الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> قلْ للمطيِّ اللواتي طالَ مسراها >>
قصائدالبرعي
قلْ للمطيِّ اللواتي طالَ مسراها
البرعي
- قلْ للمطيِّ اللواتي طالَ مسراها
- منْ بعدِ تقبيلِ يمناها ويسراها
- ما ضرها يومَ جدَّ البينُ لوْ وقفتْ
- تقصُّ في الحيِّ شكوانا وشكواها
- لو حملتْ بعضَ ماحملتُ منْ حرقٍٍ
- ما استعذبتْ ماءها الصافي ومرعاها
- لكنها علمتْوجدي فأوجدها
- شوقٌإلى الشأمِأبكاني وأبكاها
- ما هبَّمنْجبلي نجد ٍ نسيمُصبا
- للغورِإلا وأشجانيوأشجاها
- و لا سرى البارقُالمكي مبتسما ً
- إلا وأشهرني وهنا وأسراها
- تبادرتْمنْ ربا نابتي برعٍ
- كأنَّ صوتَ رسولِ اللهِ ناداها
- حتى إذا ما رأتْ نورُ النبيِّ رأتْ
- للشمسِ والبدرِ أمثالاً وأشباها
- حطتْ بسوحِ رسولِ اللهِ واطرحت
- أثقالها ولديهِ طابَ مثواها
- حيا الغمامُ الرحابَ الخضرَ منسجماً
- فالقبرَ فالروضة َ الخضراءَ حياها
- حيثُ النبوة ُ مضروبٌ سرادقها
- و ذروة ُ الدينِ فوقَ النجمِ علياها
- هنالكَ المصطفى المختارُ منْ مضرٍ
- خيرُ البرية ِ أقصاها وأدناها
- أتى بهِاللهُمبعوثاً وأمتهُ
- على شفا جرفٍ هارٍ فأنجاها
- و أبدلَ الخلقَ رشداً منْ ضلالتهمْ
- وفلَّ بالسيفِ لما عزَّ عزاها
- كمْ حكمَ السيفَ والبيضَ القواضبَ في
- معاشرَ اللاتِ والعزى فأفناها
- و ساقَ جردَ جيادِ الخيلِ خائضة ً
- مجرى الكماة ِ بمجراها ومرساها
- ذاكَ البشيرُ النذير المستغاثُ بهِ
- سرُّ النبوة ِ في الدنيا ومعناها
- شمسُ الوجودِ الذي أنوارُ مولدهَ
- ملآنُ ما بينَ كنعانٍو بصراها
- و انشقَّإيوانُ كسرى منْ مهابتهِ
- و نارُ فارسَ ذاكَ الطفلُ أطفاها
- و كمْ لهُ منْ كراماتٍ يخصُّ بها
- و معجزاتٌ كثيراتٌ عرفناها
- الثديُ درَّ لهُ والغيمُ ظللهُ
- وانشقَّفي الأفقِ بدرٌ شقَّ ظلماها
- و الجذعُ حنَّ وأجرى الماءَ منْ يدهِ
- عشرُ المئينَ ونصفُ العشرِ أرواها
- و العنكبوتُ بنتْ بيتاً عليهِ لكى
- تردَّ قافة َ كفرٍ ضلَّ مسعاها
- و الفحلُ ذلَّ وأوما بالسجودِ لهُ
- و الظبية ُ اشتكتْ البلوى فأشكاها
- بشرى ظرافِ القوافي أنها ظفرتْ
- بسيدِ العربِ والعرباءِ بشراها
- فالحمدُ للهِ نحنُ الفائزونَ بهِ
- في ملة ٍ نعمَ عقبى الدارِ عقباها
- هذا محمدٌالمحمودُسيرتهُ
- هذا أبرُّ بنى الدنيا وأوفاها
- هذا الذي حينَ جانا بالرسالة ِ في
- بطحاءَ مكة َ عمَّ النورُ بطحاها
- لمْ يبقَ من شجرٍ فيها ولاحجرٍ
- إلا تحييه نطقا حين يلقاها
- وكلمتهُجماداتُالوجودِ على
- علمٍ كأنَّ لها حسأً وأفواها
- والطيرُ والوحشُ والأملاكُ ما برحتْ
- تهديالسلامَلهُكيترضي الله
- مني السلامُ على النورِ الذي ابتهجت
- به السمواتُ لما جازَ أعلاها
- واستبشرَ العرشُوالكرسيُّوامتلأتْ
- حجبُ الجلالة ِ نوراً حينَ وافاها
- يا من الكوثر الفياض مكرمة ً
- يا خاتم الرسليا يس يا طّه
- ماللنبيينَ منْوصفٍ وليسَلهُ
- فمنتهى حسنهافيه ِوحسناها
- أنتَالذي مالهُفي الكونِشبه ٍ
- هيهاتَأينَثراها منْثرياها
- مانالَفضلكَذو فضلٍ سواكَولا
- سامى فخاركَذو فخر ٍولاضاهى
- فردُ الجلالة ِ مقبولُالشفاعة ِ في
- يومِالقيامة ِأعلى الأنبياجاها
- مولاى َماليَإلا حسنُلطفكَبي
- فهبْلعيني عيناً منكَترعاها
- واشملْبرحمة ٍ عبدَالرحيمِوصلْ
- أهلا ًوصحبا ً وأرحاماً لمولاها
- وانهضْبنفسكإذا أمتكَ منْبرعٍ
- تبغيالزيارة عاقتهاخطاياها
- وهبْلها الأمنَفي الدارين وارعْلها
- حسنَالظنونِلدنياها وأخراها
- واجعلْ لأمتكَالخيراتِمنقلهاً
- يومَالقيامة ِوالجناتِمأواها
- صلَّى عليكَإلهييامحمدُما
- دامتْإليكَالورى تحدوامطاياها
- تحية ًينثنيفيالآلِطالعها
- سعداًويفضحُريحُالمسكِرياها
المزيد...
العصور الأدبيه