الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ >>
قصائدالبرعي
لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ
البرعي
- لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ
- منْ حيثُ لا ينفعُ الأهلونَ والمالُ
- أوصى إليكَ لعلميِ أنَّ لطفكَ بيِ
- دونَ الورى لمْ يحلْ عني إذا حالوا
- فأرضِ عني خصومي واقضِ يا أمليِ
- ديني فإن حقوقَ الخلقِ أثقال ُ
- و لمْ يضقْ بي منكَ العفوُ إنْ ختمت
- ليِ بالشهادة ِ أقوالٌ وأفعالُ
- كنْ لي إذا أغمضوا عيني أو انصرفوا
- باكينَ أسمع منهمْ كلَّ ما قالوا
- و امننْ بروحِ وريحانٍ على إذا
- ضاقَ الخناقُ فهولُ الموتِ أهوالُ
- و جاءني ملكُ الموتِ الموكلُ بي
- و بالنفوسِ فللأعمارِ آجالُ
- و استخرجَ النفسَ أملاكٌ مطهرة ٌ
- لها إلى لطفكَ المأمولُ ترحالُ
- جاؤا إليكَ بها يا ربي يقدمها
- لحضرة ِ القدسِ جبريلٌ وميكالٌ
- ثم َّانثنتْ عنْ قريبٍ نحوَ مغتسلٍ
- في حيثُ يرجوكَ مغسولٌ وغسالُ
- و ليسَ لي ولمثلي غيرُ جودكَ يا
- منْ لا تدانيهِ أشباهٌ وأمثالُ
- أصبحتُ بينَ يديكَ اليومَ مطرحاً
- و لي بنفسيِ عنِ الأغيارِ أشغالُ
- فأولني يا غفورُ العفو منكَ فلاَ
- يبقي على َّ منَ الأوزارِ مثقالُ
- وإنْ نزلتُ إلى بيتِ الخرابِ ولا
- أبٌ هناكَ ولا عمٌّ ولا خالُ
- و عاودتْ حركاتي وهيَ ساكنة ٌ
- ولاَ عدوٌّ يعاديني ولاَ مالُ
- ألهمنيِ يا خالقيِ ذكرَ الجوابِ ففي
- ذاكَ المقامِ جوا باتٌ وتسآلُ
- هناكَ لا أملٌ يرجى ولا عملٌ
- يجزي ولا حيلة ٌ عندي فأحتالُ
- إفتحْ لروحيِ إلى الفردوسِ بابَ رضا
- يهدي رياحُ رياضٍ ظلها ضالُ
- و الطفْ ورائيِ بأطفالٍ وأمهمُ
- إنْ كانَ خلفيِ أو يلادٍ وأطفالُ
- حتى إذا نشرَ الأمواتُ وارتعدتْ
- فرائضُ الخلقِ منْ بعضِ الذي نالوا
- وعادتِ الروحُ فيِ الجسمِ الضعيفِ وقدْ
- تفرقتْ منهُ أعضاءٌ وأوصالُ
- مربى ِ الصراط إلى حوضِ ابنِ آمنة ٍ
- لأستقى منهُ ريا فهوَ سلسالُ
- يا واسعَ اللطفِ قدْ قدمتُ معذرتي
- إنْ كانَ يغني عنِ التفصيلِ إجمالُ
- فجدْ على َّ ولا طفنى بعفوكَ عنْ
- ذنبي فشأنكَ إنعامٌ وإفضالٌ
- و قلْ كفيتكَ يا عبدَ الرحيمِ أذى الدَّ
- ارينِ فانزلْ حمى ما فيهِ إهمالُ
- و احنبنيَ العجبَ والشحَّ المطاعَ ومرْ
- نفسي تخالفْ هواها فهوَ قتالُ
- وعدْ على َّ بنورٍ منكَ مبتهجٍ
- يزكو بهِ بصرى والسمعُ والبالُ
- و ارحمْ بنيَّ وآبائيحاشيتي
- يعمهمْ يا إلهيِ منكَ إقبالُ
- ماذا أقولُ ومني كلُّ معصية ِ
- و منكَ يا سيدي حلمٌ وإمهالُ
- و منْ أكونَ وما قدري وماعمليِ
- فيِ يومِ توضعُ في الميزانِ أعمالُ
- و هلْ يطيقُ خلوداً في لظى بشرٌ
- منْ نطفة ٍ أصلها المسكينُ صلصالُ
- أمْ كيفَ ييأسُ منْ روحِ الإلهِ غداً
- عبدٌ عليهِ منِ الإسلامِ سرْ بالُ
- رباهُ رباهُ أنتَ اللهُ معتمدي
- فيِ كلِّ حالٍ إذا حالتْ بيَ الحال ُ
- ثمَّ الصلاة ُ على المختارِ منْ مضرٍ
- ما لاحَ فيِ الغورِ آلٌ بعدهُ آلُ
- يس خاتمَ رسلِ اللهِ كلهمْ
- و الصحبُ والآلُ نعمَ الصحبُ والآلُ
المزيد...
العصور الأدبيه