الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البوصيري >> وهوَ الذي منْ بعدِ يحيى جاءهم >>
قصائدالبوصيري
وهوَ الذي منْ بعدِ يحيى جاءهم
البوصيري
- وهوَ الذي منْ بعدِ يحيى جاءهم
- إذْ كانَ يَحيَى لِلْمَسِيحِ رَسيلا
- وَسَلُوا الزَّبور فإنَّ فيه الآن مِنْ
- فصلِ الخطابِ أوامراً وفصولا
- فهوَ الذي نَعَتَ الزَّبورُ مُقَلَّداً
- ذا شفرتينِ من السيوفِ صقيلا
- قُرنتْ بهيبتهِ شريعة ُ دينهِ
- فأراك أخذَ الكافرينَ وبيلا
- فاضتْ على شفتيهِ رحمة ُ ربهِ
- فاستشفِ من تلكَ الشفاهِ عليلا
- وَلِغالِبٍ مِنْ حَمْدِهِ وَبَهَائِهِ
- مَلأَ الأَعادِي ذِلَّة ً وخُمولا
- في أمة ٍ خُصَّتْ بكل كرامة ٍ
- وتفيأتْ ظلَّ الصّلاحِ ظليلا
- وَعَلَى مَضاجِعِهِمْ وكلِّ ثَنِيَّة ٍ
- كلٌّ يُسِرُّ وَيُعْلِنُ التَّهْلِيلا
- رُهبانُ ليلٍ أسدُ حربٍ لم تلجْ
- إلاَّ القنا يومَ الكريهة ِ غيلا
- كم غادَروا الملك الجليلَ مُقَيَّداً
- والقَرْمَ مِنْ أشْرافِهمْ مَغْلولا
- فالله مُنْتَقِمٌ بهمْ مِنْ كلِّ مَنْ
- يَبْغي عَلَى الحَقِّ المُبينِ عُدُولاَ
- أعجبتَ من ملكٍ رأيتَ مقيداً
- وَشَرِيفِ قَوْمٍ عِنْدَهمْ مَغلولا
- خَضَعَتْ مُلوكُ الأرضِ طائِعَة ً لَهُ
- وغَدا به قرْبانُهُمْ مَقْبُولا
- مازال للمستضعفينَ مؤازراً
- وأُولِي الصَّلاَحِ وَلِلعُفاة ِ بَذُولا
- لم يدعهُ ذو فاقة ٍ وضرورة ٍ
- إلاَّ ونالَ بجودهِ المأمولا
- ذاكَ الذِي لم يَدْعُهُ ذُو فاقَة ٍ
- إلاَّ وكانَ لهُ الزَّمانُ مُنِيلا
- تَبْقَى الصَّلاة ُ عليهِ دائِمَة ً فَخُذْ
- وَصْفَ النبيِّ مِنَ الزَّبُورِ مَقُولا
المزيد...
العصور الأدبيه