الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أمَّا الخيالُفما يَغُبُّ طُروقا >>
قصائدالسري الرفاء
أمَّا الخيالُفما يَغُبُّ طُروقا
السري الرفاء
- أمَّا الخيالُفما يَغُبُّ طُروقا
- يَدنو بوصلِكَ شائقاً ومَشُوقا
- وفّى فحقَّقَ لي الوَفاءَو لم يَزَلْ
- خِدْنُ الصَّبابَة ِ بالوفاءِ حَقيقا
- و مضىو قد منعَ الجُفونَ خُفوقَها
- قَلبٌ لذكرِكَ لا يَقَرُّ خُفُوقا
- هل عهْدُنا بِلِوَى الشَّقيقَة ِ راجعٌ
- فيعودَ لي فيه الوِصالُ شَقيقا
- أيامَ وَصلُكَ في الصَّبابَة ِ مَجْهلاً
- لا يَعرِفُ السُّلوانُ فيه طريقا
- أَهْوَى أنيقَ الحُسْنِ مُقتَبِلَ الصِّبا
- وَ أَزُورُ مُخضَرَّ الجَنابِ أَنيقا
- راحَ الغَمامُ به صَفيقاً ثوبُه
- و غدا به ثوبُ النَّسيمِ رَقيقا
- هِيَ غَدرَة ٌ للدَّهرِ غادَرَتِ الهَوى
- بعدَ الوفاءِمكدَّراً مَطروقا
- لا ألحَظُ الأيامَ لَحظَة َ وامقٍ
- حتّى يُعيدَ زَمانَنا المَوموقا
- و رَكائبٌ يَخرُجْنَ مِنْ غَلَسِ الدُّجى
- مثلَ السِّهامِ مَرَقْنَ منه مُروقا
- و الفَجرُ مَصقولُ الرِّداءِ كأنَّه
- جِلبابُ خَوْدٍ أشبَعَتْهُ خَلُوقا
- أَغَمامَة ٌ بالشَّامِ شِمْنَ بُروقَها
- أَم شِمْنَ من بِشْرِ الأميرِ بُروقا
- مَلِكٌ تُسَهِّلُ بالسَّماحِ يمينُه
- حَزناًو تُوسِعُ بالصَّوارِمِ ضِيقا
- يَلقى النَّدى برقيقِ وَجْهٍ مُسفِرٍ
- فإذا التَقَى الجمعانِ عادَ صَفِيقا
- رَحْبُ المنازِلِ ما أقامَفإن سرَى
- في جَحْفَلٍ تَرَكَ الفَضاءَ مَضِيقا
- ما انفَكَّ يَطلُعُ بالحُتوفِ على العِدا
- صُبْحَاو يَطْرُقُ بالحِمامِ طُروقا
- فإذا جرى للمجدِ نالَ صَبوحَه
- سَبقاً ونالَ الناسُ منه غَبُوقا
- و إذا طمى بحرُ الكَريهَة ِ خاضَه
- فأماتَ مَنْ عاداه فيه غَريقا
- مَهْلاً عُداة َ الدِّينِإنَّ لخَصمِكُم
- خُلقاً بإرغامِ العدوِّ خَلِيقا
- أنذرتُكُم حامي الحَقيقَة ِ لا يَرى
- إلا لِمُرْهَفَة ِ السُّيوفِ حُقوقا
- سَدَّتْ عَزائِمُه الثُّغورَو حالفَتْ
- آراؤُه التَّسديدَ والتَّوفيقا
- و رمَى بِلادَ الرُّومِ بالعَزْمِ الذي
- مازالَ صُبحاً في الظَّلامِ فَتِيقا
- رَزَحَتْ مخائِلُ بأسِه في عارضٍ
- مُتأَلِّقٍ يَغْشى العُيونَ بَريقا
- جيشٌإذا لاقَى العدُوُّ صُدورَه
- لم تَلْقَ للأعجازِ منه لُحُوقا
- حُجِبَتْ له شَمْسُ النَّهارِو أشرَقَتْ
- شَمْسُ الحديدِ بجانِبَيْهِ شُروقا
- أخلى معاقِلَهم وحازَ نِهابَهُم
- قَسْراًو فَرَّقَ جَمْعَهُمْ تَفريقا
- فتضرَّجَتْ تلك البِطاحُ به دَماً
- و تضرَّمَتْ تلك الفِجاجُ حَريقا
- و ثَنَى الجِيادَ يَشُقُّ جَيْبَ عَجاجِها
- و مضَى السُّيوفَ فينثني مَشقوقا
- و الدَّهْرُ مُبتَسِمٌ يروقُ كأنَّما
- أبدى بطَلْعَتِهِ الثَّنايا الرُّوقا
- فَتْحٌ جَليلُ القَدْرِ زِيدَ به الهُدى
- بِرّاًكما زِيدَ الضَّلالُ عُقُوقا
- أَعَليُّكم نِعَمٍ مَنَحتَ جَليلَة ٍ
- مَنَحَتْكَ مَعنى ً في الثَّناءِ دَقيقا
- و نَدى ً رفَعْتَ به لِحَيَّيْ تَغْلِبٍ
- شَرَفاً أنافَفعانقَ العَيُّوقا
- فاسلَم لمَكْرُمَة ٍ شَغَلَتْ بحبِّها
- قلباً بحُبِّ المكرُماتِ عَلُوقا
- و تَمَلَّ مدحيإنه رَيحانَة ٌ
- نَفَحَتْفباشَرَها اللَّبيبُ طَليقا
- شَعْشَعْتُ منه اللَّفْظَ ثم نَظَمْتُه
- فكأَنَّما شعشعتُ منه رَحيقَا
- قد كان غُفْلاً قبلَ جُودِكَفَاغْتَدَى
- عَلَماً بجُودِكَ في الوَرى مَرْمُوقا
المزيد...
العصور الأدبيه