الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أقولُ لحنَّانِ العَشيِّ المُغَرَّدِ >>
قصائدالسري الرفاء
أقولُ لحنَّانِ العَشيِّ المُغَرَّدِ
السري الرفاء
- أقولُ لحنَّانِ العَشيِّ المُغَرَّدِ
- يهُزُّ صفيحَ البارقِ المتوقِّدِ
- تَبَسَّمَ عن رَيِّ البلادِ حَبيُّه
- و لم يبتسمْ إلا لإنجازِ مَوْعِدِ
- على الشَّرَفِ المعمورِ بالعَمْرِفالرُّبا
- فتلكَ الثَّنايافالطريقِ المعبَّدِ
- فسُودِ اللَّيالي من بَنِيَّة ِ جَعْفَرٍ
- فَدِمنَة ِ آثارِ الخليفة ِ أحمدِ
- بِصَفحَة ِ مصقولِ الأديمِكأنَّما
- سَفائِنُهُ رُبْدُ النَّعامِ المُشرَّدِ
- شَوائِلُ أذنابٍ يُخَيَّلُ أنَّها
- عَقارِبُ دَبَّتْ فَوقَ صَرْحٍ مُمَرَّدِ
- فمَشهَدُ عمروٍ حيثُ يُلْعَنُ ظالِمٌ
- و تَبْكي على المظلومِ آلُ محمَّدِ
- مَحلُّ الهَوى العُذريِّ في غَيرِ حِلَّة ٍ
- و عَهْدُ الشَّبابِ الغَضِّ في غَيرِ مَعهدِ
- مَضَت نَومَة ُ التَّعريسِ في ظلِّ أمنِهِ
- و أعقبَها ليلُ السَّليمِ المُسَهَّدِ
- أمُجُّ له العَذْبَ النَّميرَكأنَّه
- مُجاجة ُ مُحمَرِّ الحماليقِ أسوَدِ
- و لا وَصْلَ إلا أن أروحَ مُغَرِّراً
- بأدهمَ في تَيَّارِ أخضرَ مُزبِدِ
- إذا ما أَهَلَّ الرَّكْبُ فيه جَرَى لَهُم
- على سَنَنٍ كالمَشرَفيِّ المُجرَّدِ
- إذا ما ارتدَى اللَّيلَ البَهيمَفإنَّني
- بلَيْلَينِ منه والدُّجُنَّة ِ مُرتَدي
- أرى بلداً يشكو منَ الماءِ مثلَ ما
- شَكا الغِمْدُ من حَدِّ الحُسامِ المُهَنَّدِ
- تَحيفَ غَربيَّ القصورِ كأنَّما
- رُمينَ على الأيَّامِ منه بمِبرَدِ
- مُكَفَّرَة ُ الجُدرانِ للمَدِّ لا تَني
- تَخُرُّ عليه من رُكوع وسُجَّدِ
- و عَهْدي بها مثلُ الفَراقدِ تُنْتَضى
- ذَوائِبُها ما بينَ نَسْرٍ وفَرقَدِ
- بقيَّة ُ أبشارِ البناءِ كأنما
- تَصوغُ لها الآصالُ تِيجانَ عَسجَدِ
- فيا سطوة َ الأيَّامِ عُودي لسِلْمِها
- كما كنتِ قبلَ اليومِ مَغلولة َ اليَدِ
- و يا جانِبَيْها بالمُناخِ سُقيتُما
- بأعذبَ ممَّا يُسقَيانِ وأبرَدِ
- و يا ديْرَها الشَّرقيَّ لازالَ رائحٌ
- يَحُلُّ عُقودَ المُزنِ فيكَ ويَغتدي
- مَوارِدُ لَهْوٍ صَفَّقَتْ في ظِلالِها
- مَوارِدُ من ماءِ الكرومِ مُوَرَّدِ
- عليلَة ُ أنفاسِ الرِّياحِكأنَّما
- يُعَلُّ بماءِ الوَرْدِ نَرجِسُها النَّدي
- يَشُقُّ جيوبَ الوَرْدِ في شَجَرَاتِها
- نَسيمٌ متى يَنْظُرْ إلى الماءِ يَبرُدِ
- و ملعَبُ إفرِنْدِيَّة ِ الرَّوْضِ يَعْتَلي
- عليه خَلوقيُّ البِناءِ المُشَيَّدِ
- صوامعُ في سَروٍ أنافَ كأَنها
- قِبابُ عقيقٍ في قِبابِ زَبَرْجَدِ
المزيد...
العصور الأدبيه