الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> كلامٌ بلا نحوٍ طعامٌ بلا ملحِ >>
قصائدالبرعي
كلامٌ بلا نحوٍ طعامٌ بلا ملحِ
البرعي
- كلامٌ بلا نحوٍ طعامٌ بلا ملحِ
- و نحوٌ بلا شعرٍ ظلامٌ بلاَ صبحِ
- و منْ يتخذْ علماً ويلغمها يعدْ
- بلا رأسِ مالٍ في الكلامِ ولا ربحُ
- إذا شرحوا فضلَ العلومِ فإنني
- غنيٌّبفضلِ النحو عنْ ذلكَ الشرحِ
- يليقُ الخطابُ اليعربيُّ بأهلهِ
- فيهدي الوفا بالنصِ والحسنَ للقبحِ
- و منْ شرفِ الأعرابِ أنَّ محمداً
- أتى عربيَّ الأصلِ منْ عربٍ فصحِ
- و أنَّ المثانيَ أنزلتْ بلسانهِ
- بما خصصتهُ في الخطابِ منَ المدحِ
- يكونُ محالُ الشعرِ وصفاً لغيرهِ
- و يكفيهِ ما في سورة ِ الشرحِ والفتحِ
- نبيٌّ دعاهُ المذنبونَ وهمْ على
- شفا جرفٍ هارٍ فمدَّ يدَ الصفحِ
- و أحيا منارَ الدينِ في كلٍّ وجهة ٍ
- و ذبَّ عنِ الإسلامِ بالسيفِ والرمحِ
- و أيامِ غاراتٍ تظلُّ بها القنا
- محطمة ً والخيلُ مشتدة ُ الضبحِ
- و كمْ في عيون الغيِّ بالرشدِ منْ قذى
- و كمْ في فؤادِ الشركِ منْ كبدٍ نزحِ
- محا نورهُ المشهورُ نارَ عنادهمْ
- وهدَّ بطودِ الهدى منهدمَ الصرحِ
- و قلَّ جهاداً شوكهَ الشركِ إذْ دعا
- كباشَ جهادِ المشركينَ إلى الذبحِ
- و هدمَ رسمَ الكفرِ بالسيفِ عنوة
- وأودعَ ذاتَ البينِ داعية َ الصلحِ
- و مازالَ يدعونا بتوفيقِ ربنا
- إلى الملة ِ الغراءِ والمذهبِ السمحِ
- إذا خابتِ الآمالُ فانزلْ بطيبة ٍ
- وزرْ قبرها تظفرْ هنالكَ بالنجحِ
- نضجتْ لظى ذنبي بلذة ِ ذكرهِ
- فأطفأتَ نارَ الذنبِ بالذكرِ والنصحِ
- مكينٌ إذا استنصرتهُ أوْ عودتهُ
- لخطبٍ أتاكَ الغوثَ أسرعَ منْ لمحَ
- وليٌّ لمنْ والى شديدٌ على العدا
- عطوفٌ على العافينَ ذو خلقٍ سجحِ
- حوى الشرفِ الأعلى بمجدٍ مؤثلٍ
- منيفٍ وأحسابٍ مهذبة ٍ وضحِ
- ورفعة ُ قدر زانها طيبُ عنصرٍ
- و طولُ يدٍ أندى منَ العارض السحِّ
- و عزَّ جنابٍ مخضرُ السوحِ دائماً
- إذا اغبرتِ الآفاقُ منحصرَ السوحِ
- تلوحُ عليهِ شيمة ٌ هاشمية ٌ
- جلالُ أبيهِ البرِّ أو عمهُ اللحِ
- خلاصة ُ سرِّ السرِّ منْ عزِّ غالبٍ
- أولى الفضلِ لاشهمَ ولاَ جمحَ الجمحِ
- تسللَ في الأصلابِ منْ عهدِ آدمَ
- فسارَ مسيرَ الشمسِ في طالعِ النطحِ
- و أشرقَ في شرقِ البلادِ وغربها
- سناهُ وما أبقى إلى الشركِ منْ جنحِ
- إليكَ رسولَ اللهِ جاءتْ بسرعة ٍ
- قلوبٌ منَ الأشواقِ داعية َ الفرحِ
- فأنتَ الذي لولاكَ ما كانَ كائنٌ
- و لا كرَّ منْ ليلٍ بهيمٍ ولا صبحِ
- كفاكَ علاً أنَّ الجماداتِ سلمتْ
- عليكَ الغمامُ الهاطلاتُ منَ اللفحِ
- و كمْ لمستْ يمناكَ ذا المسَّ فانثنى
- صحيحاً وداوتْ معضلَ الداءِ بالمسحِ
- و سليتَ محزوناً وأرشدتَ غاوياً
- و أشفيتَ منْ سقمٍ وأبرأتَ منْ جرحِ
- عساكَ رسولَ اللهِ تقبلُ عذرَ منْ
- يظلُّ ويمسي في الذنوبِ كما يضحى
- يناديكِمن ْ نيابتيبرعٍفقدْ
- كبا زندهُ في الصالحاتِ عنِ القدحِ
- فشدَّ عرى عبدِ الرحيمِ وسرْ بهِ
- بمرحمة ٍ واغللْ يدَ الضيقِ بالفسحِ
- و إنْ خضتُ في بحرِ الذنوبِ جهالة ً
- فعطفكَ يا فردَ الجلالة ِ بالصفحِ
- فبي فاقة ٌ للجودِ منكَ وللندى
- كفاقة ِ ظمآنٍ صدى إلى الرشح
- و إني إذا ضاقتْ وجوهُ مطالبي
- أسيرُ بآمالٍ إلى بابكَ الفسحِ
- فصني لمدحي فيكَ واقبلْ وسيلتي
- إليكَ وقمْ بي في معادى وفي منحي
- و صلْ حبلَ راويها وأرحامهُ غداً
- إذا طرحوا في النارٍِ مستوجبِ الطرحِ
- وصلى عليكَ اللهُ ما هبتِ الصبا
- و ما اعتقبتْ رأدَ الضحى عذبُ السفحِ
- صلاة ً تبارى الريحَ مسكاً وعنبراً
- و تزرى بنورِ النورِ في طلعِ ذي الطلحِ
المزيد...
العصور الأدبيه