الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> إليهِ بهِ سبحانهُ أتوسلُ >>
قصائدالبرعي
إليهِ بهِ سبحانهُ أتوسلُ
البرعي
- إليهِ بهِ سبحانهُ أتوسلُ
- و أرجو الذي يرجى لديهِ وأسألُ
- و أحسنُ قصدي في خضوعي وذلتي
- لهُ وعليهِ وحدهُ أتوكلُ
- وأصحبَ آمالي إلى فضلِ جودهِ
- و أنزلُ حاجاتي بمنْ ليسَ يبخلُ
- فسبحانهُ منْ أولٍهوَ آخرٌ
- و سبحانهُ منْ آخرٍهوَ أولُ
- سبحانَ منْ تعنو الوجوهُ لوجههِ
- و منْ كلُّ ذي عزٍ لهُ يتذ للُ
- و منْ هوَ فردٌ لا نظيرَ لهُ ولاَ
- شبيهٌ ولاَ مثلٌ بهِ يتمثلُ
- منْ كلتِ الأفهامُ عنْ وصفِ ذاتهِ
- فليسَ لها في الكيفِ والأينِ مدخلُ
- تكفلَ فضلاً لا وجوباً برزقه
- على الخلقِ فهوَ الرازقُ المتكفلُ
- و لمْ يأخذْ العبدَ المسيىء َ بذنبهِ
- و لكنهُ يرجى لأمرٍ ويمهلُ
- حليمٌ عظيمٌ راحمٌ متكرمٌ
- رءوفٌ رحيمٌ واهبٌ متطولُ
- جوادٌ مجيدٌ مشفقٌ متعطفٌ
- جليلٌ جميلٌ منعمٌ متفضلُ
- لهُ الراسياتُ الشمُ تهبطُ خشية ً
- و تنشقُّ عن ماء يسج ويخضلُ
- و انشأَ منْ لا شيءَ سحباً هواطلاً
- يسبحُ فيها رعدها ويهللُ
- و أحيا نواحي الأرضِ منْ بعدِ موتها
- بمنسجمٍ غيثاً منَ السحبِ يهملُ
- و أجرى بلا نفخٍ رياحاً لواقحاً
- تسيرُ بلا شخصٍ يحاطُ ويعقلُ
- فسبحانَ مجري الريحِ في كلِّ موضع ٍ
- لتبلغَ كلَّ العالمينَ وتشملُ
- على أنهُ في عزِّ سلطانهِ يرى
- و يسمعُ منا ما نجدُّ ونهزلُ
- يحيطُ بما تخفي الضمائرُ علمهُ
- و يدري دبيبَ النملِ والليلُ أليلُ
- و يحصى عديدَ القطرِ والرملِ والحصى َ
- و ما هوَ أدنى منهُ عداً وأكملُ
- و يعلمُ ما قدرُ الجبالِ ووزنها
- مثاقيلُ ذرٍ أو أخفُّ وأثقلُ
- حنانيكَ يا منْ فضلهُ الجمُّ فائضٌ
- و منْ جودهُ الموجودُ للخلقِ يشملُ
- و يا غافرَ الزلاتِ وهي عظيمة ٌ
- و يا نافذَ التدبيرِ ما شاءَ يفعلُ
- و يا فالقَ الإصباحِ والحبِّ والنوى
- و يا باعثَ الأشباحِ في الحشرِ تنسلُ
- أجبْ دعوتي يا سيدي واقضِ حاجتي
- سريعاً فشأنُ العبدِ يدعو ويعجلُ
- فما حاجتي إلا التي قدْ علمتها
- و إنْ عظمتْ عنديفعندكَتسهلُ
- تولَّ ابنَ يحيى َ الشارقيَّ محمداً
- وأبلغهُ في الدارينِ ما كانَ يأملُ
- وأسبلْ علينا السترَ منْ كلَِّ نكبة ٍ
- فستركَ مسدولٌ على الخلقِ مسبلُ
- وأكرمهُ بالقرآنِ واجعلهُ حجة ً
- لهُ شافعاً إذْ لا شفاعة َ تقبلُ
- فيا طولَ ما يتلوهُ يرجو بضاعة ً
- مضاعفة ً يومَ الجزا ليسَ تهملُ
- ولاطفهُ وارحمْ منْ يليهِ رحامة ً
- وصحباً فإنَّ البعضَ للبعضِ يحملُ
- أجرهمْ منَ الدنيا ومنْ نكباتها
- وَ لا تخزهمْ يومَ العشارِ تعطلُ
- و قائلها فاغفرْ خطاياهُ إنهُ
- أسيرٌ بأثقالِ الذنوبِ مكبلُ
- أتاكَ ولا قلبٌ سليمٌ مطهرٌ
- و لا عملٌ ترضى بهِ كانَ يفعلُ
- وَ لاَ يرتجي منْ عندِ غيركَ رحمة ً
- و لاَ يبتغي فضلاً لمنْ يتفضلُ
- بلى جاءَ مسكيناً مقراً بذنبهِ
- ذنوبٌ وأوزارٌ على َ الظهرِ تحملُ
- فحققْ رجائي فيكَ يا غاية َ المنى
- فأنتَ لمنْ يرجوكَ حصنٌ وموئلُ
- وقلْ أنتَ يا عبدَ الرحيمِ لرحمتي
- خلقتتَ ومنْ يعنيكَ فهوَ مجملُ
- سأغرقكمْ في بحرِ جودي كرامة ً
- وأؤمنكمْ يومَ المراضعُ تذهلُ
- وإنْ فتحتْ جناتُ عدنٍ لداخلٍ
- فقلْ يا عبادي هذهِ الجنة ُ ادخلوا
- فجودكَ يا ذا الكبرياءِ مؤملٌ
- وحبلكَ للراجينَ بالخيرِ يوصل
- وصلِّ وسلمْ كلَّ لمحة ِ ناظرٍ
- على أحمدٍ ما حنَّ رعدٌ مجلجلُ
- صلاة ً تحاكي الشمسَ نوراً ورفعة ً
- وتفضحُ أزهارَ الرياضِ وتخجلُ
- تخصُّ حبيبَ الزائرينَ وتنثني
- على آلهِ إذْ همْ أعزُّ وأفضلُ
المزيد...
العصور الأدبيه