الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> يشكو إليك هواك المدنف الوصب >>
قصائدالبحتري
يشكو إليك هواك المدنف الوصب
البحتري
- يشكو إليك هواك المدنف الوصب
- بواكف ينهمي طوراً وينسكب
- إذ يقال: اتئب، ردت صبابته
- إليه ثابت وجد ليس يتئب
- وما اجتنبتك إلا للوشاة، وكم
- من مغرم كلف بالوجد يجتنب
- ولو وجدت سلوا ما تخونني
- لما تبسمت ذاك الظلم والشنب
- ولا استخف غرامي، يوم وقفتنا
- على الوداع، بنان منك مختضب
- ما لي وللشيب آباه ويتبعني
- وللصبابة أنآها وتقترب
- وقد حرصت على حدي يصاحبني
- على الشباب لو أن الحظ يكتسب
- هذا الربيع يسدي من زخارفه
- وشياً يكاد على الألحاظ يلتهب
- هل تغلبني على الساجور حين زهت
- أنواره وتناهى نوره حلب
- دع المطي مناخات بأرحلها
- لم ينض عنهن تصدير ولا حقب
- فما تزيد على إلمامة خلس
- بأحمد بن علي ثم تنقلب
- قضاء حق، وما نقضي بطاقتنا
- من ذلك الحق إلا بعض ما يجب
- عق كريم متى عدت مناقبه
- كانا سواء لديه الدين والحسب
- آل الجنيد بن فوريد أرومته
- والفرخان له من قبل ذاك أب
- وقد أناف به الصباح معتليا
- في رتبة تتكافا تحتها الرتب
- أما الخراج فقد أعطي مقادته
- واستؤنف الجد فيه وانقضى اللعب
- قد سمح القوم عنه بعدما منعوا
- وخفض القول فيه بعد ما شغبوا
- ظلوا يؤدون حق الله عندهم
- ويعجبون، وما في ما أتوا عجب
- جد امرئ لم يلبث عن عزيمته،
- ولا يشارف إفراطاً به الغضب
- إن سارعوا كلن بذل العرف غايته
- وإن ونوا كان منه الجد والطلب
- وبارز الوجه يبديه البيان، وكم
- عي تغطي علة مكنونه الحجب
- لا يبلغ لناس جهداً عفو سؤدده،
- ولا تعير أكف الناس ما يهب
- تومي إلى العدد الأقصى مآثره
- حتى ينافس فيه عجمه العرب
المزيد...
العصور الأدبيه