الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> يا ابنة العامري عما قليل >>
قصائدالبحتري
يا ابنة العامري عما قليل
البحتري
- يا ابنَةَ العامرِيّ عَمّا قَليلِ
- يأذَنُ الحَيُّ، فاعلَمي، بالرّحيلِ
- قد سَمعتُ الغُرَابَ يَُوعَد بَيناً،
- وَانْصِرَاماً لحَبلِكِ المَوْصُولِ
- كَيفَ لي بالسّلُوّ لا كيفَ، وَالبَيْـ
- ـنُ غَداً نازِلٌ بخَطْبٍ جَليلِ
- إنّ يَوْمَ النّوَى لَيَوْمٌ طَوِيلٌ،
- لَيسَ يَفنى، وَيوْمُ حزْنٍ طوِيلِ
- يا هِلالاً أوْفَى بأعْلى قَضِيبٍ،
- وَقَضِيباً عَلى كَثيبٍ مَهيلِ
- ما شِفَاءُ المُتَيَّمِ الصّبّ، إلاّ
- شَرْبَةٌ مِن رُضَابكَ السّلسَبيلِ
- لا تَقِفْ بي على الدّيارِ، فإنّي
- لَسْتُ مِنْ أرْبُعٍ وَرَسْمٍ مُحيلِ
- في بُكَاءٍ عَلى الأحِبّةِ شُغْلٌ
- لأخي الحبّ، عَن بكاءِ الطّلولِ
- وَتَداني الدّارَينِ أحْسَنُ لوْ كا
- نَ إلى رَدّ ظاعِنٍ مِنْ سَبيلِ
- قَد لَعَمرِي أضْحى الزّمانُ حميداً
- بابنِ طَوْقٍ، مُحَمّدِ المَأمولِ
- بكَرِيمٍ يَستَغرِقُ الحَمدَ وَالمَجْـ
- ـدَ بمَعرُوفِهِ العَرِيضِ، الطّوِيلِ
- للنّدى عاشقٍ، وَبالمَجْدِ صَبٍّ
- مُستَهَامٍ، وَللسّماحِ خَليلِ
- وبَخِيلٍ بالعِرْض تصْدُرُ مِنْهُ
- جُمَلُ النَّيْلِ عَنْ جَوَادٍ بَخِيلِ
- وَأرِيبٍ، إذا الأرِيبُ تَصَدَّا
- مِنْهُ فَهْمٌ، غَدا بفَهْمٍ صَقيلِ
- مَلِكٌ شاكلتْ شَمائلُه الرّوْضَ الـ
- ـمُخَلّى جارَ السّحابِ المَخيلِ
- وَهلِ المَجدُ، إنْ تفَكّرْتَ فيهِ،
- غَيرُ رَبْعٍ مِنْ فَعْلِهِ مأهولِ
- إبْقَ وَقْفاً عَلى العُلا يا أبَا أيّو
- بَ في ظِلّهَا عَلَيْكَ الظّليلِ
- وَصَلَ الجُودُ رَاحَتَيْكَ بإفْرَا
- طِ نَدًى خارِجٍ عنِ المَعقُولِ
- وَكَأنّ الخُطُوبَ تَنشَقُّ من رَأ
- يكَ عن صَدرِ أبْيَضٍ مَصْقولِ
- أجزَلَتْ كَفُّكَ العَطَاياَ لعافِيـ
- ـكَ، فَكَافَالاَ بالثّنَاءِ الجَزِيلِ
- جُدْ بِما شئتَ، أنتَ أوْفَرُ حَظّاً
- مِنْ مُرَجّي نَوَالِكَ المَبذولِ
- فكَثيرُ العَطَاء غَيرُ كَثِيرٍ؛
- وَقَليلُ الثّنَاءِ غَيرُ قَليلِ
المزيد...
العصور الأدبيه