الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَكُفُّ تَغلبَ أنواءُ الحَيا الجاري ؛ >>
قصائدالسري الرفاء
أَكُفُّ تَغلبَ أنواءُ الحَيا الجاري ؛
السري الرفاء
- أَكُفُّ تَغلبَ أنواءُ الحَيا الجاري ؛
- و نارُ بأسِهِمُ أذكى من النارِ
- و الحمْدُ حَلْيُ بني حَمدانَ تَعرِفُهُ ؛
- و الحقُّ أبلَجُ لا يُلقى بإنكارِ
- قَومٌإذا نَزَلَ الزُّوَّارُ ساحَتهم
- تَفَيَّؤُوا ظِلَّ جَنَّاتٍ وأنهارِ
- مُؤمَّرونإذا ثارَتْ قرومُهُمُ
- أَفْضَتْ إلى الغاية ِ القُصوى من الثَّارِ
- فكلُّ أيامِهم يومُ الكِلابِإذا
- عُدَّتْ وقائِعُهُمأو يومُ ذي قارِ
- تتابَعَتْ بركاتُ اللّهِ نازلَة ً
- على أبي البَركاتِ المانعِ الجارِ
- على الحَيا الغَمْرِ والبَحْرِالذي رسَبَتْ
- فيه جواهرُهو الضَّيْغَمِ الضَّاري
- على الأميرِ الذي أضحَتْ مناقبُه
- مِثلَ النُّجومِتُضيءُ اللَّيلَ للسَّاري
- إذا عزَمْتَ على إحصائِها ازدَحَمَتْ
- فكاثَرَتْ مِدَحي فيهو إكباري
- و هل يُقاسُ فضاءُ البحرِ مُنحَرِفاً
- بأذرُعٍ قصَّرَتْ عنه وأَشبارِ
- أصبحْتُ أُظْهِرُ شُكراً عن صَنائِعِه
- و أُضْمِرُ الوُدَّ فيها أيَّ إضمارِ
- كيانعِ النَّخْلِ يُبْدي للعيون ضُحًى
- طَلْعاً نَضيداًو يُخْفي غَضَّ جُمَّارِ
- أَأَكرمَ النَّاسِ إلاَّ أن تُعَدَّ أباً
- فاتَ الكِرامَ بآباءٍ وآثارِ
- أشكو إليكَ حَلِيفَيْ غارة ٍ شهَرَا
- سَيفَ الشقاقِ على دِيباجِ أشعاري
- ذِئْبَيْنِ لو ظفرَا بالشِّعرِ في حَرَمٍ
- لَمَزَّقاهُ بأَنيابٍ وأَظفارِ
- سَلاَّ عليه سيوفَ البَغْيِ مُصْلَتة ً
- في جَحْفَلٍ من شَنيعِ الظُّلْمِ جرَّارِ
- و أرخصَاهُفقُلْ في العِطرِ مُنْتَهبَاً
- لديهِمايُشتَرى من غَيرِ عَطَّارِ
- لَطائِمُ المِسْكِ والكافورِ فائحة ٌ
- منهوَمُنْتَهبُ الهِنديِّ والغارِ
- و كلُّ مُسفِرَة ِ الألفاظِ تَحسَبُها
- صفيحة ً بين إشراقٍ وإِسفارِ
- أَرَقْتُ ماءَ شبابي في مَحاسِنِها
- حتى تَرقرَقَ فيها ماؤُها الجاري
- كأنَّما نَفَسُ الرَّيحانِ يَمْزُجُهُ
- صَبَا الأصائلِ من أنفاسِ نَوَّارِ
- باعا عرائِسَ شِعْري بالعراقِفلا
- تَبْعَدْ سَباياهُ من عُونٍ وأبكارِ
- مجهولة ُ القَدْرِ مظلومٌ عَقائِلُها
- مقسومَة ٌ بين جُهَّالٍ وأغمارِ
- و ما يَضرُّهُماو الدُّرُّ ذو خَطَرٍ
- إن حلَّياهُ ملوكاً ذاتَ أخطارِ
- و ما رأى الناسُ سَبْياً مثلَ سَبْيِهِما
- بِيعَتْ نَفيسَتُه ظُلماً بدينارِ
- إذا كساكَ ثيابَ المَدحِ سالبُها
- يَوماًفإنَّكَ أنتَ المكتسي العاري
- و اللّهِ ما مدَحا حيّاًو لا رَثَيا
- مَيْتاًو لا افتَخَرا إلا بأشعاري
- إن توَّجاكَ بدُرٍّفهو من لُجَجي ؛
- أو ختَّماكَ بياقوتٍ فأحجاري
- هذاو عنديَ من لفظٍ أُشَعشِعُهُ
- سُلافة ٌ ذاتُ أضواءٍ وأنوارِ
- كريمة ٌ ليسَ من كَرْمٍو لا التثَمَتْ
- عروسُها بخِمارٍ عندَ خَمَّارِ
- تَنشُو خِلالَ شِغافِ القلبِإن نشأَتْ
- ذاتُ الحَبابِ خِلالَ الطِّينِ والقارِ
- لم يبقَ لي من قريضٍ كان لي وَزَراً
- على الشَّدائدِإلا ثِقْلُ أوزاري
- أراه قد هُتِكَتْ أستارُ حُرمَتِه
- و سائرُ الشِّعرِ مستورٌ بأستارِ
- كأنه جَنَّة ٌ راحَتْ حدائقُها
- من الغَبِيَّينَ في نارٍ وإِعصارِ
- عارٍ من النَّسَبِ الوضَّاحِ مُنتَسِبٌ
- في الخالديَّة ِ بين الذُّلِّ والعارِ
- و ما أَظُنُّ دَعِيَّ الأردِ يُنْصِفُني
- حتى تموجَ به أمواجُ تَيَّاري
- غضبانُيستُرُ عني وجهَه بِيَدٍ
- وَدِدْتُ لو سُمِّرَتْ فيه بمسمارِ
- لقد تحيَّفَ شِعْري مًعْشَرٌ عَرَرٌ
- منهم قريبٌو منهم نازحُ الدَّارِ
- يُفوِّقونَو نَبْلي في كِنانَتِه
- إليَّ كُلَّ كليلِ النَّصلِ خَوَّارِ
- و لو تفوَّقَ سَهْمي راكباً وَتَراً
- يوماً لطال عليهم نَقْضُ أوتاري
- إياكُمُ أن تَشِيمُوا برقَ غاديَة ٍ
- مُسِفَّة ٍ بذُعافِ السُّمِّ مِدرارِ
- و لا يَغُرَّنَّكُمْ أمطارُ مُبتَسِمٍ
- يُزجي الصَّواعِقَ في أثناءِ أمطارِ
- فالسَّيفُ يُبدي ابتساماً عند هَزَّتِه
- و قد أَسَرَّ المنايا أيَّ إسرارِ
- و ما رأيتُم شُجاعاً قبلَ رؤيَتِه
- قَراكُمُو هو مُودٍشَهْدَ مُشتارِ
- يَبُرُّ مِنكم شَباباً ما لَهم حزَنٌ
- على الصِّباو شيوخاً غيرَ أبرارِ
- مَنْ كان يَعجَزُ عن سَهلي إذا استَبَقَتْ
- خَيلُ القَريضِفكم تُجتابُ أوعاري
- و هل يَقومُ لجَمْعي حينَ أُضرِمُهُ
- مُغرَّرٌ عن زِنادِ قلبُهُ واري
- لو كُنتُمُ العنبرَ الوَردَ الشَّبيهَ به
- و المنْدَلَ الرَّطْبَشَبَّتْ منكُمُ ناري
- لكِنَّكُمْ حَطَبٌ بالٍ تحرِّقُهُ
- سَعيرُ شَمْسِ الضُّحى من قبلِ أشعاري
المزيد...
العصور الأدبيه