الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البوصيري >> يا أيها المَوْلَى الوزِيرُ الذي >>
قصائدالبوصيري
يا أيها المَوْلَى الوزِيرُ الذي
البوصيري
- يا أيها المَوْلَى الوزِيرُ الذي
- أيَّامه طائعة ٌ أمرهْ
- ومنْ لهُ منزلة ٌ في العلا
- تَكِلُّ عَنْ أوْصافِها الفِكْرَه
- أخلاقكَ الغرُّ دعتنا إلى الـ
- ـإدلاءِ في القولِ على غرهْ
- إذْ لمْ تَزَلْ تَصْفَحُ عَمَّنْ جَنى
- وتُؤْثِرُ العَفْوَ مَعَ القُدْرَهْ
- حتى لقد يَخْفَى على الناسِ ما
- تُحبُّ مِنْ أمرٍ وما تَكْرَهْ
- إليكَ نَشْكُو حالَنا إننا
- عائلة ٌ في غاية ِ الكَثْرَهْ
- أُحدِّثُ الموْلَي الحديثَ الذي
- جَرَى عليهم بالخيطِ والإبرَه
- صاموا مع الناس ولكنَّهمْ
- كانوا لَمِنْ يبصرُهم عِبرَه
- إن شَربوا فالبِئْرُ زِيرٌ لهُمْ
- ما بَرِحَتْ والشَّرْبَة ُ الجَرَّه
- لهم من الخبيزِ مسلوقة ٌ
- في كل يومٍ تشبهُ النشرَه
- أقولُ مهما اجتمعوا حولها
- تنزَّهوا في الماءِ والخضره
- وأقبلَ العيدُ وما عندهم
- قمحٌ ولا خبزٌ ولا فطره
- فارْحَمْهُم إنْ أبْصَرُوا كَعْكَة ً
- في يدِ طفلٍ أو رأوا تَمْرَه
- تشخصُ أبصارُهم نحوها
- بشهقة ٍ تتبعُها زفرَه
- فكم أقاسي منهمُ لوعة ً
- وكم أقاسي منهمُ حسره
- كم قائلٍ يا أبَتا منهمُ
- قَطَعْتَ عَنَّا الخُبْزَ في كَرَّه
- ما صِرْتَ تأتينا بفلس ولا
- بِدِرْهَمٍ وَرِقٍ وَلا نُقْرَه
- وَأنتَ في خِدْمَة ِ قَوْمٍ فَهَلْ
- تخدمهمْ يا أبتا سُخرهْ
- ياخيبة َ المسعى إذا لم يكن
- يَجْري لنا أَجْرٌ وَلا أُجْرَه
- لقد تعجبتُ لها فطنة ً
- أتى بها الطِّفْلُ بلا جَرَّه
- وَكيف يَخْلُوا الطَّفْلُ مِنْ فِطْنَة ٍ
- وكلُّ مولودٍ عَلَى الفِطْرَه
- ويومَ زارتْ أمهمْ أختها
- والأختُ في الغيرة ِ كالضَّرَّهْ
- وأقبلتْ تشكو لها حالها
- وصبرها مني على العسره
- قالت لها كيفَ تكونُ النسا
- كذا معَ الأزواجِ يا غِرَّهْ
- قُومِي اطْلبي حَقَّكِ منه بِلا
- تَخَلفٍ منكِ ولا فَترَه
- وإنْ تَأَبَّى فخُذي ذَقْنَهُ
- ثمَّ انتفيها شعرة ً شعره
- قالت لها ما عادتي هكذا
- فإنَّ زوجي عنده ضجره
- أخافُ إن كلمتهُ كلمة ً
- طَلَّقَني قالتْ لها: بَعْرَه
- فهونَتْ قدري في نفسها
- فجاءت الزوجة ُ مُحْتَرَّه
- فاستقبلتني فتهددتها
- فاستقبلتْ رأسي بآجرَّه
- وباتت الفتنة ُ ما بيننا
- مِنْ أوَّلِ اللَّيْلِ إلى بُكْرَه
- وما رأى العبدُ له مخلصاً
- إلاَّ وما في عَيْنِهِ قَطْرَه
- فَحَقُّ مَنْ حالَتُهُ هذِهِ
- أَنْ يَنْظُرَ المَوْلى لهُ نظْرَه
المزيد...
العصور الأدبيه