الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> حسبُ الأميرِ سماحٌ وَطَّدَ الحَسَبا >>
قصائدالسري الرفاء
حسبُ الأميرِ سماحٌ وَطَّدَ الحَسَبا
السري الرفاء
- حسبُ الأميرِ سماحٌ وَطَّدَ الحَسَبا
- ورُتبة ٌ في المعالي فاتَتِ الرُّتَبا
- أعطَى فقالَ العُفاة ُ النازلون به
- أنائلاً أنشأَتْ كفَّاه أم سُحُبا
- أَغرُّ لا يتحامَى قِرنَه بداً
- حتى يرُدَّ غِرارَ السيفِ مُختَضَبا
- كاللَّيثِ لا يسلُبُ الأعداءَ بَزَّهُمُ
- في الرَّوْعِ لكن تَرى أرواحَهم سَلَبا
- لا يعرفُ الغَدرَ ما ضُمَّتْ جوانِحُه
- على الوفاءِولا يُبْقي إذا وَثَبا
- أمَّا عَدِيٌّفقد عدَّتْه سَيِّدَها
- نجابة ًوهي تُدْعى السادة َ النُّجُبا
- أُسْدٌإذا حاولتْ أرضَ العِدا حملَتْ
- على الكواهلِ أماً برة وأبا
- لما همَمْتَ بآثارٍ مجدَّدَة ٍ
- حدوْتَ للحاسِدِ الأحزانَ والكُرَبا
- أنشأْتَه منزلاً في قلبِ دجلة َ لا
- تمتاحُ جَنَّتُه الغُدرانَ والقُلُبا
- صفا الهواءُ به والماءُ فاشتَبَها
- كأنَّ بينهما من رِقَّة ٍ نَسَبا
- وأصبحَ الغيثُ مخلوعَ العِذارِ بِه
- فليسَ يَخلعُ أبرادَ الحَيا القُشُبا
- فَمِنْ جِنانٍ تُريكَ النَّوْرَ مُبتَسِماً
- في غير إبَّانِهوالماءَ مُنسَكِبا
- ومن سَواقٍ على خضراءَ تَحسَبُها
- مُخضرَّة َ البُسْطِ سَلُّوا فوقها القُضُبا
- كأَنَّ دُولابَهاإذ حَنَّمُغتَرِبٌ
- نأَى فَحَنَّ إلى أوطانِه طَرَبا
- باكٍإذا عَقَّ الرَّوْضُ والدَه
- من الغَمامِغدا فيه أباً حَدِبا
- مُشَمِّرٌ في مَسيرٍ ليسَ يُبْعِدُهُ
- عن المحلِّولا يُهْدي له تَعَبا
- ما زالَ يطلُبُ رِفْدَ البحرِ مُجتَهِداً
- للبَرِّ حتى ارتدى النُّوَّارَ والعُشُبا
- فالنخلُ من باسقٍ فيه وباسِقَة ٍ
- يُضاحِكُ الطَّلْعَ في قُنْوانِهِ الرُّطَبا
- أضحَت شماريخُه في الجومُطلِعَة ً
- إما ثُرَيَّاوإمَّا مِعْصَماً خُضِبَا
- تريك في الظِّلِّ عِقياناًفإن نَظَرَتْ
- شمسُ النَّهارِ إليها خِلْتَها لَهَبا
- و الكَرْمُ مُشتَبكُ الأَفنانِ تُوسِعُنا
- أجناسُه في تساوي شِرْبِها عَجَبا
- فكَرمة ٌ قَطَرَت أغصانُها سَبَجاً ؛
- و كرمة ٌ قطرتْ أغصانُها ذَهَبا
- كأنَّما الوَرَقُ المُخضَرُّ دونَهما
- غيرانُ يكسوهُما من سُنْدُسٍ حُجُبا
- و الماءُ مُطَّرِدٌ فيه ومُنْعَرِجٌ
- كأنَّما مُلِئَتْ حيَّاتُه رُعُبا
- و بركة ٌ ليس يُخْفي مَوجُ لُجَّتِها
- من القَذى ما طفَا فيها وما رَسَبا
- تُسدي عليها الصَّبا بُرْداً فإن ركَدَتْ
- رأيتَه دارسَ الأفوافِ مُستَلَبا
- قد كالَمتْ بنجومٍ للحَبابِ ضُحًى
- فإن دَجا الليلُ عَادَتْ أنجُماً شُهُبا
- ترى الإوزَّ سُروباً في ملاعِبها
- كما تأمَّلتَ في ديباجَة ٍ لَعِبا
- يَرِفُّ منه على أمواجِها زَهَرٌ
- أربى على الزَّهْرِ حتى عاد مُكْتَئِبا
- مُسَلِّمٌو سباعُ الطَّيرِ حائمة ٌ
- يخطَفْنَ ما طارَ في الآفاقِ أو سَرَبا
- كأنما الجارحُ المرهوبُ يَحذَرُه
- فليسَ يُوفي عليه جارحٌ ذَهَبا
- و سهمُ فوَّارَة ٍ ما ارتَدَّ رائدُه
- حتى أصابَ من العيُّوقِ ما طلَبا
- أوفى ولَمْ تَثْنِهِ حربُ الشَّمالِو قد
- لاقَتْهفاعترَكا في الجوِّ واحترَبا
- كأنَّ بِركَتَه دِرْعٌ مُضاعَفَة ٌ
- تُقِلُّ رُمحَ لُجَيْنٍ منه مُنتَصِبا
- و القصرُ يَبسِمُ في وَجهِ الضُّحى فترَى
- وجهَ الضُّحى عندما أبدى لنا شَحَبا
- يبيتُ أعلاهُ بالجوزاءِ مُنتَطِقاً
- و يَغتدي برداءِ الغَيمِ مُحتَجِبا
- تَطَأْمنَ نَحوَهُ الإيوانُ حينَ سَما
- ذُلاًّ فكيف تُضاهي فارسُ العَرَبا
- إذا القصورُ إلى أربابِها انتسَبتْ
- أضحى إلى القِمَّة ِ العَلياءِ مُنتَسِبا
- فَصِلْه لا وَصَلَتْكَ الحادثاتُو لا
- زالَتْ سُعُودُكَ فيه تُنْفِذُ الحِقَبا
- بَرٌّ وبحرٌ وكُثبانٌ مُدَبَّجة ٌ
- ترى النفوسُ الأماني بينها كَثَبَا
- و منزِلٌ لا تزالُ الدَّهرَعَقوتُه
- جديدة َ الرَّوْضِ جَدَّ الغيثُ أو لَعِبا
- حصباؤُه لؤْلؤٌ نَثْرٌو تُربَتُه
- مِسكٌ ذكيٌّفلو لم تَحمِه انتُهبا
- و كلُّ ناحية ٍ منه زَبَرْجَدَة ٌ
- أجرى اللُّجَيْنُ عليها جدولاً سَرِبا
- فإنْ دعاكَ إليه ذِكْرُ مأدُبَة ٍ
- فما نَشَأْتَو فيها للعُلى أدَبا
- و إن دعاكَ له ظِلٌّ فرُبَّ وَغى ً
- جعلْتَ ظِلَّكَ منها السُّمرَ والعَذَبا
- لا تُكْذِبَنِّ فإني في مدائحِكم
- مُصَدَّقُ القَوْلِلا أستحسِنُ الكَذِبا
- مَنْ رامَ في الشِّعرِ شأوي كَلَّ عنهو مَنْ
- ناوَى أبا تغلِب في سُؤدُدٍ غُلِبا
المزيد...
العصور الأدبيه