الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> يا أخا الحارث بن كعب بن عمرو >>
قصائدالبحتري
يا أخا الحارث بن كعب بن عمرو
البحتري
- يا أخا الحارِثِ بنِ كَعبِ بنِ عمرو!
- أشُهُوراً تَصُومُ أمْ أيّامَا
- طالَ هذا الشّهرُ المُبارَكُ، حتى
- قَدْ خَشِينَا بأنْ يَكُونَ لِزَامَا
- لَقّبُوهُ بخَاتَمٍ حَسّنَ الأمْـ
- ـرَ وَلَوْ أنْصَفُوا لَكَانَ لِجَامَا
- كَم صَحيحٍ قد ادّعى السّقمَ فيهِ،
- وَعَليلٍ قَد ادّعَى البِرْسَامَا
- ظَلَّ فِي يَوْمِهِ يُصَلِّي قُعُوداً
- وسَرَى لَيْلَهُ يَنِيكُ قِيَامَا
- وَلَخَيْرٌ مِنَ السّلامَةِ عِنْدِي،
- عِلّةٌ لِلفَتى، تُحِلُّ الحَرَامَا
- قد مَضَتْ سَبَعةٌ وَعشرونَ يَوْماًٌ،
- ما نَزُورُ اللّذّاتِ إلاّ لِمَامَا
- مَا عَلى الوَرْدِ، لوْ أقامَ عَلَيْنَا،
- أو يَرَانَا، مِنَ الصّيَامِ صِيَامَا
- جَازَنَا مُعْرِضاً كأنّا لَقِينَا
- دونَهُ اللّهْوَ، أوْ شَرِبْنَا المُدامَا
- أخَذَ الله مِنْكَ ثَأرَ خَليٍّ،
- لمْ تَدَعْهُ، حتى غَدا مُسْتَهامَا
- أنتَ أعْدَيْتَهُ بِحُبِّ سُعَادٍ،
- وَكَرِيمُ الأهْوَاءِ يُعْدِي الكِرَامَا
- قَد عَشِقْنَا كمَا عَشقتَ، وَمَا دُمْـ
- ـتَ وَدُمنا، وَالحبُّ لوْ دُمتَ دامَا
- أفْطِرُوا رَاشِدينَ إنجي أعُدُّ الـ
- ـفِطْرَ في هَجْرِ مَنْ أُحِبُّ إثَامَا
- وَأرَى الدّهْرَ كُلّهُ رَمَضَاناً
- أبَداً، أوْ يكونُ فِطرِي غَرَامَا
المزيد...
العصور الأدبيه