الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> يأبى الخلي بكاء المنزل الخالي >>
قصائدالبحتري
يأبى الخلي بكاء المنزل الخالي
البحتري
- يَأْبى الخَلِيُّ بُكَاءَ المَنْزِلِ الخَالي
- والنَّوْحَ في أَرسُمٍ أَقْوَتْ وَأَطْلاَلِ
- وذُو الصَّبَابَةِ ما يَنْفَكُّ يُنْصِبُهُ
- وَجْداً تأَيُّدُ آيالدِّمنَةِ البَالِي
- كَمْ قَدْ صَمِمْتُ ،وأَذْنِي جِدُّ سامعةٍ
- عَنْ عَاذِلاَتيَ في لَيْلى وعُذَّالِي
- رَدَّتْ عَلَيَّ أَحَادِيثُ الصِّبا حُرَقاً
- وقَدْ تَقَدَّمَ دَهْرٌ دُونهُ خَالِ
- وَمَا تَوَهَّمْتُني أُعْطِي الزَّمَانَ رِضاً
- بِأَنْ يَطُولَ بِذَاكَ العَهْدِ إِخْلاَلي
- بانَ الشَّبَابُ فَلا عَيْنٌ ولا أَثَرٌ
- إِلاَّ بَقيَّةَ بُرْدٍ مِنْهُ أَسْمَال
- قد كِدْتُ أُخْرِجُهُ عَنْ مُنْتَهَى عَدَدِي
- يَأْساً ،وأُسْقِطُهُ ،إِذْ فَاتَ، مِن بَالِي
- أَسْوَا العَوَاقِبِ يَاْسٌ قَبْلَهٌ أَمَلٌ
- وأَعْضَلُ الدَّاءِ نُكْسٌ بَعْدَ إِبْلاَلِ
- والمَرْءُ طاعَةُ أَيَّامٍ تُنَقِّلُهُ
- تَنَقُّلَ الظِّلِّ مِنْ حَالٍ إِلى حَالِ
- ومِنْ غَرائبِ ما تَأْتِي الخُطُوبُ بهِ
- في أَوَّلٍ مِنْ صُرُوفِ الدَّهْرِ أَوْ تَالِ
- أَحْدُثَةٌ عَجَبٌ أَنْبِيكَ عن خَبَري
- فِيها وَعَنْ خَبَرِ الشَّاهِ بْنِ مِيكَالِ
- فرَرْتُ مِنْهُ حَيَاءً مِنْ قُصُورِيَ عَنْ
- جَزَاءِ ما زَادَ في جَاهِي وفي مَالِي
- لِمْ لَمْ أُعَوضْهُ شُكْرأً عنْ تَطَوُّلِهِ
- إِذ لَمْ أُكَايِلْهُ إِفْضَالاً بإِفْضَالِ
- وَفي القوَافي إِذا سَيَّرْتُها عِوَضُ
- لأَِجْوَدِينَ ،وتَنْكِيلُ لِبُخَّالِ
- كَالنَّوْرِ أَوْقَدَهُ طَلُّ الرَّبيعِ ضُحًى
- في عاطِلٍ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ أَوْ حَالِ
- لَمْ تَغْلُ وَهي غَدَاةَ البَيْعِ مُثْمِنَةٌ
- إِنَّ الرَّخِيصَ الَّذي يُلْغَى هُوَ الغَالِي
- ومَا أَبُو غَانِمٍ عَمَّا تِهِيبُ بِهِ
- إِليهِ بالمُقْتَضِي سَعْياً ولا الآلِي
- عَلَيْهِ سيمَا مِنَ العلْياءِ بانَ بِها
- مِنْ غَافِلِينَ عَن العَلْيَاءِ أَغْفَالِ
- سَأَلْتُ عن أَصْدِقاءِ الصَّدْقِ مُؤْتِنِفاً
- وَقَدْ تَرى عَدَمي مِنْهُمْ وإِقْلاَلي
- أَشِيمُ مِنْهُمْ بُرُوقَ الخُلَّبَاتِ فَهَلْ
- شَخْصٌ يُخَبِّرُنَا عَنْ بارق ِالخَالِ
- والنَّاسُ كالشَّجَرِ البَادِي تَفَاوُتُهُ،
- وَقَدْ تَرَى بُعْدَ بَيْن النَّبْعِ والضَّالِ
- تَصَرَّمَ الخَيْرأَمْ زَالَتْ بَشاشَتُهُ ،
- أَمِ اضْمَحَلَّتْ لَيَالِيهِ مع الآلِ
- لَوْلاَ خِلاَلٌ مِنَ الشَّاهِ اسْتَبَدَّ بِهَا
- لأَصْبحَ الجُودُ فينَا كاسِف البَالِ
- إِذا اسْتَقَلَّتْهُ جُرْدُ الخَيْلِ أَقْدَامَهَا
- سَبْطاً يُفوتُ سِنانَ الصَّعْدةِ العَالِي
- وإِنْ مَشَى في فُصُولِ الدِّرعِ قَلَّصَهَا
- مُبَجَّلُ بَيْنَ تَشْمِيرٍ وإِسْبالِ
- غَمْرٌ كَفَانِي ،وَلَمْ أَخْطُبْ كِفَايَتَهُ
- نَصَّ المَطِيِّ عَلَى أَيْنٍ وإِعْمَالِ
- آمَنَني غَوْلَ أَوْجَالي،وجَوزَ بي
- في كلِّ مُطَّلَبٍ غَاياتِ آمَالي
- وقد عَهِدْتُ اللَّيالي وَهْيَ جاهِدَةٌ
- تَسْعَى عَلَىَّ ،فَعَادَتْ وهْيَ تَسْعَى لِي
المزيد...
العصور الأدبيه