الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> صدوا عن الصبِّ الكئيبِ وأعرضوا >>
قصائدالبرعي
صدوا عن الصبِّ الكئيبِ وأعرضوا
البرعي
- صدوا عن الصبِّ الكئيبِ وأعرضوا
- و الهجرُ أطولُ ما يكونُ وأعرضُ
- كثرَ السقامُ فقمتُ أطلبُ برأهُ
- منْ أينَ يبرأُ والطبيبُ الممرضُ
- إنْ يستحلوا بالفراق دمي فلى
- يومَ القيامة ِ حجة ٌ لا تدحضُ
- قفْ بالمطيِّ على مآثرهمْ ولوْ
- مقدارَ ما يتمضمضُ المتمضمضُ
- همْ جيرتي قبلَ الفراقِ وإنما
- كتبَ الفراقُ ولا رضيتُ ولاَ رضوا
- يا حسرة َ العشاقِ منْ غصصِ النوى
- لوْ أنهمْ بالهجرِ وصلاً عوضوا
- للهِ ركبٌ أزمعوا رأدَ الضحى
- و الشمسُ تلفحُ والقلائصُ تركضُ
- رحلوا المطيَّ يؤمهمْ منْ يثربٍ
- رعدٌ يحنُّ وبارقاتٌ تومضُ
- و عمائمٌتكسو الرياضَ مطارفاً
- يفترُّ عنها مذهبٌ ومفضفضُ
- بلدٌ بهِ المجدُ المؤثلُ والسخا
- و البدرُ والبحر الطويلُ الأعرضُ
- بحرٌ يموجُ غنى لمغترفيهِ لاَ
- وشلٌبهِ يتربضُ المتربضُ
- قمرٌ تسلسلَ منْ ذؤابة ِ هاشمٍ
- لمكانة ٍ عنها المراتبُ تخفضُ
- صفوُ السراة ِِ صفوة ُ العزِّ الذي
- في اللهِ يبرمُ ما يشاء وينقض
- ناهى الورى عنْ فعلِ كلِّ دنية ِ
- و على المكارمِ والوفاءِ محضضُ
- برٌّبمنْوالى عدو ٌللعدا
- في اللهِ شيمتهُ يحبُّ ويبغضُ
- فنزيلهُ خصبُ الرحابِ وجارهُ
- عالي الجنابِ وبسطهُ لا يقبضُ
- هوَ مكرمٌ للناسكينَ بهديهِ
- هوَ ضيغمٌ تحتَ العجاجِ محرضُ
- هوَ مقبلُ القلبِ السليمِ على الهدى
- و عنِ الغواية ِ والضلالة ِ معرضُ
- ولهُالحنيفة ُ ملة ٌمرضية ٌ
- دينُ الخليلِ وكلُّ دينٍ يفرضُ
- ياسيدَ الثقلينِ يا منْ هديهُ
- في الناسِ نورٌ واضحٌ لا يغمضٌُ
- و منِ الصلاة ُ عليهِ حقٌ واجبٌ
- أبداً يسنُ على العبادِ ويفرضُ
- نطقتْ بفضلكَ معجزاتٌ جمة ٌ
- فالكلُّ فيها مصرحٌ ومعرضُ
- أدعوكَ منْ نيابتي برعٍ وفي
- كبدي منَ الأشواقِ حرّ مرمضُ
- فاعطفْ على عبدِ الرحيمِ برحمة ٍ
- و اجبرْ بفضلكَ ما الحوادثُ تمهضُ
- أنافيجواركَ يومَ ما تطوي السما
- و النارُ تسعرُ والخلائقُ تعرضُ
- أوردنيَ الحوضَ الذي أوصافهُ
- منْ دونها لبنٌ وشهدٌ أبيضُ
- وانظرْ إليَّ بعينِ لطفكَ إنني
- لعريضِ جودكَ آملٌ متعرضُ
- وأذنْ لمشتاقٍ يزركَ فإنهُ
- لا يستطيعُ منَ الكبائرِ ينهضُ
- فكمِ امرى ٍْ أدنيتهُ منْ بعدهِ
- فأتتْ بهِ الأقدارُ سعياً تركضُ
- و مضى الزمانُ وماانقضى وطرى بكمْ
- والنفسُ تأملُ والحوادثُ تعرضُ
- و عليكَ صلى اللهُ يا منْ عرضهُ
- عنْ كلِّ ذنبٍ بالمحامدِ يرحضُ
المزيد...
العصور الأدبيه