة ٌ برَقت من قَبلُ في الكُتُبِ
- فلو هتَفتَ بها في يومِ مَلحَمة ٍ
- قامت مَقامَ القَنا والبِيضِ واليَلَبِ
المزيد...
العصور الأدبيه