الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ >>
قصائدالسري الرفاء
إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ
السري الرفاء
- إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ
- إذ طَرَقَتْ وهْناًفَحَيَّتْ من أَمَمْ
- لاعِبة ٌ زارَتْ مُجِدّاً لَعِبَتْ
- به السُّرى والأرحبيَّاتُ الرُّسُمْ
- باتَتْ تُريه البانَو هو مُغْرِبٌ
- في حَمْلِه الوردَ الجنيَّ والعَنَمْ
- و طَلعة ًسالَم ضوءُ صُبحِها
- ظلامَهاو الصُّبحُ حَربٌ للظُّلمْ
- و قد عفا مَنزِلُها بقلبِه
- كما عفا منزلُها بذي سَلَمْ
- أحَلَّها منه مَحَلاًّ صَدَداً
- لا الرِّيحُ تَعفوهُ ولا صَوبُ الدِّيَمْ
- يا كَذِبَ القُربِ المُفيدِ نِعمة ً
- منهاو يا صِدْقَ البُعادِ المُنتَقِمْ
- لا تُنْكِراً فَرطَ سَقاميإنما
- حَمَلْتُ عن أجفانِها بَعضَ السَّقَمْ
- آنستُ منها بخَيالٍ آنسٍ
- يُسابِقُ الغُمْضَإذا الغُمْضُ أَلَمّ
- و عارضٍ أكلأُ منه بارِقاً
- كالنارِ شَبَّتْ في ذُرى طَوْدٍ أَشَمّ
- إذا ادلهمَّ ابتسمَتْ لشائمٍ
- أقطارُهفاختلفَتْ منه الشِّيَمْ
- كأنه نَشوانُ جَرَّ ذَيلَه
- فكلَّما رِيعَ انتضَى عَضْباً خَذِمْ
- حتى إذا الرَّعدُ انبرَتْ ألسُنُه
- كأنما يَخلِطُ لَحْناً بِكَلِمْ
- فاطَّرَدَ الماءُ على أرجائِه
- و نارُه من كلِّ أفقٍ تَضطَرِمْ
- و حلَّت الرِّيحُ نِطاقَ مُزْنِه
- فعادَ منه البَرُّ بحراً مُلتَطِمْ
- قُلْناو قد أخجلَ فيضَ جُودِه
- جُودُ ابنِ فَهْدٍكَرَمٌ بعدَ كَرَمْ
- العارِضُ المُختالُ من إنعامِه
- و بأسِه ما بينَ نُعْمى ونِقَمْ
- مُسَلَّطُ البأسِ على أعدائِه
- و مُؤثِرُ الجُودِ على الأمرِ المُهِمّ
- بَنَتْ أياديه بِهَدْمِ مالِه
- سُورَ عُلا للأَزدِ غيرَ مُنهدِمْ
- ثناؤُنا زَهْرُ الرَّبيعِ المُجتلى
- و جُودُه صَوبُ الرَّبيعِ المُنسجِم
- كم قالَ مَنْ يسمعُ مَدحي ويرى
- إحسانَهعاش زهيرٌ وَ هَرِم
- لا أعدَمَ اللّهُ الأَنامَ ظِلَّه
- فقد أَزالَ الخَوفَ عنه والعَدَمْ
- هذاو يَومٍ تكتسي البِيضُ به
- لَوْناًو تكسو لونَها سُودَ اللِّمَم
- كأنه لَيلٌ بَهيمٌ خَطَرَتْ
- فيه منَ الشُّمِّ البَهاليلِ بُهَم
- أُسْدٌ لَهامن بِيضِها وسُمرِها
- جَداوِلٌ مُطَّرَداتٌ وأَجَمْ
- يَنثُرُ بالطَّعْنِ أَنابيبَ القَنا
- كما وَهي سِلكُ الفِرِنْدِ المُنتَظِم
- أقامَإذ عَرَّدَ فيه قِرنُه
- بالسَّيفِ في قلبِ العَجاجِ مُعتَصِمْ
- حتى تَجلَّى النَّقعُ عن أسيافِه
- كما انجلَى عن وَضَحِ الشَّيْبِ الكتَم
- يا أقربَ الناسِ مَنالاً في النَّدى ؛
- و أبعدَ الناسِ مَراماً في الهِمَم
- صُمْتَفأعطَيْتَ الصِّيامَ حقَّه ؛
- و رُبَّ ذي صَوْمٍ خِداجٍ لم يَصُم
- فانعَمْ بفِطْرٍ حَسُنَتْ أيامُه
- حتى لَخِلْناها من الحُسْنِ نِعَمْ
- وافاكَو الغَيْثُ عَميمٌ والرُّبى
- ضاحكة ٌ بالزَّهْرِو النَّبْتُ عَمَمْ
- فاغتَنِمِ العَيشَ الذي من حَقِّه
- إذا صَفَتْ أيامُه أن يُغتَنَمْ
- و حَمِّلِ الكأسَ الهُمومَإنَّها
- مَطِيَّة ٌ للهَمِّ يحدوها النِّعَمْ
- مُذْهَبَة ٌ تَبسِمُ عن حَبابِها
- مثلَ جَنى النَّرجِسِ جَادَفابتَسَمْ
- و اجتَلِها عَذراءَ لم تأْتِ بها
- غادَة ُ نَهَّابٍ تَعَدَّىو ظَلَمْ
- كأنها زَهْرَة ُ رَوْضٍ أَشرَقَتْ
- أجفانَها المُزنُ بِدَمْعٍ مُنسَجِمْ
- و خَيرُ هذا الشِّعرِ ما تَلبَسُه
- من ثِقَة ٍ في الشعرِ غيرِ متَّهَمْ
المزيد...
العصور الأدبيه