الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ومهتزة الأعطاف نازحة العطف >>
قصائدالبحتري
ومهتزة الأعطاف نازحة العطف
البحتري
- وَمُهْتَزّةِ الأعْطافِ نازِحَةِ العَطْفِ
- مُنَعَّمَةِ الأطرَافِ، فاترَةِ الطَّرْفِ
- تَثَنّى على قَدٍّ غَرِيبٍ قَوَامُهُ،
- وَتَضْحَكُ عَن مُستَعذَبٍ أفلجِ الرَّصْفِ
- إذا بَعُدَتْ أبْلَتْ وَإنْ قرُبتْ شَفَتْ،
- فَهِجْرَانُهَا يُبْلي، وَلُقيانُهَا يَشفي
- بَذَلْتُ لهَا الوُصْلَّ الذي بَخُلَتْ بِهِ،
- وَأصْفَيْتُها الوِدّ الذي لم تكُنْ تُصْفي
- وَأبْدَيْتُ وِجْداني بهَا وَصَبَابتي،
- وَإنّ الذي أُبْدي لَدونَ الذي أُخفي
- دُنُوّاً فقد تَيّمتِ بالبُعدِ والنّوَى،
- وَوَصْلاً فقَد عَنّيتِ بالصّدّوَ الصَّدفِ
- أما يَظْفرُ المَحرُومُ عندَكِ بالجَدا،
- وَلا يَطمَعُ المظلومُ عندَكِ في النَّصْفِ
- لَعَمْرُ أميرِ المُؤمنينَ لَقَدْ كفَى
- نَوَائِبَ دَهْرٍ، مِثْلُهُ مِثلَها يكفي
- غَدا وَهوَ كَهْفُ المُسلمينَ وَرِدْؤهم،
- فأكرِمْ بهِ من رِدْءِ قَوْمٍ وَمن كَهْفِ
- كَرِيمِ السّجايا وَافرِ الجُودِ وَالنّدَى،
- فلا ناقصُ النُّعمى وَلا جامدُ الكفّ
- يَحِنُّ إلى المَعْرُوفِ، حتى يُنيلَهُ،
- كَما حَنّ إلْفٌ مُستَهامٌ إلى إلْفِ
- وَيَقْلَقُ حتى يُنجِزَ الوَعدَ مثلَ مَا
- يُجافي الذي يَمِشِي على رَمَضِ الرَّضْفِ
- مَتى مَا أَصِفْ أَخلاَقكَ الغُرَّ تعترِضْ
- غراَائبُ أَفعالٍ تَزيدُ على الوَصْفِ
- وَإمّا أَعِدْ نَفسِي علَيكَ، رَغيبَةً
- من النَّيلِ، أصْبحْ في أمان من الخُلفِ
- وَما ألْفُ ألفٍ من جداكَ كَثيرَةٌ،
- وَكَيفَ أخافُ الفَوْتَ عندكَ في ألفِ
المزيد...
العصور الأدبيه