الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> ضربوا الخيامَ على الكثيبِ الأخضرِ >>
قصائدالبرعي
ضربوا الخيامَ على الكثيبِ الأخضرِ
البرعي
- ضربوا الخيامَ على الكثيبِ الأخضرِ
- ما بينَ روضة ِ حاجرٍ ومحجرِ
- و تفيؤا في الأرض ظلا وارتووا
- من مائه المتسجم المتفجر
- و اخضر فردوس الخمائل إذ غدا
- و سرى عليه حيا العريض الممطر
- فكأنَّ لؤلؤَ ظلهِ رأدَ الضحى
- دررٌمتى تسري النسائمُ تنثرِ
- أوما ترى عذباتِ باناتِ اللوا
- ترتاحُ روحَ نسيمها المتعطر
- ولعَ البشامُ بنفحة ٍ نجدية ٍ
- تغشى الرياضَ بعنبرٍ ومعنبرٍ
- إنَّ النفوسَ على اختلافِ طباعها
- طعمتْ منَ الدنيا بما لمْ تظفرِ
- و على الكريمِ دلالة ٌ عذرية ٌ
- بصرتْ بهِ فأرتهُ ما لمْ ينظرِ
- يا نازلاً بربا الأراكِ عداكَ ما
- حملتُ منْولهي وطولِ تذكري
- سلْ جيرة َ الجرعى غداة َ غدتْ بهمْ
- نزلُ الركائبِ في الفريقِ المصحرِ
- هلْ جددوا عهداً بمعهدِ رأمة ٍ
- أمْ طنبوا في الشعبِ شعبِ العوعرِ
- للهِ درُّ العيسِ وهيَ رواسمٌ
- بمروحٍ ومصبحٍو مهجرِ
- يخرقنَ منْ حجبِ السرابِ سرادقاً
- ما بينَ طيبة َ والمقامِ الأكبرِ
- و يلجنَ في لججِ الظلامِ ضوامراً
- شوقاً إلى المزملِ المدثرِ
- الأبطحي المنتقى منْ غالبَ
- و الطاهرِ الطهرِ البشيرِ المنذرِ
- الصادقِ الهاديِ الأمينِ المجتبى
- و السابقِ المتقدمِ المتأخرِ
- وابنِ العواتكِ منْ سليمٍ إنهُ
- ذو الفخر إجماعاً ومنْ لمْ يفخرِ
- ملأتْ محاسنهُ الزمانَ وأشرقتْ
- بوجودهِ الأكوانُ فاسمعْ وانظرْ
- و تتابعتْ نعمٌ بهِ وتطاولتْ
- رتبٌ تناهى في عراضِ المشتري
- هذا مناركَ يا محمدُ مذْ سما
- طلعتْ طلائعهُ بنورِ النيرِ
- كمْ نازعتكَ الفخرَ سادة ُ مكة
- ٍ حسداً وهلْ صدفٌ يقاسُ بجوهرِ
- و لأنتًَ سرُّ المرسلينَ وخيرُ منْ
- وطيءِ الثرى منْ منجدٍ ومغورِ
- ضربتْ رواقَ العزِّ دونكَ هيبة ٌ
- قصمتْ عرا المتكبرِ المتجبرِ
- وسمعتْ نجومكَ بالسعودِ وأشرقتْ
- شمسُ الوجودِ بحظكَ المتوفرِ
- وأرتكَ أنوارُ النبوة ِ ما انطوى
- في الكونِ منْ مكنونِ سرٍ مضمرٍ
- ووقتكَ منْ لفحِ السمومِ غمائمٌ
- مبسوطة ٌ منْ فوقِ بدرٍ مزهرِ
- و عليكَ سلمتِ الغزالة ُ مذ رأتْ
- بكَ منْ بديعِ الحسنِ أكملَ منظرِ
- وأوا بدُ الوحشِ الكوانسِ في الفلا
- نادتكَ باسمِ معرفٍ لمْ ينكرِ
- و ببطنِ كفكَسبحتْ صمُّ الحصى
- و كذاكَ حنَّ الجذعُ يومَ المنبرِ
- و نبتْ عليكَ العنكبوتُ بنسجها
- في الغارِ توهمُ أنَّ منهجهُ بري
- و غدتْ مغيرة ً لأثركَ في الثرى
- و رقُ الحمامِ فعادَ غيرَ مؤثرِ
- و جعلتَ شقَّ البدرِ معجزة ً لمنْ
- في الحي منْ بدو هديتَ وحضرِ
- و لمدحكَ الوحى المنزلُ فصلتْ
- آياتهُ عنْ معجزاتكَ فاشكرِ
- و مكارمٌ قدْ عمتِ الدنيا ندى
- و هدى وأخرى أخرت للمحشر
- فخر الجلالة ِ والمهابة ِ والعلى
- و شفاعة ُ العقبى وحوضُ الكوثرِ
- يا بهجة َ الدنيا وعصمة َ أهلها
- منْ كلِّ خطبٍ عابسٍ متنكرِ
- كنْ منْ أذى الدارينِ نصري واحمني
- و لنيلِ ما أرجوهُ موسمَ متجري
- واجعلْ مديحي فيكَ حبلَ تواصلٍ
- بيني وبينكَ يارفيعَ المفخرِ
- قلْ أنتَ يا عبدَ الرحيمِ وكلُّ منْ
- واليته ُ فيذمة ٍ لمْتخفرِ
- و لمنْ يليني صحبة ً ورحامة ً
- بالخيرِ يا خيرَ العبادِ فبشرِ
- وادرأْ بصولكَ في نحورِ حواسدي
- أبداً وقمْ بي حيثُ كنتُ وشمرِ
- و إذا دعوتكَ للملمة ِ فاستجبْ
- و إذا انتصرتُ بجاهِ وجهكَ فانصرِ
- وعليكَ صلى اللهُ ياعلمَ الهدى
- ما لاحَ ملتثمُ الصباحِ المسفرِ
- و على المذهبة ِ الكرامِ كواكبُ ال
- إسلامِ صحبِ الخيرِ للمتخيرِ
- قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
المزيد...
العصور الأدبيه