الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> ألا غَادِها مُخطِئاًأو مُصِيباً >>
قصائدالسري الرفاء
ألا غَادِها مُخطِئاًأو مُصِيباً
السري الرفاء
- ألا غَادِها مُخطِئاًأو مُصِيباً
- و سِرْ نحوَها داعياً أو مجيبا
- و خذْ لَهَباً حَرُّه في غدٍ
- إذا الحَرُّ قارنَ يوماً لَهِيبا
- دعانا الخريفُ إلى مَوْطِنٍ
- يفوقُ المواطنَ حُسناً وطِيبا
- و قد جُمِعَ الحُسْنُ في روضة ٍ
- و فرَّقَ دِجلة ُ فيه شُعوبا
- وَ مُطَرِبٍ وشيُ أبرادِه
- يُضاحكُ وَشْيَ النِّجادِ القَشيبا
- نُشيِّدُهُ إن نزلنا ضُحى ً
- و نَهدِمُه إن رحلْنا الغُروبا
- كأنَّا ارتبَطنا بهِ نافراً
- من الخيلِ يُفرِقُ شخصاً مَهيبا
- فبِتْناو بات نسيمُ الصَّبا
- يُدَرِّجُ في جَانبيه الكَتِيبا
- يكادُ على ضُعفِ أنفاسِه
- يُطيرُ على الشَّربِ تلك الشُّروبا
- و قد حجبَ الأرضَ ريحانُنا
- فلم يَبْقَ للعينِ منها نَصيبا
- كأنَّا على صفحَتيْ لُجَّة ٍ
- تُلاقي الشَّمالُ عليها الجَنوبا
- فمن طَرَبٍ يستفزُّ النُّهى ؛
- و من أدبٍ يَستَرِقُّ القُلوبا
- و ساقٍ يقابلُ إبريقَه
- كما قابل الظَّبيُ ظبياً رَبِيبا
- يطوفُ علينا بِشمسِيَّة ٍ
- يروعُ بها الشمسَحتى تغيبا
- و ينشُرُ صيَّادُنا حولَنا
- لُباباً من الصيدِ يُرضي اللَّبيبا
- سَبابيطَ تُخبِرُ أجسامُها
- بأنْ قد رَعَيْنَ جَناباً خَصيبا
- نَواعمَ لو أنها باشرَتْ
- هواءً لأحدثَ فيها نُدوبا
- فلولا الدروعُ التي قُدِّرَت
- لأبدانِها أوشكَتْ أن تَذُوبا
- وَ تُبْعَثُ للبرِّ وحشيَّة ٌ
- تسوقُ إلى الوحشِ يوماً عَصيباً
- مُؤدبة ٌ يُرتَضى فعلُها
- و لم نرَ ليثاً سِواها أديبا
- و تُركيَّة ُ الوَجهِ تُبدي لنا
- إخاءً فصيحاً ووجهاً جَلِيبا
- تُعانِقُ إن وثَبتْ صيدَها
- عناقَ المحبِّ يُلاقي حبيبا
- طِراداً صحيحاً وخُلْفاً صَبيحاً
- و وَثباً مليحاً وأمراً عَجيبا
- فقَد ملَكتْ وُدَّ أربابِها
- فكلٌّ يخافُ عليها شَعوبا
- و للماءِ من حولِنا ضَجَّة ٌ
- إنِ الماءُ كافحَ تلك العُروبا
- جبالٌ تؤلِّفُها حِكمة ٌ
- فتَحبو البحارَ بها لا السُّهوبا
- تُقابِلنا في قميصِ الدُّجى
- إذا الأفقُ أصبحَ منه سَليبا
- حيازيمُها الدَّهرَ منصوبة ً
- تُعانِقُ للماءِ وَفْداً غَريبا
- عَجِبْتُ لها شاحباتِ الخدودِ
- لم يُذهِبِ السَّرْيُ عنها الشُّحوبا
- إذا ما همَمْنا بِغِشْيَانِها
- رَكِبْنا لها وَلَداً أو نسيبا
- تُغّنِّي السُّكورُ لنا بينَها
- غناءً تشُقُّ عليه الجُيوبا
- يُجاورُها كلُّ ساعٍ يَرى
- و إن جدَّ في السَّيرِمنها قَريبا
- خَليُّ الفؤادِو لكنَّه
- يَحِنُّ فيُشجي الفُؤادَ الطَّروبا
- فيا حبَّذا الديرُ من منزلٍ
- هَصَرْنا به العيشَ غضّاً رطيبا
- إذا ما استَحَمْنا به نزهة ً
- حمَتْنا بدائعُه أن نَخيبا
المزيد...
العصور الأدبيه