الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أهجراً كانَ صَدُّكَ أم مَلالا >>
قصائدالسري الرفاء
أهجراً كانَ صَدُّكَ أم مَلالا
السري الرفاء
- أهجراً كانَ صَدُّكَ أم مَلالا
- و بِرّاً كَان وصلُك أم خَيالا
- أكانَ فِراقُك المُشجِي زِيالاً
- فآمُلُ منك عَطفاً أم زَوالا
- إذا ذُكِرَ العقِيقُ لنا نَثَرنا
- عَقِيقَ الدّمعِ سَحّاً وانهمالاً
- طُلولٌ كَلمَّا حاوَلْن سَقياً
- سَقَتها العَينُ أدمُعَها سِجالا
- تَحِنُّ جِمالُنا صُوراً إليها
- فأحسِبها تَرى مِنها جَمالا
- و نَسألُ مِن مَعالِمها مُحِيلاً
- فنطلُبُ من إجابتِه مَحالا
- و كَم خَرَقَ الصِّبا بذوي التَّصابي
- إلى خُرسِ الحُجولِ بها الحِجالا
- و أطلَقَ من عيونٍ في وجوهٍ
- تروحُ لَعقل مُبصِرِها عِقالا
- و معتدلٍإذا أمضَى القَضايا
- رأيتَ الحُسن عدلاً واعتدَالا
- يميلُ على الظَّلامِ بِكأسِ راحٍ
- إذا زَحَمت ظلامَ الليلِ مَالا
- إذا نظمَ المِزاجُ لها وِشاحاً
- تعرَّضَ في مجاسدِهاوجَالا
- أرُدُّ كؤوسَها بِيضاً خِفاقاً
- و قد صافحْتُها حُمراً ثِقالا
- و سَفرٍ يحسَبون البَرَّ سَفراً
- يُصافحُهم إذا ما السيرُ طَالا
- إذا أَنِسُوا بِطَيَّاتِ القَوافي
- بسيفِ الدولة ِ ابتدَرت عِجالا
- يقودُهُمُ إليه ضِياءُ بِشرٍ
- كأنَّ ضِياءَه بَرْقٌ تَلالا
- و عَرْفُ شَمائلٍ كالمِسكِ يَثنِي
- أزمَّتَهم يميناًأو شِمالا
- أغرُّإذا الحيا لم يُحْيِ أرضاً
- رأيتَ نَوالَه يُحيي الرِّجالا
- و أغلبُ لا تُغالبُه الليالي
- إذا صالَتْ حوادثُهاوَ صَالا
- يُذِيلُ تِلادَهفيصونُ عِرضاً
- أبَتْ غُرُّ المكارمِ أن يُزالا
- و يجعلُ بِشرَه يَذِرُ الأعادي
- فيبعَثُه جَنوباًأو شَمالا
- و لم يُنذِرهُمُ مِقَة ًو لكنْ
- ترفَّعَ أن يصيبَهمُ اغتِيَالا
- يُواصلُهمو ما اشتاقَت إليه
- نفوسُهُمُ ولا سألوا الوِصالا
- بأرعنَ لا تَرى البيداءُ فيه
- إذا ما سَدَّ خَلَّتَها اختِلاَلا
- يَسُدُّ الجوَّ قسطلُه غُباراً
- و يُطفي الشمسَ رونقُه صِقالا
- بِأُسْدٍ لا تَحِيدُ عن المَنايا
- إذا اعتقَلَت قَنا الخطِّ اعتِقالا
- إذا رَكَزَته كانَ لها عَريناً ؛
- و إن حَمَلَته كان له ظِلالا
- و خيلٍ كالوُعولِإذا تراءَت
- رأيتَ قُرونَها السُّمْرَ الطِّوالا
- لها كَرٌّ مَحا الأوضاحَ منها
- و خاطَ من العَجاجِ لها جِلالا
- و خَوضُ دمٍإذا جفَّت أعالي
- قَوائِمهاأتاحَ لها بَلالا
- لَبِسنَ على الحُجولِ به حُجولاً
- و زِدنَ على النِّعالِ به نِعالا
- و ذابلة ٍ كأنَّ الزَّهرَ غَضَا
- على أطرافِهنَّأو الذُّبالا
- لها في كلِّ سالفة ٍ ونَحرٍ
- عِثارُ تَعمٌّدٍ لن يُستَقالا
- فمِن مُبدٍ بِهِزَّتِه انتِشاءً
- و من مُبدٍ بخَطرتِهِ اختِيالا
- و أزرقَ كالشِّهابِإذا حَناه
- دِراكُ الطَّعنِ غادَرَه هِلالا
- رأيتُ عُلا بني حَمدانَ طالَت
- فآلت بَرَّة ً أَن لَن تُنالا
- ملوكٌ لا يَمَلُّون العَطايا
- و لا يأبَون في الرَّوعِ النِّزالا
- فَسَيلُ جَحافلٍ يُفني الأعادي ؛
- و سيلُ مَواهبٍ يُغني السُّؤَالا
- أُولَئِك مَعشَرٌ عَلِقَت يميني
- بحبلهِمُفألقَيتُ الحِبالا
- إذا راحُوا بمعركة ٍ خُصوماً
- سمعتُ لبِيضِهِم فيها جِدالا
- فإن عدُّوا الأكابرَ من عَدِيٍّ
- حَسِبتُهُمُ يعُدُّون الجِبالا
- مَدَحناهم فلم نُدرِك بمدحٍ
- مآثرَهمو لم نَترُك مَقالا
المزيد...
العصور الأدبيه