الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البوصيري >> اليَوْمَ قد حَكَم الهَوَى بالمَعْدَلَهْ >>
قصائدالبوصيري
اليَوْمَ قد حَكَم الهَوَى بالمَعْدَلَهْ
البوصيري
- اليَوْمَ قد حَكَم الهَوَى بالمَعْدَلَهْ
- وأراحَ قلبي من مكابدة الوَلَهْ
- وتَبَدَّلتْ مني الصبابة ُ سلوة ً
- صينتْ بها عبراتي المتبذلهْ
- مالي وللعشاقِ أتبعُ منهمُ
- أُمماً تَضِلُّ عن الرشادِ مضلَّلَهْ
- مِنْ كُلِّ مَنْ يَشْكو جِنايَة َ نَفْسِهِ
- ويرومُ من أحبابهِ ماليس لهْ
- إني امرؤٌ أعطى السُّلُوَّ قيادهُ
- وأراحَ مِنْ تعبِ الملامة ِ عُذَّلهْ
- ودعا جميلُ ابن الزُّبيرِ مديحهُ
- فأطاعهُ وعصى الهوى وتغزلهْ
- مولى ً حظِّى بعدَ نقصانٍ فكمْ
- من عائدٍ لي من نداهُ ومنْ صِلَهْ
- وَجَبَتْ عليَّ لهُ حُقُوقٌ لَمْ أقُمْ
- منها بماضِية ٍ ولا مُسْتَقْبَلَه
- لاأستطيعُ جحودها ،وشهودها
- عندي بما أولتْ يداهُ مُعَدَّلهْ
- ما طالَ صَمْتُ مَدائِحي عَنْ مَجْدِهِ
- إلا لأنَّ صلاتهِ مسترسلهْ
- فمتى هَمَمْتُ بشُكْرِ سالفِ نِعْمَة ٍ
- ألفيتُ سالفتي بأخرى مثقلهْ
- مَنْ مِثْلُ زَيْنِ الدِّينِ يَعْقُوبَ الذي
- أضحتْ به رُتَبُ الفخارِ مؤثلهْ
- عَمَّ الخَلائِقَ جُودُهُ فكأَنَّما
- يدهُ بأرزاقِ الورى متكفِّلهْ
- حكمتْ أناملها له بالرفعِ منْ
- أفعالِهِ الحُسنى بِخَمْسَة ِ أَمْثِلَهْ
- وأَحَلَّهُ الشَّرَفَ الرَّفِيعَ ذَكَاؤُهُ
- فرأيتُ منه عطارداً في السنبلهْ
- سَلْ عنه وَاسْأَلْ عَنْ أبيهِ وجَدِّهِ
- تَسْمَعْ أحاديثَ الكرام مُسَلْسَلَهْ
- إنْ صالَ كانَ الليثُ منهُ شَعْرَة ً
- أو جادَ كان البحرُ منه أنملهْ
- كم أظهرتْ أقلامهُ من معجزٍ
- لِلطِّرْسِ لَمَّا أنْ رَأَتْهُ مُرْسَلَهْ
- ملأتْبإملاءِ الخواطرِ كتبهُ
- حِكَماً عَلَى وفْقِ الصَّوابِ مُنَزَّلَهْ
- وَبَدَتْ فَواصِلُهُ خِلالَ سُطُورِها
- تُهدى لقارئها العقودَ مفصَّلهْ
- ما صانها نقصُ الكمالِ ولم تَفتْ
- في الحُسنِ بسملة ُ الكتابِ الحمد لهْ
- قد أغْنَتِ الفُقرَاءَ وافْتَقَرَتْ لَهمْ
- هممُ الملوكِ فما تزالُ مؤملهْ
- مِنْ معشرٍ شرعوا المكارمَ والعُلى
- وتبوءوا من كلِّ مجدٍ أوَّلهْ
- آلُ الزُّبير المرتجى إسعادهمْ
- في كُلَّ نائِبَة ٍ تَنُوبُ وَمُعْضِلَهْ
- المكْثِرُونَ طَعامَهُمُ وَطِعانَهُمْ
- يَوْمَ النِّزالِ وَفي السِّنِينَ المُمْحِلَهْ
- قومٌ لكُلِّهمُ على كلِّ الورى
- أَبَداً يَدٌ مَرْهُوبَة ٌ ومُنَوِّلَهْ
- إن يسألوا كرماً وعلماً أعجزوا
- ببديعِ أجوبة ٍ لتلك الأسئلهْ
- أنفوا ذنوباً ودَّ كلُّ مُقبَّلٍ
- لو أنها حسناتهُ المتقبلهْ
- لولا مَناقِبُكُمْ لكانت هذه الدُّنـ
- ـيا مِنَ الذِّكْرِ الجِميلِ مُعَطَّلَهْ
المزيد...
العصور الأدبيه