الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> بكى الغريبُ بفقدِ الدارِ والجارِ >>
قصائدالبرعي
بكى الغريبُ بفقدِ الدارِ والجارِ
البرعي
- بكى الغريبُ بفقدِ الدارِ والجارِ
- إنَّ الغريبَ غزيرٌ دمعهُ الجاري
- أهاجهُ الركبُ إذْ قالوا الرحيلُ غداً
- أم شاقهُ لمعُ ذاكَ البارقِ الساري
- أمْ باتَ يرقبُ ناراً بالحمى وقدتٍ
- ياموقدَ النارِ لا عذبتَ بالنارِ
- هبَّ النسيمُ بأرواحٍ يمانية ٍ
- تهدي إلى الشأمِ ذاكَ المنزلُ الداري
- فبتُّ والقلبُ مجروحٌ جوارحهُ
- حيرانَ أضربُأخماساً بأعشارِ
- نامَ الخليَّونَ منْ حولي وما علموا
- أني سميرُ صباباتٍ وتذكارِ
- ذكرتُ جيرة َ نجدٍ يومَ دارهمُ
- داري وسمارُ ذاكَ الحيِّ سماري
- و ذبتُ وجداً لأرضٍ لي بها وطرٌ
- هيهاتََ كمْ بينَ أوطاني وأوطاري
- يا ممرضي بربا نجدٍ أعدْ مرضي
- عسى يعودنَّ عوادي وزواري
- فقد وهبتُ لغزلانِ العذيبِ دمى
- و لمْ أطالبْ عيونَ العينِ بالثارِ
- لولا فراقُ الفريقِ النازلينَ على
- حكمِ الهوى ما وشى دمعي بأسراري
- فكمْ تقسمَ قلبي نية ٌ عرضتْ
- مقسومة ٌ بينَ أنجادٍ وأغوارِ
- يا معملَ العيسِ منْ شامٍ إلى يمنٍ
- معوداً حملَ أهوالٍ وأخطارِ
- سلمْ على الحيِّ منْ نيابتي برعٍ
- و قلْ لهمْ حينَ تنبيهمْ بأخباري
- رأيتهُ حولَ بيتِ اللهِ في زمرٍ
- منْطائفينَ وحجاجٍ وعمارِ
- و قد قضى عملَ النسكينِ محتسباً
- و نالَ ما نالَ منْ غفرانِ غفارِ
- لكنهُ ضاقَ ذرعاً أنْ يحجَّ ولمْ
- يزرْ شفيعَ البرايا صفوة َ الباري
- محمدٌ دعوة ِ الحقِّ الرسولُ إلى
- عربٍ وعجمٍ وبدوٍ ثمَّ حضارِ
- سر ُّ السرارة ِلب ِّ اللبِّ خيرُ فتى
- منْ فتية ٍ سادة ِ الساداتِ أخيارِ
- مستودعُ الحسنِ والإحسانِ ذو كرمِ
- بالخيرِ أجودُ منْ ريحِ الصبا الذاري
- مستغرقٌباسمه ِ كلّ َ المحامد ِ منْ
- علمٍ وحلمٍ وإفضالٍ وإيثارِ
- حياكِ يا طيبة َ الغرا صوبُ حياً
- يهمى بمنسجمٍ في الحيِّ مطارِ
- حيثُ النبوة ُ مضروبٌ سرادقها
- على رياضِ جنانٍ ذاتِ أنهارِ
- اللهُ أكبرُ ذا فردُ الجلالة ِ ذا ال
- كاسي منَ الكيسِ والعاري منَ العارِ
- ذابهجة ُ الكونِ ذا سرُّ الهداية ِ ذا
- روحُ الوجودِ المصطفى ذا خيرُ مختار
- إنجيلُ عيسى معَ التوراة ِ بشرنا
- ببعثهِ مسنداً عنْ كعبِ أحبارِ
- و كمْ لهُ في علاماتِ النبوة ِ منْ
- مصنفاتٍصحيحاتٍ وآثارِ
- كبرء مرضى وفيضِ الماءِ منْ يدهِ
- و أنسِ نافرِ وغزلانٍ وأطيارِ
- و نطقِ ضبٍّ ونسجِ العنكبوتِ كما
- باضَ الحمامُ لثاني اثنينِ في الغارِ
- و العضوُ كلمهُ والجذعُ حنَّ وفي
- معناهُتسليمُ أحجارٍ وأشجارِ
- و الغيمُ ظللهُ والبدرُ شقَّ لهُ
- و الثديُ فاضَ بدرٍ منهُ مدرارِ
- و كمْ لأشرفِ رسلِ اللهِ منْ شرفٍ
- لمْ تبلغِ الخلقُ منهُ عشرَ معشارِ
- يا منقذَ الخلقِ منْ نارِ الجحيمِ وهمْ
- على شفا جرفٍ هارٍ بمنهارِ
- يا عدتي يا رجائي في النوائبِ يا
- عزي وكنزي ويسري بعدَ إعساري
- إسمعْ غرائبَ مدحٍ لا أريدُ بها
- تحصيلَ دارٍ ودينارٍ وقنطارِ
- بلْ أرتجي منكَ في الدارينِ مرحمة ً
- و في الإقامة ِ بينَ الدارِ والدارِ
- فما مدحتكَ بالتقصيرِ معترفاً
- إلا لتخفيفِ آصاريو أوزاري
- و أينَ ينزلُ مدحي فيكَ بعدَ ثنا
- سبعِ المثاني وسجعي وأشعاري
- عليكَأزكى صلاة ِاللهِدائمة َ
- تبقى بقاءَ عشياتٍو أبكارِ
- تندى عليكَعبيراًطيباًو على
- مهاجرينَ وآلٍثمّ َأنصارِ
المزيد...
العصور الأدبيه