الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الخالديان >> .....مُطَرِّبُ الصُّبح هَيَّجَ الطَّرَبا >>
قصائدالخالديان
.....مُطَرِّبُ الصُّبح هَيَّجَ الطَّرَبا
الخالديان
- .....مُطَرِّبُ الصُّبح هَيَّجَ الطَّرَبا
- لَمَّا قَضى اللَّيْلُ نَحْبَهُ انْتَحَبا
- مُغَرِّدٌ تَابَعَ الصِّياحَ فَما
- نَدْرِي رِضاً كانَ ذاك أمْ غَضَبا
- ما تُنكِرُ الطَّيرُ أنَّهِ ملِكٌ
- لها فبِالتَّاج راحَ مُعتَصِبَا
- طَوى الظَّلامِ البُنودَ مُنصرِفاً
- حِينَ رأى الفجرَ يَنْشُرُ العَذَبا
- واللَّيلُ مِنْ فَتكَة ِ الصَّباحِ بهِ
- كَراهبٍ شقَّ جَيبَهُ طَربا
- فَبَاكِرِ الخَمْرة الَّتي تَرَكَتْ
- بَنَانَ كَفِّ المُديرِ مُخْتَضَبَا
- كَأنَّما صَبَّ في الزُّجاجَة ِ، مِنْ
- لُطْفٍ وَمِنْ رِقَّة ٍ نَسِيمَ، صَبَا
- وليسَ نارُ الهموم خامدة ً
- إلاَّ بنور الكؤوس مُلتهبا
- يظَّلُّ زِقُّ المدام مِمتهناً
- سَحْباً وذَيلُ المُجونِ مُنْسَحِبَا
- وَمُقْعَدٍ لا حَرَاكَ يُنْهِضُه
- وهو على أَرْبَعٍ قَدِ انتصَبَا
- مُصَفَّرٍ مُحرِقٍ تَنَفُّسه
- تَخَالُهُ العَيْنُ عاشِقاً وَصِبَا
- إذا نَظَمْنا في جِيده سَبَجاً
- صَيَّرهُ بعد سَاعة ٍ ذَهَبا
- فما خبتْ نارُنا ولا وَقفتْ
- خُيُولُ لَهْوٍ جَرَتْ بِنا خَبَبا
- وسَاحِرِ الطَّرفِ لا نِقاب له
- إذ كان بالجلَّنار مُنتقِبا
- جَنيتُ مِنْ ثغْره ووَجْنَتهِ
- بِلَحْظِ عَيْنَيَّ زَهْرَة ً عَجَبا
- شقائِقاً مُذهباً يُرى خجلا
- وأقحواناً مفضَّضاً شَنَبا
- حتى إذا ما انْتَشى ونَشْوَتُهُ
- قَدْ سَهَّلَتْ منهُ كلَّ ما صَعُبا
- غلبْتُ صحْبي عليه مُنفرداً
- به، وهل فاز غيرُ مَنْ غلبا
- أرشُفُ ريقاً عذبَ اللَّمى خَصِراً
- كأَنَّ فيه الضَّريبَ والضَّرَبا
المزيد...
العصور الأدبيه