الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> تَناهى فاطمأَنَّ إلى العِتابِ >>
قصائدالسري الرفاء
تَناهى فاطمأَنَّ إلى العِتابِ
السري الرفاء
- تَناهى فاطمأَنَّ إلى العِتابِ
- وأحسنَ للعواذلِ في الخِطابِ
- وسارَ جَنِيبَ غُصْنٍ غيرِ رَطْبٍ
- وكان جنيبَ أغصانٍ رِطابِ
- خَلَتْ منه ميادينُ التَّصابي
- وعُرِّيَ منه أفراسُ الشَّبابِ
- وزهَّدَه خِضابُ الناسِ لمَّا
- تولَّى عنه في زُورِ الخِضابِ
- وردَّ كؤوسَه في الحَلْي تُجلَى
- وكان يَردُّها عُطْلَ الرِّقابِ
- وأيقنَ أنه ظِفرُ اللَّيالي
- تبيَّنَ في شَبا ظِفْرٍ ونابِ
- وإن غادرْتَ مِصباحاً ضئيلاً
- فقد ساوَرْنَ أثقبَ من شِهابِ
- رأيتُ رِداءَه عِبئاً عليه
- وسهلَ طريقِه حَزَنَ الشِّعابِ
- كأن لم يُغْنِ فتيانَ العوالي
- بنَجدَتِهوفتيانَ التَّصابي
- ولم يَعْدِلْ صفاءَ العيشِ فيهم
- وبعضُهُمُ قَذاة ٌ في شَرابِ
- ورُبَّ مُعَصْفراتِ القُمْصِ طافَتْ
- عليه بها مُعَصفرة ُ النِّقابِ
- وألفاظٍ له عَذُبَتْفأغنَتْ
- غِناءَ الرَّاحِ بالنُّطَفِ العِذابِ
- يكرِّرُها على راووقِ فِكْرٍ
- فيبعثُها كرَقراقِ السَّرابِ
- وخَرْقٍ طال فيه السَّيْرُ حتى
- حَسِبناه يسيرُ مع الرِّكابِ
- صَحِبْنا فيه تَرْحاتِ التَّنائي
- على ثِقَة ٍ بِفَرْحاتِ الإيابِ
- إلى الخِرْقِ الذي يَلقى الأماني
- رحيبَ الصَّدْرِ منه والرِّحابِ
- لقد أضحَتْ خِلالُ أبي حُصَيْنٍ
- حصوناً في المُلِمَّاتِ الصِّعابِ
- كساني ظِلَّ نائِلِهوآوى
- غرائبَ مَنطِقي بعدَ اغترابِ
- فكنتُ كروضَة ٍ سُقِيت سَحاباً
- فأَثنتْ بالنَّسيمِ على السَّحابِ
- عَطاءٌ يَسْتَهِلُّ البِشرُ فيه
- فيبعثُه انسكاباً في التهابِ
- كما سارَتْ مؤلَّفَة ُ الهَوادي
- بلَمْعِ البرقِ مُذهَبَة َ الرَّبابِ
- تَجرَّدَ للجِهادِفكان عَضباً
- حديدَ الحَدِّ فيه غيرَ نابِي
- ينازلُ مُصلَتاً من كلِّ أوبٍ
- ويدخُلُ مُعلَماً من كلِّ بابِ
- وأشيبَ عاينَ العلياءَ طِفْلاً
- فقارعَ قبل تقريعِ العِتابِ
- وحرَّمَ مِسْمَعَيْهِ على المَلاهي
- وهُدَّابَ الإزارِ على التُّرابِ
- يروعُكَوهومصقولُ السَّجايا
- إذا ما هَزَّ مصقولَ الذُّبابِ
- وقد شَغَلَتْ كعوبُ الرمحِ منه
- يَديهِ عن مُلامَسَة ِ الكِعابِ
- وخفَّ عليه ثِقْلُ الدِّرعِ حتى
- كأنَّ دروعَه سَرَقُ الثِّيابِ
- وكم خَرقَ الحِجابَ إلى مَقامٍ
- توارَى الشَّمسُ فيه بالحِجابِ
- إذا شُنَّتْ به الغاراتُ كانت
- نفوسُ المُعلَمينَ من النِّهابِ
- كأنَّ سيوفَه بينَ العوالي
- جداولُ يطَّرِدْنَ خِلالَ غابِ
- وخَيْلٍ قادَها في جِنْحِ ليلٍ
- تَطيرُ بِوَطْئِها نارَ الضِّرابِ
- إذا مَرَقَتْ من الظَّلماءِ أذكَتْ
- على المُرَّاقِ ثائرة َ العَذابِ
- وقِرْنٍ شامَ صفحتَهفعادَى
- صفيحة َ سيفِه عندَ الضِّرابِ
- وقد وضحَتْ سطورُ البِيضِ فيه
- كما وَضَحتْ سطورٌ في كِتابِ
- مناقبُ تملأُ الحُسَّادَ غَيْظاً
- وتُغْني الطَّالبينَ عن الطِّلابِ
- وحُكمٌ تفْرُقُ الأعداءُ منه
- كأنك فيه فاروقُ الصَّحَاب
- يَوَدُّكَ فيه مَنْ تَقضي عليه
- لشافي الحُكمِ أوكافي الصَّوابِ
- إليكَ زَففتُها عذراءَ تأوي
- حِجابَ القلبِ لا حُجُبَ النِّقابِ
- أذَبْتُ لِصَوْغِها ذَهَبَ القوافي
- فأَدَّتْ رونقَ الذَّهَبِ المُذابِ
- تهاداها الملوكُ كما تَهادَتْ
- أكفُّ البيضِ منظومَ السِّحابِ
- تروقُكوهي ناجمة ُ المعاني
- كما راقَتْكَ نَاجِمَة ُ الحَبابِ
المزيد...
العصور الأدبيه