الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> وما خفت جدي في الصديق يسوءه >>
قصائدالبحتري
وما خفت جدي في الصديق يسوءه
البحتري
- وما خِفْتُ جِدّي في الصّديقِ يسوءُهُ،
- وَلكِنْ كَثيراً ما يُخافُ مُزَاحي
- وَرُبّ مُبَارٍ للرّيَاحِ بجُودِهِ،
- منَ الأجْودِينَ الغُرّ، آلِ رِياحِ
- متى بِعْتُ مُختاراً رِضَاهُ بسُخطِهِ،
- تبدّلْتُ خُسْري، كلّهُ، بِفَلاحي
- وكمْ عَاتِبٍ بِالرِّيّ يَثْلِمُ عَتْبُهُ
- مَضَارِبَ سَيْفي، أوْ يَهِيضُ جَناحي
- وَقَفْتُ لهُ نَفسي على ذُلّ مُذْنِبٍ،
- يُكَثِّرُ مِنْ زَارٍ عَلَيْهِ، وَلاحِ
- كأنّ الرّياحِيّينَ، حَيْثُ لقِيتُهُمْ،
- وَإن لَؤمُوا أصْلاً، قُرَيشُ بِطاحِ
- وَلَمْ أرَ قَوْماً لمْ يكونوا لِرِشْدَةٍ،
- أحَقَّ بِسَرْوٍ منِهُمُ، وَسَماحِ
- مَضَى حَسَنٌ لا عَهْدُهُ بِمُذَمَّمٍ
- لَدَيْنَا، ولا أفْعَالُهُ بِقِباحِ
- وَدارَكَ منْ نَجْوِ النّغِيلِ احتِشاؤهُ،
- فَبَاتَ حُبارَى هَيْضَةٍ وَسُلاحِ
- فإلا يقلنا الله عثرةٌ دبره
- نبت نصب حزن للنفوس متاح
- وَمِن أبْرَحِ الأشْجانِ إبرَاحُ وَجْدِنا
- على مِعَدٍ مَأفونَةٍ، وَفِقَاحِ
المزيد...
العصور الأدبيه