الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> كلفتُ بكمْ ففاضَ دمي دموعاً >>
قصائدالبرعي
كلفتُ بكمْ ففاضَ دمي دموعاً
البرعي
- كلفتُ بكمْ ففاضَ دمي دموعاً
- وبتُّ سميرَ منْ هجرَ الهجوعا
- رحلتمْ ذات يومَ البينِ عني
- فها أنا بعد كمْ أبكي الربوعا
- و ماليَ لا َ أنوحُ على طلولٍ
- أطلتُ بأهلهاَ وبها الولوعا
- و في يومِ الربوع ِ سلبتَ عقليِ
- بنجدٍ لا رعى اللهُ الربوعا
- و كنتُ أحبُ أنْ أخفي غرامي
- فيأبي الدمعُ إلا أنْ يذيعا
- فكيفَ بهائمٍ يرجووصالاً
- و لمْ يكنْ الزمانُ لهُ مطيعا
- لقدْ علمَ الفريقُ بأنَّ مثلي
- إذا ذكرَ الفراقُ لديهِ ريعا
- يطولُ وراءهمْ ظمى وجوعي
- لفقدِ الأهلِ لا ظمأً وجوعا
- وينزعُ نحوهمْ قلبي فمنْ لي
- إذا لمْ يرحموا قلباً نزوعاً
- عسى زمنٌ يعودُ بأهلِ ودى
- فياتى الأنسَ إنساناً هلوعا
- و لو كانَ الهوى العذرى ُّ عدلاً
- لقلدني بزورتهمْ صنيعا
- أصيحابى دعوا عبراتِ جفني
- تجدْ بدراً فطيبة َ فالبقيعا
- فإنَّ بها نبياً هاشمياً
- شكوراً صابراً براً خشوعا
- و قوماً جاهدوا في اللهِ حتى
- سقوا أعداءهُ السمَّ النقيعا
- أسودٌ تفرقُ الهيجاءُ منهمْ
- إذا لبسوا دماءهمُ دروعا
- وإن نهضت كتيبتهمْ لحيٍ
- كثيرِ الجمعِ فرقتِ الجموعا
- بكلِّ فتى يخوضُ الهولَ سعياً
- إلى الضربِ المبرحِ لا جزوعا
- فكمْ حملتْ عتاقُ الخيلِ منهمْ
- أسوداً تدهشُ الأسدَ الشجيعا
- و كمْ شجرتْ لهمْ فوقَ الهوادي
- رماحٌ تمنعُ الطيرَ الوقوعا
- و بيضٌ في سماءِ النقعِ بيضٌ
- ترى لشموسها فيها طلوعا
- إذا اشتعلُ الظبا لهباً ظننا
- متونَ الخطياتِ لها شموعا
- لقدْ صدعوا منَ العزى شعوباً
- كما صرعوا فيَ التقوى صدوعاَ
- رمتْ بهمُ الصوافنُ كلَّ ثغرٍ
- كأنَّ به مرعى مريعا
- فكمْ غمرٍ طغى وبغى عليهمْ
- فباتَ مجدلَ الغبرا ضجيعا
- وذي نظرٍ سعى حتى رآهمْ
- فخرَّ لهولِ هيبتهمْ صريعا
- إذا سلوا سيوفَ الهندِ ظلتْ
- رءوسُ المشركينَ لها ركوعا
- مدحتُ أولئكَ الملأَ افتخاراً
- فصارَ بمدحهمْ زمني ربيعا
- فصلى ذو الجلالِ على نبيِّ
- و على صحابتهِ جميعا
- بهِ وبهمْ علتْ رتبي لأني
- طويتُ على ودادهم الضلوعا
- قرنتُ بعزهمْ ذلي وحبي
- لهمْ فوجدتهمْ حصناً منيعا
- كلأتُ بهمْ منَ المحنِ اللواتي
- تشيبُ خطوبها الطفلَ الرضيعا
- مدحتك َيارسولَ اللهِ فخراً
- و تشريفاً ولمْ أكنِ البديعا
- ألستَ علوتَ على سبعٍ طباقٍٍ
- يومُّ ركابكَ الركنَ الرفيعا
- و شرفكَ المهيمنُ بالتداني
- فأصبحَ كلُّ ذي شرفٍ وضيعاً
- و خصكَ بالشفاعة ِ يومَ تعنو
- وجوهُ الخلقِ للباري خضوعا
- و أنتَ أحقُّ منْ يرجى بصيراً
- لنائبة ٍ ومنْ يدعى سميعا
- أيا مولايَ ضاعَ العمرُ جهلاً
- و لستُ أرى لفائتة ٍ رجوعا
- فخذْ بيدي وجدْ بالعفوِ يا منْ
- إذا ناديته لبى سريعا
- و قلْ عبدُ الرحيمِ غدا رفيقي
- و ما يخشى رفيقكَ أنْ يضيعا
- وعمَّ بما تخصصني صحابي
- و حاشيتي وأصلي والفروعا
- رجونا جاهَ وجهكَ منْ ذنوبٍ
- ثقالٍ تعجزُ الجلدَ الضليعا
- و ما قدرُ الذنوبِ وأنتَ نورٌ
- خلقتَ لكلٍّ ذي ذنبٍ شفيعا
- و كيفَ يضيقُ ذرعكَ منْ مرجٍ
- نداكَ الحمَّ والجاهَ الوسيعا
- عليكَ صلاة ُ ربكَ ما تولتْ
- نجومُ الغربِ تنتظرُ الطلوعا
المزيد...
العصور الأدبيه