الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَسَمِعْتُما أنَّ الجِبالَ تُضامُ >>
قصائدالسري الرفاء
أَسَمِعْتُما أنَّ الجِبالَ تُضامُ
السري الرفاء
- أَسَمِعْتُما أنَّ الجِبالَ تُضامُ
- و عَلِمْتُما مَنْ غالَتِ الأَيَّامُ
- فَجْعٌ تَطِيرُ له على أحشائِنا
- شُعَلٌو تَسقُطُ في القلوبِ سِهامُ
- وَ رَزِيَّة ٌ أَخَذَ الرَّدَى ما يبتَغي
- منّاو نالَ بها الذي يَستامُ
- شَهِدَتْ بتحليلِ الدموعِ وخَبَّرَتْ
- أنَّ العزَاءَ على اللَّبيبِ حَرامُ
- كنَّا نَعُدُّ الحِصنَ دارَ إقامة ٍ
- فاليومَ وقفتُنا به إلمامُ
- يَبكي الغَمامُ المستسيرُ بأرضِها
- و نقولُ جادَ بذي الغَميمِ غَمامُ
- إنْ يفترِقْ أحبابُنا أيدي سَبا
- عنهافقد يَتفرَّقُ الأَقْوامُ
- عَطَنٌ أَخَلَّ به الوفودُو أوحَشَتْ
- منه الرِّحابُ الفِيحُ والآطامُ
- أقوىو فيه من العديدِ تَدافُعٌ
- و خَلاو فيه من الأنيسِ زِحَامُ
- و التُّربُ ظَمآنُ الجَوانحِ ما سَرى
- رَكْبُ السَّحابِ عليهو هي جَهَامُ
- أينَ الفَتى الأزدِيُّ بل أينَ النَّدى الرْ
- رِبْعيُّأينَ البُؤسُ والإنعامُ
- أين الأُلى شَرِبَ الحِمامُ نُفوسَهم
- وَ هُمُ حياة ٌ غَضَّة ٌ وحِمامُ
- أينَ السَّمِيُّ مِنَ المَكارِمِ هذِهِ
- تَنْهَلُّ داجنة ًو تلك تُغامُ
- و السُّمرُ تُنظَمُ في عوامِلِها العِدَا
- و البِيضُ تُنثَرُ عن ظُباها الهامُ
- نَزَلُوا على حكمِ الزَّمانِ وأمرِه
- و هُمُ الخُصومُ اللُّدُّ والحُكَّامُ
- يمضي بمُرِّ الفَجْعُ عامٌ فيهِمُ
- و يَجيءُ بالرُّزْءِ المبرِّحِ عامُ
- نِعَمٌ كأنَّ الدَّهْرَ أقسَمَ جاهداً
- ألاّ تَدومَفبرَّتِ الأقسامُ
- كانت مَوارِدَ للعُفاة ِفأصبَحَتْ
- مَحمِيَّة َ الجَنَباتِ لَيسَ تُرامُ
- و لقد شَجاني أن يُقَوَّضَ مَجْلِسٌ
- فيه الحِجَا والعِلْمُ والأَحلامُ
- طُوِيَتْ حَدائِقُهُو هنَّ نَواضِرٌ
- و خبَتْ بَوارِقُهو هنَّ ضِرامُ
- أَدَبٌغَدَتْ أيدي الحِمامِ تَضيمُه
- ما كان إلا بالحِمامِ يُضامُ
- و شهابُ رَجْمٍ غَيَّبَتْهُ صَفائِحٌ
- طُوِيَتْ على إشراقِهو رِجامُ
- للّهِ أيُّ مُوَدَّعٍ حَفَّتْ بهِ
- عُصَبٌ على جَمْرِ الوَداعِ قِيامُ
- صاروا به مَرضَى القلوبِكأنَّما
- قُدْسٌ على أيديهِمُو شَمامُ
- عَبِقُ البُرودِ يَزينُ مَشهَدَهُ التُّقَى
- و تَحيدُ عن خَلَواتِه الآثامُ
- أضحَى ضجيعَ مُسنَّدِينَكأنَّما
- صَرَعَتْهُمُ نُخُبُ الكُؤوسِ فنامُوا
- كُرَماءَ لا يرجُوهُمُ في قُربِهِم
- راجٍو لا يَعتامُهُم مُعتامُ
- حُجِبُوا عَنِ الأحبابِإلاّ زَورَة ً
- تجري بزورِ لِقائِها الأَحلامُ
- نَطَأُ الصَّفيحَ عليهمُو وراءَه
- مثلُ الصَّفائحِ مُنجِبونَ كِرامُ
- رَقَدُوا عنِ الصَّلواتِ فيهو طالما
- قاموا إلى الصلوات وهي تُقامُ
- أَمحمدُ بنُ عليٍّ احتفلَ الحَيا
- و دمُوعُنافَهُما عليكَ سِجامُ
- هَضَبَاتُ حِلْمٍ سِحْنَ وهيَ شَواهِقٌ
- و مياهُ علمٍ غُصنَو هي جُمامُ
- تبكي العلومُ عليه في أوطانِها
- و رياضُ تلك الصُّحْفِ والأقلامُ
- و أرى ذوي الآدابِ بعدَكَ أُمَّة ً
- ضَلَّتْو ليسَ لها سِواكَ إمامُ
- ما بالُ أرضِكَ أُحْرِمَتْفرَواؤُها
- بعدَ ابتِسامِ رُوائِها الإحْرامُ
- قالُواخَبَتْ نارٌ على أعلامِها
- قُلْناأجَل وتَهاوَتِ الأَعلامُ
- قد كانَتِ الأَفْهامُ صافية ً بها
- فالآنَإذ صَدِئَتْ بها الأَفهامُ
- و كأنَّما ارتحلَ الغِنَى عن أَهلِها
- لمّا ثَوَيْتَو خَيَّمَ الإعدامُ
- قد كنتَ أحسنَ نِعْمَة ٍ فُزْنا بها
- لو كانَ للنِّعَمِ الحِسانِ دَوامُ
- لازِلْتَ عُرْضَة َ عارضٍ مُتَهَلِّلٍ
- تَخْضَرُّ منه ضَحاضِحٌ وإِكامُ
- تَغْدو الرِّياحُ عليكَو هي لَطائِمٌ
- و يَروحُ صَوبُ المُزْنِو هو مُدامُ
- و لَئِنْ غَدَتْ أرضٌ حَوَتْكَ كريمة ً
- فلقد أُتيحَ لها بكَ الإكرامُ
- فعليكَ تَضعيفُ السَّلامِ تَحِيَّة ً
- ما اعتمَّ بالوَرَقِ النَّضيرِ سِلامُ
المزيد...
العصور الأدبيه