الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَمِنَ العيونِ ترومُ فَقْدَ عَنائِه >>
قصائدالسري الرفاء
أَمِنَ العيونِ ترومُ فَقْدَ عَنائِه
السري الرفاء
- أَمِنَ العيونِ ترومُ فَقْدَ عَنائِه
- هَيهاتِ ضَنَّ سَقامُها بشِفائِه
- ما كان هذا البينُ أوَّلَ جَمرة ٍ
- أذكَتْ لهيبَ الشَّوقِ في أحشائِه
- لولا مساعدة ُ الدموعِ ودَفْعُها
- خوفُ الفِراقِ أتى على حَوبائِه
- مفقودَة ٌ شِيَة ُ الجوادِ لنَقْعِهِ
- وحُجولُ أربعة ٍ لخَوْضِ دِمائِه
- أوجحفلٌ لعبَتْ صدورُ رِماحِه
- فكأنما انقضَّتْ نجومُ سَمائِه
- لَجِبٌ توشَّحَتِ البسيطة ُ سيلَه
- وتعمَّمت أعلامُها بعمائِه
- متبسِّمٌ قبلَ النهارِكأنما
- زَرَّ النهارُ عليه ثَوبَ ضَحائِه
- ويُريكَ بينَ مُدجَّجٍ ومُدرَّعٍ
- خِلَعَ الرَّبيعِ الطَّلْقِ بينَ نِهائِه
- يَثنيه في السَّيْرِ الحثيثِ بلحظِهِ
- كالريحِ تَثني الغيمَ في غُلَوائِه
- فكأنَّ أشتاتَ الجِبالِ تجمَّعَتْ
- فتعرَّضَتْ من دونِهِ ووَرائِه
- فهناك تَلْقى الموتَفوق قَناتِه
- متبرِّجاَ والنصرَ تحتَ لِوائِه
- أَعَدوَّهأوفَى عليكَ مشوَّقاً
- بِقِراعِهإذ لستَ من أكفائِه
- ومُشمِّراً قد شُلَّمن إدلاجِه
- ليلُ التمامِ وملَّ من إسرائِه
- ودقيقَ معنَى العُرفِ يجعلُ بشرَه
- بدرَ العدوِّ وتلك من أكفائِه
- وإذا النَّسيمُ وَشى إليك مصبِّحاً
- بمسَرّة ٍفحَذارِ من إمسائِه
- قد قلتُإذ سالَت عَدى أمامَه
- سَيْلَ السَّرابِ جرى على بَطحائِه
- ما بالُه مُغرى ً بوَصْلِ عدوِّه
- وعدوُّه مُغرى ً بوَصْلِ جَفَائِه
- يا موجِباً حقَّ السَّماحِ بنائلٍ
- تتقاصَرُ الأنواءُ عن أنوائِه
- والمبتني بيتَ العَلاءِ ببأسِه
- فغدا عَلاءُ النجمِ دونَ علائِه
- وإذا بحارُ المكرُماتِ تدفَّقَت
- فجميعُها تمتارُ من أندائِه
- كم مِنَّة ٍ لكَ ألبَسَتْني نِعْمَة ً
- تَدَعُ الحسودَ يذوبُ من بُرَحائِه
- صُنتُ الثناءَ عن الملوكِ نزاهة ً
- وجعلتُه وَقْفاً على آلائِه
- ألفاظُه كالدُّرِّ في أصدافِهِ
- لا بل تَزيدُ عليه في لألائِه
- من كلِّ رَيِّقَة ِ الكلامِكأنما
- جادَ الشبابُ لها بِرَيِّقِ مائِه
- فالشِّعرُ بحرٌ نلْتُ أنفَسَ دُرِّه
- وتنافسَ الشعراءُ في حَصْبَائِه
- وأنا الفداءُ لمن مَخِيلَة ُ بَرقِه
- حظِّي وحظُّ سواي من أنوائِه
- قَمرٌإذا ما الوشيُ حِينَأذالَه
- كيما يَصونَ بهاءَه ببهائه
- خَفِرُ الشَّمائلِ لومَلَكتُ عِنَاقَه
- يومَ الوَداعِ وهَبْتُهُ لحَيائِه
- ضَعُفَتْ مَعَاقِدُ خصرِه وعهودهُ
- فكأنّ عَقْدَ الخصرِ عَقْدُ وَفَائِه
- أدنوإلى الرُّقّباءِ لا من حبِّهم
- وأصدُّ عنه وليس من بَغضائِه
- للّهِ أيُّ محاجرٍ عنَّتْ لنا
- بمُحَجَّرٍإذ ريعَ سِربُ ظِبائِه
- ونواظرٍ وجدَ المحبُّ فتورَها
- لمّا استقلَّ الحيُّفي أعضائِه
- وَ حَياً أرقتُ لبرقِهفكأنه
- قَدَحُ الزِّنادِ يطيرُ في أرجائِه
- سارٍ على كَفَلِ الجَنوبِمقابلٍ
- حَزَنَ البلادِ وسهلَها بعطائِه
- حنَّتْ رواعِدهُفأسبل دمعُهُ
- كالصَّبِّ أتبعَ شدوَه ببكائِه
- وسقَتْ غَمائِمُهُ الرِّياضَكأنما
- جُودُ الأميرِ سقى رياضَ ثَنائِه
- سَفَهاً لِمَنْ سمَّاه سيفَ حفيظَة ٍ
- هلاَّ أعارَ السَّيفَ من أسمائِه
- متجرِّدٌ للخطبِ عرَّاضُ القَنا
- والمَشرفيّة ُ من مَشِيدِ بنائِه
- ومواجهٌ وجهَ العدوِّ بصَعدَة ٍ
- ينقضُّ كوكبُه على شَحنائِه
- والرومُ تعلمُ أنَّ تاجَ زعيمِها
- مُلقى ً بحدِّ السَّيفِ يومَ لِقائِه
- لما حماه القّرُّ سفكَ دمائِهم
- أضحى يَعدُّ القَرَّ من أعدائِه
- حَمَدَ الغمامَ وذمَّه ولربَّما
- ساء الحبيُّ وسَرَّ عندَ حبائِه
- قَلِقٌيُفنِّيه الحديدُفينثني
- جَزْلانَ مثلوجَ الحشا بفَنائِه
- إنَّ الربيعَ مُبيدُ خضراءِ العِدا
- ومُسيلُ أنفسِهم على خَضْرائِه
- ولو أنهم قدَروا على أعمارِهم
- وصلوا بها الأحوالَ عمرَ شِتائِه
- إن عاقَه عما يحاولُ صِنوُه
- وشبيهُه في بِشره وعَطائِه
- فكأنَّني بجبينِه في مأزقٍ
- متمزِّقٍ عنه دُجى ظلمائِه
المزيد...
العصور الأدبيه