الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الخالديان >> ما هو عَبدٌ لكنَّه ولدُ >>
قصائدالخالديان
ما هو عَبدٌ لكنَّه ولدُ
الخالديان
- ما هو عَبدٌ لكنَّه ولدُ
- خَوَّلنيهِ المُهَيْمِنُ الصَّمَدُ
- وشَدَّ أَزري بحسن صُحْبَتِهِ
- فهو يدي والذراعُ والعَضُدُ
- صغيرُ سِنٍّ كَبيرٌ مَعْرِفَة ٍ
- تمازج الضَّعْفُ فيه والجَلَدُ
- في سنّ بدر الدجى وصورته،
- فمثله يُصْطَفَى ويفتقدُ
- مُعَشّق الطرف كُحْلُهُ كَحَلٌ
- معطّلُ الجيد حليه جَيَدُ
- وورد خَدَّيْهِ والشقائق والتُّـ
- ـفّاح والجلّنار منتضد
- رياضُ حسن زواهرٌ أَبداً
- فيهنّ ماء النّعيم يَطَّرِدُ
- وَغُصْنُ بانٍ إِذا بَدَا؛ وإذا
- شَدَا فَقُمْريُّ بانة ٍ غَرِدُ
- ثَقَّفَهُ كيْسُهُ فلا عِوجٌ
- في بَعْضِ أَخْلاقِهِ ولا أَوَدُ
- أُنسي ولهوي وكلّ مأْربتي
- مجتمع فيه ومُنْفَرِدُ
- ظريف مزح، مليح نادرة
- جوهر حسنٍ، شراره يقد
- ما غاظني ساعة فلا صَخَبٌ
- يمرُّ في منزلي ولا حَرَدُ
- مسامري إن دجا الظلام فلي
- منه حديثٌ كأنَّه الشَّهَدُ
- مبارك الوجه مذ حظيتُ به
- بالي رخيٌّ وعيشتي رَغَدُ
- خازنُ ما في يدي وحافظه
- فلي شَيءٌ لديّ يفتقدُ
- يَصُونُ كتبي فكلّها حسَنٌ
- يطوي ثيابي فكلُّها جددُ
- وحاجبي فالخفيف محتبسٌ
- عندي به والثقيل مطردُ
- وصيفيّ القريض، وازن ديـ
- ـنار المعاني الجياد، منتقدُ
- ويعرف الشّعر مثل معرفتي
- وهو على أَن يزيد مجتهدُ
- وحافظ الدّار إن ركبتُ فما
- على غلامٍ سواه أعتمدُ
- ومنفق مشفق إذا أنا أسـ
- ـرفتُ وبذّرتُ فهو مقتصدُ
- وأبصر الناس بالطَّبيخ فكالـ
- ـمسك القلايا والعنبر الثرد
- وهو يدير المدام إن جليت
- عروس دنّ نقابها الزّبدُ
- تمنح كأسي يدٌ أَنامِلُها
- تنحلُّ من لينها وتنعقدُ
- وكاتب توجد البلاغة في
- ألفاظه والصَّواب والرَّشَدُ
- وواجدٌ لي من المحبّة والـ
- ـرَّأْفة أَضعاف ما به أَجِدُ
- إِذا ابتسمتُ فهو مبتهجٌ
- وإن تَنَمَّرْتُ فه مُرْتَعِدُ
- ذا بعضُ أَوصافه وقد بَقيتْ
- له صِفاتٌ لم يَحْوِها العَدَدُ
المزيد...
العصور الأدبيه