الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> يزداد في غي الصبا ولعه >>
قصائدالبحتري
يزداد في غي الصبا ولعه
البحتري
- يَزْدادُ في غَيّ الصّبا وَلَعُهْ،
- فكأنّمَا يُغرِيهِ مَنْ يَزَعُهْ
- وإذا نَقُولُ الصّبْرُ يَحْجِزُهُ،
- ألْوَى بصَبْرِ مُتَيَّمٍ جَزَعُهْ
- وَلَقَدْ نَهَى، لَوْ كانّ مُنْتَهِياً،
- فَوْدٌ يُنَازِعُ شَيْبَهُ نَزَعُهْ
- ما لَبْثُ رَيْعَانِ الشّبابِ، إذا
- نذر المَشيبِ تَلاَحَقَتْ شُرَعُهْ
- والشّيْبُ فيهِ، عَلَى نَقِيصَتِهِ،
- مَسلى أخي بَثٍّ، وَمُرْتَدَعُهْ
- بَرْقٌ بذي سَلَمٍ يُؤرّقُني
- خَفَقَانُهُ، وَتَشُوقُني لُمَعُهْ
- وَلَرُبّ لَهْوٍ قَدْ أشَادَ بِهِ
- مُصْطَافُ ذي سَلَمٍ، وَمُرْتَبِعُهْ
- عستِ الإضاقةُ أنْ يُنالَ بها
- جِدةٌ ونَكَّلَ ضارياً شِبعُهْ
- والفَسْلُ يَسْلُبُهُ عَزِيمَتَهُ
- أدْنَى وُجُودِ كِفايَةٍ، تَسَعُهْ
- لا يَلْبَثُ المَمْنُوعُ تَطْلُبُهُ،
- حتّى يَثُوبَ إلَيْكَ مُمْتَنِعُهْ
- والنّيْلُ دَيْنٌ يُسْترَقّ بِهِ،
- فاطْلُبْ لرِقْكَ عندَ مَنْ تَضَعُهْ
- وأرَى المَطَايَا لاَ قُصُورَ بِهَا
- عَنْ لَيْلِ سامِرّاءَ، تَدّرِعُهْ
- يَطلُبْنَ عِنْدَ فَتَى رَبيعَةَ مَا
- عندَ الرّبيعِ، تَخَايَلَتْ بُقَعُهْ
- وَالخُضرُ ملءُ يَدَيكَ من كَرَمٍ
- يُبديهِ إفضَالاً، وَيَبْتَدِعُهْ
- ذَهَبَتْ إلى الخَطّابِ شيمَتُهُ،
- فَغَدَا يَهِيبُ بِهَا، وَيَتّبِعُهْ
- يَدَعُ اختِيَارَاتِ البَخيلِ، وَمِنْ
- حبّ العُلا يَدَعُ الذي يَدَعُهْ
- أدتْ مخايلُهُ حَقِيقَتَهُ
- سوْمَ الخريفِ أَراكَهُ قَزَعُهْ
- فَرْدٌ، وإنْ أثْرَتْ عَشيرَتُهُ
- مِنْ عِدّةٍ، وَتَنَاصَرَتْ شيَعُهْ
- يَخشَى الأعِنّةَ، حيث يَجمَعُهَا،
- والسّيْلُ يُخشَى حيُث مُجتَمَعُهْ
- فتَرى الأعادي ما لَهُمْ شُغُلٌ
- إلاّ تَوَهّمُ مَوْقِعٍ يَقَعُهْ
- وأغَرُّ يَرْفَعُهُ أبُوهُ، وَكَمْ
- لكَرِيمِ قَوْمٍ مِنْ أبٍ يَضَعُهْ
- إنْ سَرّكَ استيفَاءُ سُؤدَدِهِ
- بالرّأيِ تَبحَثُهُ، وَتَنْتَزِعُهْ
- فاطْلُبْ بعَيْنِكَ أيَةً لَحِقَتْ
- ضَوْءَ الغَزَالَةِ، أينَ مُنْقَطِعُهْ
- شَادَتْ أرَاقِمُهُ لَهُ شَرَفاً
- يَعْلُو، فَما يَنحَطّ مُرْتَفِعُهْ
- والسّيفُ، إنْ نَقِيَتْ حَديدَتُهُ
- في الطّبعِ طابَ وَلم يُخَفْ طَبَعُهْ
- وَيَسيرُ مُتّبِعُ الرّجَالِ إلى
- قَمَرٍ، كَثِيرٍ مِنْهُمُ تَبَعُهْ
- يُبْهِي على ألحاظِ أعْيُنِهِمْ
- مَرْأًى، يَزِيدُ عَلَيْهِ مُستَمَعُهْ
- تَتْلُو مَنَاجِحُهُ مَوَاعِدَهُ،
- كالشّهْرِ يَتْلُو بِيضُهُ دُرَعُهْ
- أأخافُ في ألْفٍ تَلَكّؤَ مَنْ
- حملَ الألُوفَ فلَمْ يُخَفْ ظَلَعُهْ
- وَسِوَاكَ يا بنَ الأقدَمَينَ عُلا،
- وَهَبَ النّوَالَ وَكَرَّ يَرْتَجِعُهْ
- لا فَضْلُكَ المَوْجُودُ منه، وَلا
- مَعْرُوفُكَ المَعرُوفُ يَصْطَنِعُهْ
- لِحِزٌ يُقِيمُ المَاَلَ يرْزَؤُهُ
- رِفْداً مقَامَ الضِّرْسِ يَقْتَلِعُهْ
- مُثْرٍ، وَقَلّ غَنَاءُ ثَرْوَتِهِ
- عَنْ عَامِدٍ لِجَداهُ، يَنْتَجِعُهْ
- والبَحْرُ تَمْنَعُهُ مَرَارَتُهُ
- مِنْ أنْ تَسُوغَ لشارِبٍ جُرَعُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه