الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> متى يستقيمُ الظلُّ والعودُ أعوجُ >>
قصائدالبرعي
متى يستقيمُ الظلُّ والعودُ أعوجُ
البرعي
- متى يستقيمُالظلُّ والعودُ أعوجُ
- و هلْ ذهبٌ صرفٌ يساويهِ بهرجُ
- و منْ رامَ إخراجَ الزكاة ِ ولمْ يجدْ
- نصاباً يزكيهِ فمنْ أينَ يخرجُ
- هيَ النفسُ والدنيا وإبليسُ والهوى
- بطاعتهمْ عنْ طاعة ِ اللهِ أزعجُ
- أروحُ وأغدو شارباً كأسَ غفلة ٍ
- بماءِ الأماني الكواذبِ يمزجُ
- و أمسى وأضحى حاملاً في بطاقتي
- ذنوباً تكادُ الأرضُ منهنَّ تخرجُ
- إذْ قلتُ للنفسِ استعدي بتوبة ٍ
- أبتْ وشقيُّ الحظِ لا يتحججُ
- و إنْ قلتُ للقلبِ استقمْ بي تعرضتْ
- لهُ شهواتٌ نارها تتأججُ
- فكمْ أتزيا بالعبادة ِ والتقى
- رياءً وبابُ الرشدِ عني مرتجُ
- أريدُ مقامَ الصالحينَ وليسَ لي
- كمنهجهمْ في الدينِ دينٌ ومنهجُ
- و إنْ حضرَ الإخوانُ للذكرِوالبكا
- حضرتُ كأني لاعبٌ متفرجُ
- فوا خجلتي شيبٌ وعيبٌو قدْ دنا
- رحيلي ولا أدري علامَ أعرجُ
- و للمرءِ يومٌ ينقضي فيهِ عمرهُ
- و موتٌ وقبرٌ ضيقٌ فيهِ يولجُ
- و يلقى نكيراً في السؤالِ ومنكراً
- يسومانِ بالتنكيلِ منْ يتلجلجُ
- و لا بدَّ منْ طولِ الحسابِ وعرضهِ
- و هولِ مقامِ حرهُ يتوهجُ
- و ديانُ يومِ الدينِ يبرزُ عرشهُ
- و يحكمُ بينَ الخلقِ والحقُّ أبلجُ
- فطائفة ٌ في جنة ِ الخلدِ خلدتْ
- و طائفة ٌ في النارِ تصلى فتنضجُ
- فيا شؤمَ حظي حينَ ينكشفُ الغطا
- إذا لمْ يكنْ لي منْ ذنوبي مخرجُ
- و ليسَ معي زادٌ ولا ليوسيلة َ
- بل هاشميٌّ بالبهاءِ متوجُ
- ألوذُ بهِ ذاكَ الجنابُفاحتمي
- بمنْ هوَ عندَ الكربِ للكربِ مفرجُ
- و أدعوهُ في الدنيا فتقضى حوائجي
- و إني إليهِفي القيامة ِ أحوجُ
- إذا مدح الشعراء أرباب عصرهم
- مدحت الذي من نوره الكون أبهجُ
- و إن ذكروا ليلى ولبنى فإنني
- بذكر الحبيب الطيب الذكر ملهجُ
- أما ومحل الهدى تدمى نحورها
- و من ضمه البيت العتيق المدبجُ
- لقد شاقني زوار قبر محمد
- فشوقى مع الزوار يسري ويدلجُ
- تظل الهوادي بالهوادج ترتمي
- و مالي في ركب المحبين هودجُ
- و تمسى بروق الأبرقين ضواحكاً
- فتغرى غرامى بالبكا وتهيج
- و أرتاح من أرواح أطيب طيبة
- إذا المسك في أرجائها يتأرجُ
- بلادٌ بها جبريلُ يسحبُ ريشهُ
- و ينزلُ منْ جوِّ السماءِ ويعرجُ
- نبيٌّ تغارُ الشمسُ منْ نورِ وجههِ
- بهى ٌّ نقى ُّ الثغرِ أحورُ أدعجُ
- تزيدُ بهُ الأيامُ حسناً ويزدهي
- به الدينُ والدنيا به تتبرجُ
- مكارمُ أخلاقٍ وحسنُ شمائلٍ
- و شيمة ُ جودٍبحرهُ متموج ُ
- غياثٌ لملهوفٍ وغوثٌ لرائدٍ
- و ليثٌ إذا صالَ الكمى ُّ المدججُ
- يخاصمهُ الأعداءُ والسيفُ حاكمٌ
- عليهمْ وريحُ النصرِ في القومِ تتأججُ
- و منْ خلفهمٍ بأسٌ شديدٌ ونجدة ٌ
- و رأيٌ يراهُ السمهريُّ المزججُ
- فعزُّ حماهمْ بالحماة ِ مذللُ
- و رأسُ علاهمْ بالكماة ِ مشججُ
- فكمْ منْ أسيرٍ في الوثاقِ مقيدٌ
- و كمْ منْ قتيلٍ بالدماءِ يضرجُ
- بضربٍ تلبيهِ الجماجمُ والطلا
- و طعنٍ ذيالاتُ الحشا منهُ تسرجُ
- إليكَ شفيعَ المذنبينَ بجارني
- فرائدُ في سلكِ المحامدِ تدرجُ
- مؤلفها عبدُ الرحيمِ كأنها
- نجومٌلهافيجوِّ جودكَأبرجُ
- فصلني بما يمحو رسومَ حواسدي
- و يشرحُ صدري بالسرورِ ويبلجُ
- و أكرمْ لأجلي منْ يليني فكلنا
- إلى الري منْ فياضِ فضلكَ ينهجُ
- و صلى عليكَ الله ما هبتِ الصبا
- و مالاحَ فجرٌنورهُ متبلجُ
- و فازَ بحظٍ منكَ أربابُ هجرة ٍ
- إليكَ وأوسٌ ناصروكَ وخزرجُ
المزيد...
العصور الأدبيه