الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البوصيري >> يا رَبِّ صَلِّ عَلَى المُخْتارِ مِنْ مُضَرٍ >>
قصائدالبوصيري
يا رَبِّ صَلِّ عَلَى المُخْتارِ مِنْ مُضَرٍ
البوصيري
- يا رَبِّ صَلِّ عَلَى المُخْتارِ مِنْ مُضَرٍ
- وَالأنْبِيا وجَميعِ الرُّسْلِ مَا ذُكِروا
- وصلِّ ربِّ على الهادي وشيعتهِ
- وَصَحْبِهِ مَنْ لِطَيِّ الدِّين قد نَشَروا
- وجاهدوا معهُ في الله واجتهدوا
- وهاجِرُوا ولَهُ آوَوْا وقدْ نَصَروا
- وبينوا الفرضَ والمسنونَ واعتصبوا
- لله وَاعْتَصَمُوا بالله وانتَصَرُوا
- أَزْكَى صَلاة وأنْماها وأَشْرَفَها
- يُعَطِّرُ الكَوْنَ رَيَّا نَشْرِها العَطِرُ
- مفتوقة ً بعبيرِ المسكطِ زاكية ً
- مِنْ طِيبِهَا أَرَجُ الرِّضْوانِ يَنْتَشِرُ
- عدَّ الحصى والثرى والرملِ يتبعها
- نجمُ السماءِ ونبتُ الأرضِ والمدرُ
- وَعَدَّ ما حَوَتِ الأشْجَارُ مِنْ وَرَقٍ
- وكلِّ حرفٍ غدا يتلى ويستطرُ
- وعَدَّ وزنٍ مثاقيلِ الجبالِ كذا
- يليهِ قطرُ جميع الماءِ والمطرِ
- وَالطَّيْرِ وَالوَحْشِ والأسْماكِ مَعْ نَعَمٍ
- يتلوهم الجنُّ والأملاكُ والبشرُ
- والذرُّ والنملُّ مع جمع الحبوبِ كذا
- والشَّعْرُ والصُّوفُ والأرْياشُ والوَبَرُ
- وما أحاط بع العلمُ المحيطُ وما
- جَرَى بِهِ القَلمُ المَأْمُونُ وَالقَدَرُ
- وعَدَّ نَعْمائِكَ الَّلاتِي مَنَنْتَ بها
- على الخلائقِ مذ كانوا ومذ حشروا
- وعَدَّ مِقْدارِهِ السَّامي الذِي شَرُفَتْ
- به النبييونَوالأملاكُ وافتخروا
- وعَدَّ ما كانَ في الأكوانِ يا سَنَدي
- وما يَكونُ إلى أنْ تُبعَثَ الصُّوَرُ
- في كُلِّ طَرْفَة ِ عَيْنٍ يَطْرِفُونَ بها
- أهْلُ السَّمَواتِ والأرضِينَ أوْ يَذَروا
- ملء السموات والأرضين مع جبلٍ
- والفَرْشِ والعَرْش والكُرسِي ومَا حَصَروا
- ماأعدمَ اللهُ موجوداً وأوجد معـ
- ـدُوماً صَلاة ً دَوَاماً ليْسَ تَنْحَصِرُ
- تَسْتَغْرِقُ العدَّ مَعْ جَمْعِ الدُّهُورِ كما
- يُحِيطُ بالحَدِّ لا تُبْقِي ولا تَذَرُ
- لا غاية ً وانتِهاءً يا عَظيمُ لهَا
- ولا لها أمَدٌ يُقْضَى وَيُنْتَظرُ
- مع السلامِ كما قد مرَّ من عدد
- رَبَا وضاعَفَها والفَضْلُ مُنْتَشرُ
- وَعَدَّ أضعَاف مَا قَدْ مَرَّ مِنْ عَدَدٍ
- مَعْ ضِعْفِ أضْعافِهِ يا مَنْ لَهُ القَدَرُ
- كمَا تحبُّ وترضى سيِّدي وكَمَا
- أمرتَنا أنْ نصلِّى أنْتَ مقتدِرُ
- وَكُلُّ ذلكَ مَضْرُوبٌ بِحَقِّكَ في
- أنْفَاسِ خَلْقِكَ إن قَلُّوا وَإن كَثُروا
- ياربِّ واغفر لتاليها وسامعها
- والمرسلينَ جميعاً أينما حضروا
- ووالدينا وأهلينا وجيرتنا
- وكُلُّنا سَيِّدي للْعَفْو مُفْتَقِرُ
- وقدأتتْ بذنوبٍ لاعداد لها
- لكِنَّ عَفْوَكَ لا يُبْقي وَلا يَذَرُ
- والهمُّ عن كلِّ ماأبغيهِ أشغلني
- وقَد أتَى خاضِعاً والقَلْبُ مُنْكَسِرُ
- أرجوكَ ياربِّ في الدارينِ ترحمنا
- بجاهِ من في يديهِ سبَّحَ الحجرُ
- ياربِّ أعظمْ لنا أجراً ومغفرة ً
- لأن جودكَ بحرٌ ليس ينحصرُ
- وكُنْ لَطيفاً بِنَا في كُلِّ نَازِلَة ٍ
- لطفاً جميلاً به الأهوالُ تنحسرُ
- بالمُصطفى المُجْتَبَى خَيْرِ الأنامِ ومَنْ
- جلالة ً نزلتْ في مدحهِ السُّورُ
- ثُمَّ الصَّلاة ُ عَلَى المُخْتارِ ما طَلَعَتْ
- شمسُ النهارِ وما قد شعشعَ القمرُ
- ثمَّ الرِّضَا عَنْ أبي بكْرٍ خَلِيفَتِهِ
- مَنْ قامَ مِنْ بعْدِهِ لِلدِّينِ يَنْتَصِرُ
- وعن أبي حفصٍ الفاروقِ صاحبهِ
- مَنْ قَوْلُهُ الفَصْلُ في أحْكامِهِ عُمَرُ
- وجُدْلعثمانَ ذي النورين من كملتْ
- له المحاسنُ في الدارين والظفرُ
- كذا عليٍّ مع ابنيهِ وأمهما
- أهْلِ العَبَاءِ كما قدْ جَاءَنا الخَبَرُ
- سَعْدٌ سعِيدُ بْنُ عَوفٍ طَلْحَة ٌ وأبُو
- عُبَيْدة َ وزُبيْرٌ سادَة ٌ غُرَرُ
- والآلِ والصحبِ والأتباعِ قاطبة ً
- ما جَنَّ لَيْلُ الدَّياجي أوْ بَدَا السَّحَرُ
المزيد...
العصور الأدبيه