الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ >>
قصائدالسري الرفاء
أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ
السري الرفاء
- أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ
- و طوَى اللائمُ ما كانَ نَشَرْ
- حمَلَ الغَيُّ عليه أَصْرَه
- فإذا قيلَ ارعوى عنه أصرّ
- قائلٌإنْ نُذُرُ الشَّيبِ بدَت
- في عِذاريهو ما تُغْني النُّذُرْ
- شَعَرٌ ماتَ على مَفرِقِهِ ؛
- و حياة ُ المرءِ في مَوْتِ الشَّعَر
- و شبابٌ جَفَّ إلا شَجَرٌ
- مُوجِفٌ منهو كم يبقَى الشَّجَر
- يا خليليَّ اطلُبا وِتْرَكما
- تَجِداه بين كأسٍ ووَتَر
- ساقني مُستَشرَفُ الدَّيرِو قد
- راحَ صَوبُ المُزنِ فيه وبكَر
- أهواءٌ رَقَّ في أرجائِهِ
- أَم هوى ً راقَفما فيه كَدَر
- و خُدودٌ سفَرَتْ عن وَرْدِها
- أَم ربيعٌ عن جَنى الوَرْدِ سفَر
- مَجلِسٌ يَنصرِفُ الشَّرْبُو ما
- طُويَتْ من بَسطَة ٍ تلك الحِبَر
- و كأنَّ الشَّمسَ فيه نثرَتْ
- ورَقاً من بينِ أوراقِ الشَّجَر
- بينَ غُدْرٍ يَقَعُ الطَّيرُ بها
- فتراهُنَّ رِياضاً في غُدُر
- و ثَرى ً يَشهَدُ بالطِّيبِ له
- عَبَقٌ حالفَ أطرافَ الأُزُر
- و غيومٌ نشرَتْ أعلامَها
- فلها ظِلٌّ علينا مُنتَشِر
- و نسيمٌ عطَّرَ الرَّوضَفإنْ
- طارَ في الصُّبحِ ارتديناه عُطُر
- نحنُ في ظلِّ وصالٍ سجسجٍ
- ناعمِ الآصالِ فَينانِ البُكَر
- و إذا الدَّهرُ رمانا صَرفُه
- فبِعَمَّارِ بنِ نَصْرٍ ننتَصِرْ
- يا أميراً خضعَ الدَّهرُ له
- فغَدا يفعلُ طُرّاً ما أَمر
- و إذا الجَدبُ عَرا كان حيّاً ؛
- و إذا الخَطبُ دَجى كان قَمر
- و إذا هُزَّ لمَعروفٍ مضَى
- كالحُسامِ العَضبِإنْ هُزَّ بتَر
- صادقُ البِشْرِ ترى ماءَ النَّدى
- يرتقي في وَجْهِهِ أو يَنحَدِر
- فلهُ فيه اطِّرادٌ كامِنٌ
- كاطِّرادِ الماءِ في العَضْبِ الذَّكَرْ
- قلتُإذ بَرَّزَ سَبْقاً في العُلى
- أَإلى المَجْدِ طريقٌ مُختصَر
- إنْ تكُنْ تَغلِبُ يوماً وَسَمتْ
- صفحة َ الدَّهرِ بيومٍ مَشتَهَر
- فبنو الحارثِ فيهم وَزَرٌ
- حينَ لا يُنجي من الدَّهرِ وَزَر
- فعَدِيٌّ غُرَرُ المَجدِإذا
- قُسِمَ المجدُ حُجولاً وغُرَر
- مَعشَرٌلولا أحاديثُ النَّدى
- عنهم لم يَعرِفِ الناسُ السَّمَر
- يا أبا اليقظانِ أيقظْتَ النَّدى
- فملأْتَ البدوَ منه والحَضر
- و لكَمْ أرديتَ من مُستلئِمٍ
- صادِقِ الإقدامِ يحمي ويَكُرّ
- و الضُّحى أَدهمُ النَّقعِ فإنْ
- ضَحِكَتْ فيه الظُّبا كان أغَرّ
- مَوقِفٌ لو لم يكنْ ناراً إذاً
- لم تكنْ زُرْقُ عَواليهِ شرَر
- يُنظَمُ الطَّعنُ على أبطالِهِ
- و عُقودُ الهامِ فيه تنتشِر
- و كأنَّ الشَّمسَ في قَسطَلِهِ
- كاعبٌ أسبلَ سِجْفَيْها الخَفَر
- فتوخَّيتَ بهِ حمدَ العُلى
- و القَنا يَخطِرُ محمودَ الأَثَر
- و ثَنَيْتَ الخيلَ عنه لابِساً
- حُلَّة َ النَّصْرِمُحلًّى بالظَّفَر
- قد تقَضَّى الصّومُ محموداًفعُدْ
- لهوى ً يُحمَدُأو راحٍ تَسُرّ
- أنتَ والعيدُ الذي عاودْتَه
- غُرَّتا هذا الزمانِ المُعتَكِر
- لَذَّ فيك المدحُ حتى خِلتُه
- سَمَراً لم أشْقَ فيه بسَهَر
المزيد...
العصور الأدبيه