الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> لكَ الحمدُ حمداً نستلذُّ به ذكراً >>
قصائدالبرعي
لكَ الحمدُ حمداً نستلذُّ به ذكراً
البرعي
- لكَ الحمدُ حمداً نستلذُّ به ذكراً
- وإن كنتُ لا أحصي ثناءً ولا شكرا
- لكَ الحمدُ حمداً طيباً يملا السما
- وأقطارها والأرضَ والبرَّ والبحرا
- لكَ الحمدُ حمداً سرمدياً مباركاَ
- يقلُُّ مدادُ البحرِ عنْ كنههِ حصرا
- لكَ الحمدُ تعظيماً لوجهكَ قائماً
- يخصكَ في السراءِ مني وفي الضرا
- لكَ الحمدُ مقروناً بشكركَ دائماً
- لكَ الحمدُ في الأولى لك الحمدُ في الأخرى
- لكَ الحمدُ موصلاً بغيرِ نهاية ٍ
- وأنت إلهي ما أحقَّ وما أحرى
- لكَ الحمدُ ياذا الكبرياءِ ومنْ يكنْ
- بحمدكَ ذا شكرٍ فقد أحرزَ الشكرا
- لكَ الحمدُ حمداً لا يعدُّ لحاصرٍ
- أيحصي الحصى َ والنبتَ والرملَ والقطرا
- لكَ الحمدُ أضعافاً مضاعفة ً علي
- لطائفَ ماأحلى لدينا وماأمرا
- لكَ الحمدُ ما أولاكَ بالحمدِ والثنا
- علي نعمٍ أتبعتها نعماً تترى
- لكَ الحمدُ حمداً أنتَ وفقتنا لهُ
- وعلمتنا منْ حمدكَ النظمَ والنثرا
- لكَ الحمدُ حمداً نبتغيهِ وسيلة ً
- إليكَ لتجديدِ اللطائفِ والبشرى
- لكَ الحمدُ كمْ قلدتنا منْ صنيعة ٍ
- وأبدلتنا بالعسرِ ياسيدي يسرا
- لكَ الحمدُ كمْ منْعثرة ٍ قدْ أقلتنا
- ومنْ زلة ٍ ألبستنا معها سترا
- لكَ الحمدُ كمْ خصصتني ورفعتني
- على نظرائي منْ بني زمني قدرا
- لكَ الحمدُ حمداً فيه وردي ومشرعي
- إذا خابتِِ الآمالُ في السنة ِ الغبرا
- لكَ الحمدُ حمداً ينسخُ الفقرُ بالغنى
- إذا حزتُ يا مولاي بعدَ الغنى فقرا
- إلهي تغمدني برحمتكَ التي
- وسعتْ وأوسعتَ البرايا بهارا
- وقوِّ بروح ٍمنكَ ضعفي وهمي
- على الحقِّ واغفرْ زلتي واقبل ِالعذرا
- فإني منْ تدبير ِحالي وحيلتي
- إليكَ ومنْ حولي ومنْ قوتي أبرا
- وصنْ ماءَ وجهي فالسؤالُ مذلة ٌ
- وعنْ جور ِ دهر ٍ لم يزلْ حلوهُ مرا
- ولاطف أطيفالي وإخوتهمْ فقدْ
- رمتهمْ خطوبٌ ما أطاقوا لها صبرا
- وهمْ يألفون َ الخير َ والخيرُ واسعٌ
- لديكَ ولا والله ِ ما عرفوا شرا
- ربوا في ربى روض النعيم وظله
- فجددْ لهمْ منْ جودكَ النعمة َ الخضرا
- و منْ محنِ الدنيا والأخرى تولهمْ
- بخيرٍ ويسرهمْ بفضلكَ لليسرى
- و هبني لهمْ أسعى َ عليهمْ مجاهداً
- لوجهكَ وافسحْ ليْ بطاعتكَ العمرا
- و بعدَ حياتي في رضاكَ توفني
- على الملة ِ البيضاءِ والسنة ِ الزهرا
- و في القبرِ آنسْ وحشتي عندَ وحدتي
- فإنًَّ نزيلَ القبرِ يستوحشُ القبرا
- و إنْ ضاقَ أهلُ الحشرِ ذرعاً لموقفٍ
- بهِ الكتبُ تعطى باليمينِ وباليسرى
- فقلْ فزتَ يا عبدَ الرحيمِ برحمتي
- و مغفرتي لا تخشَ بؤساً ولا ضرا
- و أكرمْ لأجلى منْ يليني رحامة ً
- و صحباً وفرج همنا واغفرٍ الوزرا
- و لا تبقِ لي مما نويتُ علاقة ً
- و لا حاجة ً كبرى ولا حاجة ً صغرى
- و صلِّ على روحِ الحبيبِ محمدٍ
- حميدِ المساعي منتقى مضرِ الحمرا
- صلاة ً وتسليماً عليهِ ورحمة ً
- مباركة ً تنمو فتسترقُ الدهرا
- و تشملُ كلَّ الآلِ ما هبتِ الصبا
- و ما سرتِ الركبانُ في الليلة ِ القمرا
المزيد...
العصور الأدبيه