الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> مثِّلْ لعينكَ خدراً في الحمى ضرباً >>
قصائدالبرعي
مثِّلْ لعينكَ خدراً في الحمى ضرباً
البرعي
- مثِّلْ لعينكَ خدراً في الحمى ضرباً
- و انشد فؤاداً مع الاحباب مغتربا
- و ابكِالمنازلَبعدَ الظاعنينَ دماً
- إنْ لمْترَ الدمعَ يقضي عنكَ ما وجبا
- و لا تلمْ في الهوى العذرى ِّ ذا شجنٍ
- في الغورِ هبَّ لهُ ريحُ الصَّبا فصبا
- إنْ حدثَ الركبُ عنْ نجدٍ بكى شجناً
- و إنْ رأى النارَ في نجدٍ بكى طربا
- و الورقُ ساجعة ٌ تغرى الغرامَ بهِ
- و البرقُ يلهبهُ وجداً إذا التهبا
- يودُّ لوْ أنَّ أيامَ الحمى َ رجعتْ
- و قلما ردَّ شيءٌّ بعدَ ما ذهبا
- فيا حويدَالمطايا ذا الكثيبُو ذا ال
- مرعى الخصيبُ فدعها ترتعي العذبا
- في روضة ٍ تجدْ ظلَّ النسيمِ بها
- نشوانَ ينثرُ منْ حبِّ الندى حببا
- و إنْ وردتْ بها ماءَ العذيبِ فقلْ
- سقى العذيبَ منَ الأمواهِ ما عذبا
- و خلِّ عنها إذا ارتاحتْ لرائحة ٍ
- منْ طيبِ طيبة َ أو ريَّا رياضِ قبا
- و إنْ وصلتَ بها بابَ السلامِ فقلْ
- مني السلامُ على أوفى الورى حسبا
- محمدٌ خيرُ منزولٍ بساحتهِ
- كهفُ الأراملِ والأيتامِ والغربا
- أغرُّ أرسلهُ الرحمنُ مرحمة ً
- للخلقِ بالحقِّ يهدي العجمَ والعربا
- نورُ الوجودِ تمامُ الوجدِ إنْ نزلتْ
- بهالوفودُ بسوحٍ ضيقٍ رحبا
- ملاذُ كلِّ صريخِ ما صدمتُ به
- خطباً فكلَّ ولا أستعطيتهُ فأبى
- تندى الغمامُ إذا استمطرتها مطراً
- و ابنُ العواتكِتندى كفهُ ذهبا
- و تسلبُ الشمسُ ثوبَ النورِ آفلة َ
- و نورُ أحمدَ شقَّ التربَ والشهبا
- إنَّ ابنَ عبدِ منافٍ شمسٌ قدِ ابتهجتْ
- لما رآها سنا أهلِ الضلالِ خبا
- كمْ عاندتهُ قريشٌ في نبوتهِ
- و كمْ أضافوا إليهِ السحرَ والكذبا
- و ضلة ً نبزوهُ بالجنونِ ولمْ
- يبقوا لأسمائهِ من ضدها لقبا
- حتى رماهمْ بجيشٍ لا كفاءَ لهُ
- يهدي إلى الملحدينَ الحربَ والحربا
- بيضُ المفارقِ والهيجاءُ مظلمة ٌ
- كأنهمْ في ظهورِ الخيلِ نبتُ ربا
- فيهمْ عتيقٌ وفاروقٌو صنوهما
- عثمانُ والحيدريالضاري إذا وثبا
- أئمة ٌ شرَّ فَ اللهُ الوجودَ بهمْ
- ساموا العلاَ فسموا فوقَ العلا رتباً
- و منْ نزارٍ وفرعى تغلبٍ عربٍ
- أربابُ سمرٍ وبيضٍ تلتظى لهبا
- الغائضي غمراتِ الموتِ متخذي
- هامَ الكماة ِ على أرماحهمْ عذبا
- الشاربي الموتَ صرفاً في الهياجِ فما
- يدرونَ طعناً وضرباً كانَ أمْ ضربا
- محبة َلنبيٍّ بينَ النبيٍّينَ أطهرهمْ
- اختارهُ واجتباهُ اللهُ وانتخبا
- مؤيداً بكتابِ اللهِ معتصماً
- باللهِ منتصراً للهِ محتسباً
- يا أشرفَ الخلقِ منْ حافٍ ومنتعلِ
- و منتقى منْ مشى منهمْ ومنْ ركبا
- كانَ ابنُ مسلمٍ جارَ الجنبِ منْ برعٍ
- فكنتُ منْ بعدِ جاركَالجنبا
- أهدي إليكَ منَالنيابتينِعلى
- شوقي إليكَ حروفاً تشبهُ الشهبا
- فصلْ برحمة ٍ عبدَ الرحيمِ ومنْ
- يليهِ أهلاً وأرحاماً ومصطحبا
- و إنْدعافأجبهُ واحمْجانبهُ
- و صلهُما قطعتْ أيامهُالسببا
- لا نلتَ قوة َ ضعفي إنْ نبا زمني
- و في يدي منكَ سيفٌ ما هوى فنبا
- و لا عدمتكَ في الدارينِ معتمداً
- بجاهوجهكَ مثلي يتقى التربا
- فقمْ بحالي وحالِ المسلمينَ إذا
- ضاقَ الخناقُ ورضْ لي كلَّ ما صعبا
- مني عليكَ صلاة ُ اللهِ دائمة ٌ
- تنمي فتستغرقُ الأعصارَ والحقبا
- تزيدُ قدركَ يا سرَّ الوجودِ علاً
- و الآلِ والصحبِ نعمَ السادة ُ النجبا
- ما حنَّ رعدٌ وما غنتْ مطوقة ٌ
- و ما تغنتْ حماماتُ الحمى طرباِ
المزيد...
العصور الأدبيه