الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَخِلْتِ أنَّ جِناباً منكِ يُجتَنبُ >>
قصائدالسري الرفاء
أَخِلْتِ أنَّ جِناباً منكِ يُجتَنبُ
السري الرفاء
- أَخِلْتِ أنَّ جِناباً منكِ يُجتَنبُ
- وأنَّ قلبَ محبٍّ عنكَ يَنقلِبُ
- هيهاتَضرَّمَ نارَ الشوقِ فالتهبت
- ضِرامُ نارٍ على خدَّيكِ يَلتهبُ
- إذا طلَبتْ رُبى نجدٍ مخِّيمة ً
- فما لها في طِلابِ غيرِها أربُ
- لم يَشهَدِ البَينُ تُبدي ما يغِّيبُه
- إلا وإشهادُنا من خيره غَيَبُ
- تنقَّبت بالكسوفِ الشمسُإذ طلعَت
- شمسٌ تزيد ضياءً حين تنتقِبُ
- مطلوبة ُ الودِّ لم يَقعُدْ بها هربٌ
- من الفراقِ ولم يلحقْ بها طلَبُ
- قريبة ٌ ودوامُ الهجرِ يُبعِدُها
- والنَّجمُ أقربُ منها حين تَقتربُ
- أشكو إلى الظَّلْمِ ما بي من ظُلامتِها
- لوكانَ يُنصِفُ ذاكَ الظَّلْمُ والشَّنَبُ
- وقد تناوَبني منها الخيالُفما
- أصابَ إلا خيالاً قلبُه يَجِبُ
- أنَّى اطمأَنَّ وحصباءُ العَجاجِ عِدى ً
- من دونِه وثَراها السُّمرُ والقُضُبُ
- حتى تصدَّتْ له بالشامِ من كثَبٍ
- والشامُ لا صَدَرٌ منها ولا كَثَبُ
- يكفيك أن لَعِبت بي نية ٌ قُذُفٌ
- كأنّ جِدَّ المنايا عندها لَعِبُ
- وراعَني ووراءَ الليلِ طاردُه
- وَرْيٌ من الشَّيبِ في آثارِها لَهَبُ
- لمّا تبسَّمَ في الفَوْدَينِ مغترباً
- حيَّيتُه وكلانا اليومَ مغتَرِبُ
- قوِّض خيامَك عن دارٍ ظُلِمتَ بها
- وجانبِ الذُّلَّ إنَّ الذُّلَّ يُجتنَبُ
- وارحلْإذا كانت الأوطانُ مَضْيَعَة ً
- فالمَنْدَلُ الرَّطبُ في أوطانِه حَطَبُ
- أما ترى الدهرَ أعفى من نوائبِه
- جارَ الأمير فما تنتابُه النُّوَبُ
- أَجارَنا منه من إقبالِه رَغَبٌ
- يُحيي العُفاة َ ومن إعراضه رَهَبُ
- غَيثٌ تحلَّبَ في الآفاقِ رَيِّقُه
- على العُفاة ِ ومَنشَى مُزْنِه حلَبُ
- مرفوعة ٌ حُجْبُه للزائرينَ وهل
- للصُّبحِ مزَّقَ جِلبابَ الدُّجى حُجُبُ
- ومسرعٍ وهوثاوٍ في مكارمِه
- كأنَّ إصعادَه من سُرعة ٍ صَبَبُ
- غامَت يداهفلم تكذِبْ غيومُهما
- والغيثُ رُبَّما أزرى به الكَذِبُ
- فللشَّمالِ سَحابٌ صوبُها غدَقٌ ؛
- ولليمينِ نِهابٌ صوبُها ذَهَبُ
- لما توجَّه تِلقاءَ الثغورِ صفَت
- كُدْرُ المياه بها واعشوشَبَ التَّرِبُ
- وعرَّدَ الرُّومُ لما رامَهم هرباً
- وهل من الحَينِ وافى جيشَه هربُ
- لم تجلُبِ الخيلَ تَردى نحوَهم قُدُماً
- إلا انثنتْ وذوو تيجانِها جَلَبُ
- قُلْ للعُداة ِ خذوا للحربِ أُهبتَها
- فعن قليلٍ تفرَّى منكم الأُهُبُ
- فتُبعثوا وتكونوا في اللِّقاءِ يداً
- إنَّ الحِمامَ إلى أرواحكم سَغِبُ
- أو فاغنموا السِّلْمَ قبلَ الحَيْنِ واستلموا
- ركناً تَحِنُّ إليه العُجْمُ والعَرَبُ
- لحربُ آخذة ٌ منكم وتاركة ٌ
- وإنما حربُ سيفِ الدولة ِ الحَرَبُ
- إنَّ الهُمامَ الذي أضحى يغالبُكم
- له على الدَّهْرِ فيما سامَه الغَلَبُ
- فاستوهبوا العيشَ من إيثارِ طاعتِه
- فإنما العيشُ ما يُعْطِي وما يَهَبُ
- لن تكسِبوا العزَّ من عِصيانِ محتسبٍ
- في الجودِ ما بغِرارِ السَّيفِ يَكتسِبُ
- ألوى فشنَّ على الأعداء غارتُه
- من حيثُ يُؤمنُ أومن حيثُ يُرتَقَبُ
- ظِلالُه حيثُ حلَّ القُضْبُ مُصْلتة ً
- وخيلُه حيثُ سار الجَحْفَلُ اللَّجِبُ
- أوفى على بطنِ هنزيطٍفأمطره
- وَدْقاً خلال بروقِ البيضِ يَنسكِبُ
- غيثٌ هوالمَحْلُ ما احمرَّتْ سَحائبُه
- إلا تراجَعَ مصفرّاً به العُشُبُ
- فكلما انتشرَتْ أبرادُ صيِّبِه
- على البلادِ انطوَتْ أبرادُه القُشُبُ
- وشارفَ البَحرَ في بحرٍإذا اضطربَتْ
- حشاهُ خِلْتَ الجبالَ الشُّمَّ تضطربُ
- مكوكَبُ النقعِ لورامَتْ كواكبُه
- كواكبَ الجو ثابَتْ وهي تُنتَهَبُ
- إذا سرَتْ حنَّتِ الجُردُ العِتاقُ به
- وغرَّدَتْ في أعالي سُمْرِه العَذَبُ
- كأنَّ شمسَ الضُّحى تخشاه بارزة ً
- فَضَوْءُها بحجابِ النَّقعِ مُحتَجِبُ
- ولَّى الشَّمَيْشَقُ لا يهفوبه طرَبٌ
- إلى المحلِّ ولا يدنوبه سببُ
- لم تَسْرِ خيلُكَ في أحشاء داجية ٍ
- إلا سرى في دُجى أحشائه الرُّعُبُ
- أجلى المواطنَ كُرهاًأن تورَّدَها
- وَرْدٌ مواطنُه غابٌ القَنَا الأشِبُ
- حتى نصبتَ على رَغم الصليبِ بها
- منابرَ الدينِ مسموعاً بها الخُطَبُ
- ثم انثنيتَ وآسادُ الشَّرى جَزَرٌ
- بالمُرهَفاتِ وغِزلانُ النقا سَلَبُ
- سَبْيٌ تحصَّنَ منه الجيشُ وارتبطت
- قُبُّ الجيادِ فلا ماشٍ ولا عَذَبُ
- تخيَّرَ المجدُ أعلى نسبة ٍ فغَدا
- إلى عليِّ بنِ عبد اللّه يَنتسِبُ
- ثلاثة ٌ منه تجلوكلَّ داجية ٍ
- جبينُه وغِرارُ السَّيفِ والحَسَبُ
المزيد...
العصور الأدبيه